|
بالإضافة الى الحرب التي تحصد آلاف الأرواح وتأكل الاخضر واليابس على امتداد اجزاء من الوطن العربي، تظهر نتائج الحرب في اليمن لتؤثر على أكثر من ثلاثمئة ألف إنسان يموت منهم يومياً على مرأى ومسمع سكان العالم ومن ضمنهم اليمنيون في الخارج وأبناء العالمين العربي والإسلامي ولا مجيب.
أمراض انقرضت في كثير من دول العالم، ولا تظهر إلا في بعض الدول الافريقية والعالم العربي لسوء حظنا وتقهقر واقعنا بلامبالاة أو مسؤولية عن هذه الأرواح.
أكتب عن اليمن لإن الأردن كان له الدور الأبرز في الوحدة اليمنية يوم أن تخلى معظم العرب عن اليمن، وبحكم كوني سفيراً في تلك الفترة في اليمن كان هناك لجنة عليا لإدارة ملف الوحدة مع المرحوم سمو الامير زيد بن شاكر ومعالي الدكتور خالد الكركي وأنا العبد لله. ونجحنا في تجميع اليمن في مشهد قل نظيره في شهر رمضان في عمْان، وبقيت الوحدة صامدة رغم الحرب التي قصد منها إفشال الوحدة، ولن أدخل في التفاصيل التي أصبحت جزءاً من الماضي وتجاوزها التاريخ.
تلوح اليوم مرة أخرى صيحات تشطير اليمن مرة أخرى بالاضافة الى الحرب الدائرة، والكوليرا تتفشى في إحدى وعشرين محافظة والرصاص هو سيد الموقف.
أثناء حرب الوحدة إن جاز التعبير أرسلت الأردن فريقاً طبياً من القوات المسلحة لمعالجة الجرحى، كجزء من الواجب الانساني وكان لها الدور الابرز في تنظيم الأمور الصحية والمساعدات التي قدمت في حينه، بعد انتهاء الحرب استدعاني جلالة الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه، وكنت عائداً لتوي من اليمن لأقوم بزيارة الى محافظة حضرموت وتلمس احتياجاتها وتقديم تقرير مباشر بذلك الى الديوان الملكي لتقديم ما يمكن، ولا أدري السر في اختيار محافظة حضرموت وهكذا فعلت، وكانت طائرات سلاح الجو تنقل المساعدات الانسانية المطلوبة بما فيها المساعدات الطبية.
لا يمكن أن ندير عجلة التاريخ الى الوراء، ولكنني اتحدث عن الملف الانساني بعيداً عن الملف السياسي، أتحدث عن المرضى والكوليرا التي لاترحم وتزحف لتصبح وباءً، وبغض النظر عن الاختلاف مع الرئيس المخلوع ومن حوله، وبغض النظر عن موقف الحراك الجنوبي الآن من الوحدة، استمرارها أو عدمه، وأنا أشك في عملية الاستمرار فإننا بحاجة الى التنادي على مستوى المنظمات الانسانية والهلال الاحمر ومن خدم في اليمن ومن يحب أن يخدم الشعب اليمني من أبنائه في المهجر وفي البلاد العربية أن نجد طريقة من خلال المنظمات الدولية لتقديم ما يمكن لوقف هذا البلاء، الذي له اسباب تتعلق بالماء والارض وانتشار الجراثيم ومخلفات الحرب وانعدام النظافة وغيرها ولكن توفير المستشفيات الميدانية والمتنقلة، وبغض النظر عن الحرب الدائرة لا بد أن يبقى هدفاً لنا جميعاً.
لا ننسى أن اليمن تشكل اصلاً من أصول العرب وأن اسماء كثير من القبائل العربية ومن بينها الأردنية تتماثل مع اسماء القبائل اليمنية ناهيك عن الواجب الانساني والعربي والإسلامي الذي لابد أن تتحرك بإيجابية لتفعيله انقاذاً لهولاء الاشقاء وهم في أمس الحاجة لذلك فهل نحن فاعلون؟!
في الجمعة 21 يوليو-تموز 2017 09:34:07 م