|
(1)
(غواية ثورية)
صاح شيطانُ ضلالي
بيَ من فرط الرَّشَدْ:
يا ولدْ
ثُبْ إلى الغيِّ ولا تبقَ غبياً للأبدْ
قلت: لكنّ... ولم أكمل..
ولا أصغى.. وقالْ:
عبثاً تبغي الكمالْ
هكذا كان البلدْ
وسيبقى هكذا في كل حالْ
مثلما كان.. خوالي شَعبِه أشباهُ غدْ
أبداً لا شيء جدْ!
قلت: بلْ...
صاحَ: مُحالْ
كل من حطّ على العرش جَحَدْ
وتمادى وانفردْ
وتناسى ما وَعَدْ
واستمالتْه إماءُ السَّلف الفاني فمالْ
وعلى الأكواخِ بالْ
وإلى الخدر خَلَدْ!
صحتُ: والثورةُ...؟!!!
فاستطردَ:
ما أغبى السؤالْ!!
كلُّ من سالَ إذا نالَ جَمَدْ
وتمطَّى وابْتَرَدْ
وتثنَّى في أوَدْ
وتخطَّى من سَجَدْ
وامتطى ظهرَ بلالْ
تذهب الثورة في الريح جُفَاءً والرجالْ...
وعلى الأرض الزَّبَدْ!
***
(2)
(تعويذة ثورية)
عذتُ بالله وعاودتُ الجدالْ
قلت: لن نبرح ثواراً..
مراسينا الأبدْ
ونواصينا الجبالْ
وحُفانا في نواة الأرض محراثُ خلاصٍ ووَتدْ
وأيادينا بواريدٌ ومذراةُ اخضلالْ
ومآقينا بروقٌ وبَرَدْ
واخضرارٌ واشتعالْ
ليس يثنيها عن الفجر الرَّمَدْ
ربما لا نحصد القمح ولكنّا بِذارٌ للغلالْ
مِن طواها انتعش الطينُ ومن أشواقها الزرعُ انعقدْ
ربما ننقص في الدرب ولكنَّا هديناه الكمالْ
وطوينا طولهُ صبراً ورُضناه جموحاً وجَلَدْ
ربما لا نبصر الشمس ولكنّا عشقناها بأهداب الهلالْ
وتمامِ البدر في جنح الليالْ
وانبلاج الفجر من «جرُفٍ» هَمَدْ
وانفلاق الصخر من صرخةِ مكبولِ: «أحدْ»
وانكسار العالم الزاحف بالغرب وبالشرق وبالفيل
وبالنُّوقِ علينا والجِمالْ
عن جنوبٍ وشمالْ
تحت سجِّيل حفا حرٍّ صمَدْ
أبدأ لا تعثرُ الثورة إنْ حادَ عن الدرب النعالْ
ربما أدمى حفاها الشوك والبردُ ورمضاء الرمالْ
إنما تبقى ارتحالاً دون حدْ
فاحذروا يا أيها الغافون فوق العرش مخمورين بالعيش الرّغَدْ
ثورةَ الثورةِ، فالجمر اتّقدْ
والذي آل إليه الأمرُ لن ينجو من ذات المآلْ!
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 01 أغسطس-آب 2022 08:03:59 م