|
لقد عودنا قائد حركة "أنصار الله" في اليمن، السيد عبد الملك الحوثي، على مواكبته الحثيثة والدقيقة - وخلال كامل السنوات الثماني التي مرت من العدوان على اليمن - لكل التفاصيل العسكرية التي تحيط باستراتيجية الجيش واللجان اليمنية في معركة الدفاع ضد هذا العدوان، السعودي والإقليمي والدولي.
لذلك كان من الطبيعي ان يواكب السيد عبد الملك، العرضَ العسكري الذي نفذته وحدات الجيش واللجان اليمنية في الحديدة، بكلمة مختصرة انما وكالعادة، معبرة بشكل دقيق وصادق، عن كل التحديات والاستحقاقات التي تواجه اليمن بشكل عام من جهة، والتي ترتبط بعمل كافة الوحدات العسكرية المعنية بمعركة الدفاع والمواجهة، والتابعة للجيش وللجان الشعبية ولأنصار الله، من جهة اخرى.
وحيث اشار السيد عبد الملك الحوثي الى أنّ "العروض العسكرية في مختلف المناطق اليمنية تقدّم رسالة بشأن الاستمرار في العمل الجاد على بناء القدرات اليمنية"، وحيث أوضح ايضا أنّ "الهدف من كلّ العروض العسكرية طمأنة الشعب اليمني وإيصال رسالة إلى الأعداء الطامعين والمعتدين"، يبقى لرسائل العرض ذات الطابع العسكري البحت، من امكانيات ومناورات وقدرات، والتي يمكن استخلاصها من انواع الاسلحة التي تم الكشف عنها، الكثير من الأبعاد الحساسة، ذات الطابع الاستراتيجي، والتي يمكن تحديدها بالتالي:
١- ان يتجاوز عدد المشاركين بالعرض الـ ٢٥ الفا من الجنود والرتباء والضباط ، لهو أمر لافت ومعبّر وربما يكون صادما لأعداء اليمن، وهو ايضا أمر يدعو الى التعجب والتقدير بنفس الوقت، لهذا الجيش، والذي رغم الحصار ورغم ما عاناه ولثماني سنوات خلت من ضغوط، ولما قدمه من شهداء ومن مصابين، استطاع تطويع وتدريب وتجهيز هذه الاعداد الضخمة من العسكريين، والتي تؤمن كامل العديد المطلوب على مختلف الجبهات التي تنتشر عليها وحدات الجيش واللجان اليمنية وانصار الله، وعلى كامل مساحة اليمن غير البسيطة، والتي من المفترض ان تأخذ جهودا واعدادا ضخمة من هذه الوحدات، لتصبح معها قدرة الجيش واللجان على فصل هذا العدد الضخم وتخصيصه وتدريبه لتنفيذ عرض عسكري ضخم، أمرا شبه مستحيل، وتعجز عنه اغلب الجيوش العالمية وأقواها، والقادرة على خوض الحروب الواسعة والمتشعبة، جغرافيا وميدانيا.
٢- ان يتم استعراض قوة كبيرة من المدرعات والدبابات والألغام البرية، كالتي شاهدناها، أيضا هو امر يدعو للدهشة والاستغراب والتقدير ايضا بنفس الوقت، بسبب هذه القدرة الاستثنائية لهذا الجيش، بان يفصل هذا العدد الضخم من الاليات المدرعة لعرض عسكري على البحر الأحمر، في وقت يحتاج سلاح البر لهذه المدرعات بقوة، لدعم معركة وحداته المنتشرة على عشرات الجبهات البعيدة مئات الكيلومترات عن الحديدة، مكان العرض.
البعد الاخر والذي يمكن استنتاجه من عرض هذا العدد الكبير من المدرعات، ان في ذلك رسالة، بالاضافة لقدرة وامكانية فصل هذه المدرعات للعرض، بان المعركة البرية ومناورة تحرير الجغرافية المحتلة من العدوان ومرتزقته، هي مناورة مفروضة وتدخل في اساس استراتيجية الجيش واللجان اليمنية المحضّرة، وبحيث سيكون سلاح المدرعات عنصرا اساسيا ورأس السهم في عمليات التحرير المرتقبة.
٣- لناحية ما تم الكشف عنه من منظومات دفاع جوي او من مسيرات، يبقى أمرًا عاديا بتقديري، ورغم اهميته، والسبب ان قدرات هذه الاسلحة النوعية، فرضت نفسها سابقا، وخلال مسار كامل من المواجهات، بالنسبة للدفاع الجوي، وبالنسبة للمسيرات، والتي كان لها دور فاعل ومؤثر وصادم، فرض نفسه في معادلات الردع الاستراتيجي، في العمقين السعودي والاماراتي، وربما لذلك، لم تأخذ حيزا فوق العادي في العرض العسكري.
البعد الأخير والمهم يبقى لما تم الكشف عنه من صواريخ بحرية او صواريخ بر - بحر، حيث تم الكشف عن صواريخ جديدة لم يتم الكشف عنها من قبل وهي "مندب 2" و"فالق1"، و"روبيج" الروسية بالإضافة إلى "مندب1" الذي عرض من قبل.
أهمية وحساسية رسالة الكشف عن هذه الصواريخ، انها مخصصة للمعركة الإستراتيجية في مياه البحر الأحمر وبالتحديد في محيط باب المندب، والذي يمثل العقدة البحرية الاهم والاخطر والاكثر حساسية في معركة الردع البحري الاستراتيجية، والتي يحضّر لها الجيش واللجان اليمنية، كرد منطقي وطبيعي فيما لو بقي الحصار الاقليمي والدولي على اليمن، وفيما لو بقي العدوان وداعموه يناورون خداعا عبر هدنة كاذبة وفي غير مصلحة ابناء اليمن.
* نقلا عن :موقع العهد الإخباري
في السبت 03 سبتمبر-أيلول 2022 07:50:27 م