|
حقق القائمون على صناعة الدراما في بلادنا تقدماً مهماً يبنى عليه في التأسيس لصناعة درامية قادرة على تقديم أفضل ما وصلت إليه من إبداعات تنتجها التجربة وخبرات تخلقها الممارسة, فما بين كل موسم وآخر نشهد المزيد من القفزات إذا ما أصبحت الدراما حاضرة ضمن أجندة الجهات المسؤولة، والحضور يعني الوعي بأهميتها والإدراك العملي لمستوى تأثيرها.
قبل أسابيع تابعت لقاء أجرته الثورة مع أ. عبدالله الوشلي الكاتب والمؤلف وقبل ذلك الإداري الإنتاجي في أعلى سلم الهرم التنظيمي بمؤسسة الإمام الهادي, المؤسسة التي تولت إنتاج عملين دراميين خلال رمضان الفائت وقد حققا حضوراً جماهيرياً كبيراً، فتكتيك كان الأكثر متابعة بحكم اتباعه مسارات لم يعهدها المشاهد اليمني أن تكون من ضمن اهتمامات الدراما اليمنية , وأما أبواب صنعاء فقد قدم لنا صنعاء القديمة بنكهتها العصرية أي بواقعها المؤثر والمتأثر وكان للعزيز الوشلي القدرة على وضع اللمسات النهائية على العملين بما يمتلكه من خبرة في الإعلام البصري ومن حس إبداعي تكشفه سياقات القصة ومساراتها الدرامية.
الإخوة في قناة اليمن بمظلتها الإنتاجية المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وبالدور الإشرافي المباشر للأخ وزير الإعلام ضيف الله الشامي، اتجهوا إلى تنفيذ باقة ورد الذي يمكن اعتباره إلى جانب تكتيك مفاجأة الموسم الدرامي وعلامة تحول في مسار الدراما اليمنية لاحتشاد العناصر الإبداعية إليه وتآزرها فيه ضمن مسار متكامل بدءاً مما خلقته قلمية الأكوع كحالة استثنائية في الكتابة الدرامية يجب الاهتمام بها إلى ما تمكنت رؤية السريحي الإخراجية من استنطاق النص وتحويله إلى حالة بصرية وصولاً إلى ما التقطه الفريق الإخراجي التنفيذي من تلك الرؤية لنقلها وترجمتها عملياً , وما بين التأليف والإخراج احتشدت الأفكار وتعاضدت الرؤى فاختلط بعضها ببعض فامتزجت فتماهت فكنا أمام طاقم أكسبته التجربة المزيد من الخبرة من مونتاج وتصوير وموسيقى وتنسيق ومتابعة، فكنا أمام باقة إبداعية عززتها خبرة الممثلين الرئيسيين وقدرتهم على الاستجابة الفعلية للمتطلبات الجديدة للعمل الدرامي الذي اتخذ الطابع الأمني الاجتماعي، فكان أكثر جذباً للمشاهدين من مختلف الفئات العمرية بما في ذلك الأطفال.
أجبرنا باقة ورد على الوقوف أمام هذه التجربة الفريدة الواعية بأهمية التطوير والمستوعبة لضرورات التطور, ودفعنا تكتيك إلى الثقة أكثر بقدراتنا الوطنية، وشجعنا أبواب صنعاء على التأكيد أننا أمام مرحلة تحول على صعيد صناعة الدراما، فقد ترك هذا العمل بصمة مهمة في المسيرة الإنتاجية للجهة المنتجة.
افهم يا حليم مثل مبتدأ الخبر في إنتاج نوعية ملفتة من المسلسلات القائمة على القصة القصيرة الهادفة النابهة الواعية والساخرة في نفس الوقت فيمكن البناء عليه من خلال إخضاع النسخ الجديدة منه للمزيد من معايير العملية الإنتاجية لاسيما الجانب الفني، فهذه النوعية من المسلسلات الأكثر جذباً قادرة على اجتذاب واستيعاب المزيد من الكتاب والممثلين والتجربة السورية خير مثال على ذلك.
في الأخير نهدي القائمين على هذا التحول المهم، باقة ورد وبالتأكيد لن تكون كباقات النمس بل منتقاة بعناية من الباقات المنتشرة في أيدي الباعة بجولات العاصمة خلال الأيام الأخيرة تأثراً بالمسلسل.
في الأحد 17 يوليو-تموز 2022 07:45:47 م