|
لنفترض مثلاً، أن ضمائر علماء بلاط الحكم السعودي، صحت فجأة من سباتها الطويل، وأرادت إصلاح ما أفسده الفكر الوهابي المتطرّف لعقود وما ألحقه من أضرار فادحة بصورة الدين الإسلامي الحنيف، وإزالة الإساءات العميقة لمبادئه وتعاليمه السمحاء، التي جاءت على يدي خريجي هذه المدرسة الظلامية ذاتها، والعمل من جديد -كما يزعمون- لإظهار الوجه المشرق للإسلام كدين للوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش بين الأمم.. ألم يكن الأولى أن تتجسّد هذه القيم النبيلة والمُثُل العليا بين المسلمين أولا؟ بحيث يكفّ أسيادهم في قصور الحكم أياديهم عن أذى أبناء الأمة، ويوقفوا جرائمهم بحق المسلمين في كل الأمصار قبل أي دعوات أو توجّهات للتسامح وبناء الصداقات الأخوية مع أعداء الدين، وألدّ خصوم الملّة المحمدية بنصوص القرآن الكريم الصريحة.
-لم تترك السلطات السعودية فرصة أو مناسبة دينية كانت أو اجتماعية إلّا واستخدمتها منصةً للترويج والتبرير لتوجّهاتها الحميمية نحو اليهود، في الوقت الذي تقتل وتبطش وتحاصر أشقاء العروبة والإسلام وتقترف الجرائم المروّعة بحق أطفال المسلمين والنساء والشيوخ، ليس فقط في بلدان مجاورة كاليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا، وإنما في الداخل السعودي أيضا، حيث تُعمل الحديد والنار في قمع المعارضين، وتسارع إلى تصفيتهم شنقا وسحلا وتقطيعا، ولو كانوا أطفالا من القاصرين ونساء ومشايخ وصحفيين، وكل من لا تروقه سياسات القصر، فالموت غيلة قدره المؤكد، ولا تنقذه عن مواجهة مصيره المحتوم دعوات واستنكارات ومطالبات المنظمات الحقوقية حول العالم.
– علماء السعودية وأبواقها الإعلامية أكثروا مؤخرا من أحاديثهم عمّا أسموه ملتقى القيم المشتركة بين أتباع الأديان، والذي عُقد قبل أسابيع في المملكة بمشاركة حاخامات يهود، والثرثرة زوراً وبهتاناً بأنه تحوّل إلى “كرنفال للتعايش والسلام في أرض الاعتدال والوسطية” وعن نجاحاته اللافتة في تعزيز رؤية حضارية مشتركة لترسيخ قيم الوسطية والوئام والسلام وإبراز “صورة الإسلام الحقيقية”، بسماحته واعتداله، لكن كل ذلك كما بات واضحا للجميع ليس سوى مقدمة لإبرام صفقة التطبيع العلني مع كيان الاحتلال، الذي يقتل أطفال ونساء فلسطين ويستبيح المقدسات في أرض الرباط، ومن أجل المضي قدما لتأسيس حلف عربي صهيوني لمواجهة المسلمين والتنكيل بشعوب الأمة، والله المستعان على ما يصفون.
إلى أجهزة العدالةّ!!
تداولت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، وعلى نطاق واسع، حادثة مؤلمة تحكي عن شنق أطفال في تعز من قبل مدرّس، وكانت تلك التناولات مدعّمة بوثائق وأوراق القضية، واعترافات الجاني، ورغم كل ذلك جاء الحكم غريبا وغير منطقي.. نأمل، وكلنا ثقة من قيادة السلطات الأمنية والعدلية في حكومة الإنقاذ الوطني، البحث والتقصّي عن الأمر واتخاذ اللازم لتحقيق العدالة والإنصاف.. وكل عام والجميع بخير وسعادة.
في الإثنين 11 يوليو-تموز 2022 08:04:56 م