|
محافظة الجوف كانت من أكثر المحافظات مظلومية وحرماناً وإهمالاً على مدى عقود من الزمن من قبل النظام السابق، عانت المحافظة من عدم الاهتمام بالتعليم والعمران والتطور والإنماء، وكانت سياسة النظام السابق في هذه المحافظة هي إذكاء الفتن والصراعات والتناحر، ومعاناة المحافظة سببها حرمان طويل وممنهج، على الرغم من أن هذه المحافظة هي أساس لنهضة اليمن كلها، وكان العدوان مركزاً على السيطرة على محافظة الجوف بالتضليل والتكفير والارتزاق، اليمن تعاني من استهداف خارجي نتيجة العدوان السعودي والإماراتي الغاشم المتعاون مع كيان العدو الصهيوني والأمريكي، وأمام هذا الواقع كان لمحافظة الجوف موقفها المشرف في مواجهة العدوان، وعلينا أن نتحرك بجدية لمواجهة هذا العدوان، الذي يسعى لأن يكون الجميع خاضعين للعدو، العدو الذي لا يريد الخير لبلدنا، ونحن بلد عظيم، ولا يليق بشعب اليمن والإيمان بكل محافظاته أن يكون بلداً محتلاً، وأن يخضع لدول أجنبية، وأن يكون شعباً بلا إرادة ولا قرار، واذا قبل الشعب اليمني بهذا الاحتلال لكان انقلاباً على الشرف الإيماني..
يكفي العدو ومرتزقته جنايتهم على محافظة الجوف، التي هي من أهم المحافظات اليمنية التي لو قدَّر لها ستكون الأولى في التطور الاقتصادي والزراعي ومخزونها النفطي، وانتماؤنا للإيمان ونحن شعب الإيمان وعزيز يأبى الهوان والسيطرة الخارجية، ولذلك بحمد الله وتوفيقه وبعزة إيمان شعبنا، وقف أبناء محافظة الجوف بالموقف المشرف ولولا وفاء أبناء محافظة الجوف لما تحررت هذه المحافظة، واليوم نعلن لهم هذا الجميل وهذا الوفاء والأصالة التي كانت ولا زالت على مراحل التاريخ لأبناء محافظة الجوف، وآن الأوان أن نواصل المشوار جميعاً لتعزيز هذا الصمود في كافة مديريات المحافظة المحررة، من خلال العنوانين اللذين أطلقهما الشهيد صالح الصماد: “يد تحمي” وتعزيز كل مراحل الصمود والثبات والتجنيد في الجيش في كل محافظات الجمهورية وفي مقدمة ذلك محافظة الجوف، وتبقى مسؤولية أبناء هذه المحافظة الشرفاء والأحرار هي القيام بهذا الدور ومعهم كافة مؤسسات الدولة، ومسؤولية الالتحاق بالأمن والتعاون الأمني، والعدو يركز على استهداف المحافظة أمنيا، ويريد العدو استمرار الاقتتال والفتن بين أبناء القبائل في المحافظة، حتى لا يستقر أبناء المحافظة، ويبقى الكل خائفاً من الآخر..
العدو يستهدف هذه المحافظة أمنياً من خلال عصابات التقطع للمسافرين في أطراف المحافظة، ولهذا لا بد من اهتمام أبناء المحافظة للحد من هذه الجرائم، وقطع الطرقات أمر لا يجوز شرعاً، ولا يليق أخلاقياً وإنسانياً، وهي ظاهرة سيئة تشوه أبناء هذه المحافظة الشرفاء، كذلك يسعى العدو لجعل المحافظة بؤرة للاتجار بالمخدرات والحشيش، ولا يليق بنا أن نسمح بهذه الجريمة الشنيعة، وعلى أبناء المحافظة أن لا يتعاونوا مع أي مجرم يقوم بهذه الجريمة، ويجب أن يكون هناك نشاط وتضافر جهود أبناء المجتمع لمنع هذه الظاهرة، والاتجار الصحيح اليوم هو في الزراعة، والعدو يسعى بطرق خبيثة لاستهداف أجهزة الأمن والجانب العسكري في المحافظة، وما يفشل كل مؤامرات العدو هو التعاون الشعبي والمجتمعي مع الأمن، وفيما يتعلق بالنهضة الزراعية فإن محافظة الجوف هي منبع النهضة الزراعية في اليمن كلها، تتوفر فيها كل المقومات الزراعية، ويجب أن يكون هناك تشكيل للجمعيات الزراعية بشكل رسمي وبطرق صحيحة بالتعاون مع الدولة والقطاع الخاص واللجنة الزراعية، ويمكن لهذه المحافظة أن يكون لها دور مهم في معالجة البؤس والحرمان والفقر والجوع..
لا بد من العناية بالتعليم في هذه المحافظة في كل المجالات والتخصصات، ويجب أن يحرص أبناء هذه المحافظة على وحدة الصف والوفاء بالصلح والحذر من مؤامرات العدو في نشر الفتن، وعلى الوجهاء والعقلاء والمثقفين والشرفاء أن يتعاونوا في حل المشاكل الاجتماعية بحكمة، وفاء لقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: “الحكمة يمانية”، واستمرار الاقتتال استنزاف وضياع للجهود والمال من دون الوصول إلى نتيجة، يكفي هذا البلد عراكه مع 18 دولة، وفي داخلنا نأمل التصالح والتسامح ووحدة الصف، ونأمل من كل مسؤولي المحافظة أن يكونوا إلى جانب الناس وقريبين منهم وحاضرين لخدمة أبناء هذه المحافظة والارتقاء بهم في كل المجالات، لتكون هذه المحافظة حاضرة في كل الأدوار العظيمة والكبيرة.
في الأحد 10 يوليو-تموز 2022 10:18:37 م