أمريكا هي الطاعون .. والطاعونُ أمريكا
محمود درويش
محمود درويش

يبذل الرؤساء جهداً عند أمريكا لتُفْرِجَ عن مياه الشربِ

كيف سنغسل الموتى؟

ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوطِ فهل سيفر موتنا

عن :

دولةٍ...

أَم خيمةٍ؟

قلتُ : انتظرْ ! لا فرق بين الرايتينْ

قلت : انتظر حتى تصب الطائراتُ جحيمها!

يا فجرَ بيروتَ الطويلا

عَجِّلْ قليلا

عَجِّلْ لأعرفَ جيِّداً:

إن كنتُ حيَّاً أم قتيلا.

 

بيروت / ظهراً:

يستمرُّ الفجرُ منذ الفجرِ

تنكسر السماءُ على رغيف الخبزِ.

يَنكسر الهواءُ على رؤوس الناسِ من عبءِ الدخانِ ولا جديد لدى العروبةِ :

بعد شهرٍ يلتقي كُلُّ الملوكِ بكل أَنواعِ الملوكِ ’ من العقيدِ

إلى العميد , ليبحثوا خطر اليهود على وجودِ الله أَمّا

الآن فالأحوال هادئة تمتماً مثلما كانت . وإن الموتَ يأتينا بكل

سلاحه الجويِّ والبريِّ والبحريِّ مليون انفجار في المدينة

هيروشيما هيروشيما

وحدنا نُصغي إل رعد الحجارة ’ هيروشيما

وحدنا نُصغي لما في الروحِ من عبثٍ ومن جدوى

وأمريكا على الأسوارِ تهدي كل طفل لعبةً للموتِ عنقوديَّةً

يا هيروشيما العاشقِ العربي أَمريكا هي الطاعون , والطاعونُ أمريكا

نعسنا . أَيقظتنا الطائرات وصوتُ أَمريكا

وأَمريكا لأمريكا

وهذا الأفق اسمنتٌ لوحشِ الجوِّ.

نفتحُ علبةَ السردين , تقصفها المدافعُ

نحتمي يستارةِ الشباك , تهتز البناية . تقفزُ الأبوابُ . أُمريكا

وراء الباب أمريكا

ونمشي في الشوارعِ باحثين عن السلامة,

من سيدفننا إذا متنا ؟

عرايا نحن , لا أُفقٌ يُغَطينا ولا قبرٌ يوارينا

ويا ... يا يومَ بيروتَ المكسَّرَ في الظهيرهْ

عَجِّلْ قليلا

عَجِّلْ قليلا

عَجِّلْ لنعرف أَين صَرْخَتُنا الأخيرهْ .



* مقطع من قصيدة " مديح الظل العالي "



في الجمعة 21 يوليو-تموز 2017 10:33:27 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=592