|
استبشرنا جميعا بإطلالة السيد القائد العلم في أول أيام العشر الأوائل من ذي الحجة وهو يبدأ بتناول شرح تفصيلي لوثيقة أسس بناء الدولة في الإسلام وصفات الحكام والصفات التي يجب توفرها في القائمين بأعمال موكلة إليهم وكل من هم في موقع المسئولية , فكانت المحاضرات بحد ذاتها حُجَة بينّة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ومن عظيم ما حوت من تعاليم وتوجيهات وتحذيرات وترغيب وترهيب تمنينّا أن تستمر حتى تؤتي ثمارها وبعد كل محاضرة كان أغلب أبناء الشعب اليمني يتساءلون بعد المحاضرة بينهم وبين أنفسهم هل يا ترى سيراجع كل من هم في موقع المسئولية أنفسهم ويحاسبوها كل منهم ويستفيدوا من هذا الكنز من الموجهات الربانية التي بين أيديهم والتي هي السبيل الوحيد للنجاة من واقعهم ومن عشوائيتهم ومن حالة اللامبالاة التي يعيشونها ؟ والله كأن هذه المحاضرات فعلا هي النجاة لكل من تحمل مسئولية وفرط فيها في هذا الوقت بالتحديد بعد أن سالت أودية من الدماء الطاهرة في كل مكان من محافظات ومديريات يمننا الغالي , سالت هذه الدماء من أجل العزة والكرامة والعدالة لا من أجل شللية وعشوائية ومحسوبيات وتعيينات خارج اطار الكفاءات والنزاهة والمؤهلات والخبرات
خابت آمال كثيرة بل وانكسرت خواطر كثيرة وانتشرت مظالم أكبر وأكثر وكل هذا ونحن تحت ولاية قائد لا مثيل له ويمثل القدوة الحقيقية والنموذج الأرقى لمدرسة الإمام علي عليه السلام قائد علم السلطة في نظره لا تساوي شرك نعال مالم يحق حق ويخذل باطل , فحصلت الفجوة والهوة التي كان لا بد من معالجتها وترميمها ومن هذا المنطلق جاءت هذه المحاضرات القيّمة التي انتبه وركز على مضمونها الأغلب وتابعوها ولم يكونوا يركزوا أنها لن تختتم إلا على مناسبة عظيمة جامعة تلقي علينا جميعا المسئولية أكبر وأكبر وهي مناسبة الولاية لتولي أولياء الله والبراءة من أعداءه
فالغدير هو منهج وطريق وسلوك وليس مجرد يوم يتم الاحتفال به وينتهي دون أن يترك أي أثر في واقعنا العملي , فعندما نرفع أيدينا ونعلن تولينا لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام معناه أن أشهدنا الله وملائكته وبعض من خلقه أن هذا الإعلان سيظل شاهد علينا وعلى أعمالنا وتصرفاتنا وعلاقتنا بمن حولنا .
فكيف بمن هم في موقع المسئولية الكبرى ؟ فكيف بمن يديرون جهات ويعمل تحت إدارتهم أفرادا وجماعات ؟ كيف بهم وكيف ستكون المسئولية على عاتقهم مضاعفة والحجّة بينة بعد 12 محاضرة تفصيلية تزامنت قبيل مناسبة الولاية ؟
كيف سيكون حال المستكبرين المهملين وعديمي الأخلاق؟ هل سيتقبلهم الشعب بعد أن عرف المواطن حقوقه في الدولة الإسلامية وعلى لسان السيد قائد الثورة؟
الولاية للإمام علي باب مدينة علم نبينا الأعظم ووثيقة العهد هي أيضا للإمام علي جاءت أيضا لتكون شاهدة عليهم وعلى القائد الذي وفّى وأعطى كل ما يستطيع وبذل جهود لا طاقة لغيره في تحملها وهو يعد ويشرح ويضع النقاط على الحروف ويخرج بخلاصة شكل الدولة التي يطمح بأن يقيمها ,الدولة التي تمثل الإمام علي قولا وعملا
ومن خالف هذه القوانين والقواعد التي شرحها قائد الثورة فليس ممن يتولون الإمام علي وليس من أنصار الله الذين ناصروا الرسول صلوات الله عليه وآله وناصروا الإمام علي والإمام الحسين وذريتهم من بعدهم .فليرحم نفسه عند الوقوف بين يدي الله وخصمه الإمام علي وعلم الهدى في زماننا السيد عبدالملك سلام الله عليهم اجمعين
فعلينا أن نتحمل المسئولية كما يجب فاليمنيين الأنصار المواليين للإمام علي عليه السلام يحملون على عاتقهم هم الأمة بأكملها من فلسطين وحتى العراق وليبيا ومصر والى شعب الخليج الجاهل الغافل الذي لا يعلم حتى من هم أعداءه ومن هم أولياءه ويجهلون القرآن الكريم ولا يأخذون من تفسير القرآن إلا ما يتناسب مع مصالح اليهود والنصارى ويحرفون الكلم عن مواضعه ويزيفون التاريخ فلنبدأ ببناء وتأسيس دولتنا حتى تكون قدوة ونموذج راقي لكل الدول الإسلامية التي تجهل من هو الإمام علي وأسس بناء الدولة الإسلامية وكيف يجب أن تكون علاقة الحاكم بالمواطن وما هي حقوق وواجبات كل طرف منهم
نسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعا على منهج وولاية الإمام علي عليه السلام وأن يبصرنا بعيبونا وأن يزيل ويكشف كل المتملقين المطبلين الذين يفسدون على المسؤول أخلاقه ويزينون له أعماله ونسأل الله أن يزيد من المؤمنين الناصحين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والذين يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا .
١٦ ذو الحجة ١٤٤٣
في الإثنين 18 يوليو-تموز 2022 07:56:08 م