|
نشر الناشط بمواقع التواصل الاجتماعي علي النسي حول تفجير قوات العمالقة أحد المساجد في رضوم بمحافظة شبوة، مع الضريح الموجود داخله، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير.
ظهرت في الجنوب تنظيمات ما سمي بـ»جيش أبين وعدن الإسلامي» و»أنصار الشريعة» و»القاعدة»، وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي جرى توظيفها سياسياً في حرب صيف 1994، قبل أن تتنمر على النظام وتسعى لإقامة «دولة الخلافة»، والاضطلاع بتنفيذ هجمات وتفجيرات تستهدف مصالح النظام الاقتصادية ثم أفواج السياحة، فالبعثات الدبلوماسية.
سبق أن برز هذا في تتابع الهجمات الإرهابية على عدد من مساجد مذاهب وطوائف دينية إسلامية بعينها، يناصبها فكر الوهابية والإخوان العداء، حداً يتجاوز تنكيرها وتسفيهها إلى تكفيرها وتبني تفجير مساجدها وقباب أضرحة علمائها ومشايخها، على نحو تجاوز عدن، وامتد إلى مدن الجنوب الأخرى، وبمباركة التيار الديني نفسه.
حدث هذا مع مسجد الخوجة وقبتيه الجميلتين، الواقع بشارع الإمام العيدروس في مديرية كريتر، التابع للطائفة الاثنا عشرية، وبعد تعرضه لقصف طيران التحالف «هوجم بأوامر من قائد ما تسمى المقاومة الجنوبية في عدن، مالك عاطف هرهرة، وتم تمكين مليشيات حزب الخونج من المسجد وسمي باسم مسجد عمر بن الخطاب».
الأمر نفسه تكرر مع عشرات المساجد والأضرحة الدينية في عدن ومدن الجنوب، منها اقتحام زاوية الطريقة الأحمدية وإغلاقها بعد العبث والتخريب والتشويه بمحتوياتها في منطقة الشيخ عثمان، وتحطيم ضريح الحبيب محمد بن علوي الشاطري، وضريح عمر السقاف في الوهط بلحج، وغيرها.
وسبق للعناصر المتطرفة أن فجَّرت مسجد وضريح «علي بهلال» في بلدة المدارة بمديرية مودية، ما أدى إلى تدمير الضريح بشكل كلي.
وتعالت شكاوى أهالي مدينة المخا الساحلية بعد ممارسات متعددة من قِبل ألوية العمالقة الجنوبية المتطرفة، وغير المتوافقة مع ثقافة أهالي الساحل الغربي لليمن، ومن بينها قيام ألوية العمالقة بهدم وتدمير مساجد وأضرحة أثرية مثل ضريح «البرساني» -في آب/ أغسطس 2017- شرقي مديرية المخا، حيث تعتقد قيادات تلك الألوية الوهابية أنها تمثل «معالم شِركية».
ونشرت مجلة «العربي الجديد» تقريراً مطولاً في نيسان/ أبريل 2017 بعنوان «الشباب صيد ثمين لتنظيمَي داعش والقاعدة في تعز»، عن أنشطة التنظيمين في مناطق سيطرة ما تسمى «الشرعية» بالمحافظة، وتركزت على تفجير عدد من الأضرحة التاريخية، مثل مقام نبي الله شعيب في آب/ أغسطس 2015 بمنطقة جبل صبر، جنوبي تعز، وتفجير مقام الولي عبدالله الطفيل في الشهر نفسه، بمنطقة ثعبات شرقي المدينة، كما تم تحطيم ضريح الشيخ مدافع الخولاني نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، في منطقة صينة غربي المدينة.
كما قامت التنظيمات الإرهابية بتفجير وسرقة ونهب قُبَّة القطب العلامة «عبدالهادي السودي» نهاية تموز/ يوليو 2016 في المدينة القديمة بتعز، والتي تُعد واحدة من أكبر القباب الأثرية في اليمن، ويمتد عمرها حوالى 500 عام، وذلك بعدما قامت بنبش القبر وسرقة بعض محتوياته قبل فترة من تفجيره، بحسب تقرير «العربي الجديد».
التيار السلفي الموالي للسعودية قضى على كافة الطقوس في عدن، فأغلق جامع العيدروس ومنع طلابه من أداء طقوسهم الرمضانية، وهي ليست بدعة دينية بقدر ما تعكس تقاليد اجتماعية لمناصرة الفقراء وإطعامهم. أضف إلى ذلك إعادة تشكيل جامع السقاف وهدم أضرحة لزعماء التيار الذي يمتد تاريخه لأكثر من 1500 سنة.
غادر الكثير من أتباع الصوفية عدن إلى حضرموت والمحافظات الشمالية، ولم يتمكنوا حتى اليوم من زيارة ضريح أيٍّ من أوليائهم؛ فالجماعات المتطرفة هدمت كافة المعالم على تاريخ السلفية من باب المندب حتى حضرموت.
الكثير من الأقليات الدينية نزحت من الجنوب، كالبهرة، التي أصبح أنصارها هدفاً للتيارات الأخرى، ووصل الحال بالمتطرفين لاختطاف أبناء العائلات المحسوبة على المذهب والمطالبة بفدى. لكن استهداف الصوفية الجديد جاء بعد أيام على إصدار الإمارات قراراً بمنع أتباع المذهب الوهابي من استخدام مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح؛ وكأن السعودية، التي اعتادت التراشق مع الإمارات باليمنيين في مناطق سيطرتهما، جنوباً، قررت نقل صراعاتها مع حليفها في الحرب على اليمن إلى المستوى الطائفي.
* نقلا عن : لا ميديا
في السبت 20 أغسطس-آب 2022 07:39:39 م