|
في كل بلدان العالم يكون للرياضة مساحة لا بأس بها في كافة وسائل الإعلام ومنها القنوات التلفزيونية، إلا في بلادنا اليمن، فالرياضة كانت شبه غائبة في القنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية، لكنها الآن غابت تقريباً دون أي مبرر منطقي، فكل الحجج التي نسمعها عن غياب الرياضة في القنوات المحلية لا يمكن أن تبرر هذا الغياب ولا يمكن أن يقتنع بها أحد، وبالتالي فهذا الغياب – كما قلت – بسبب عجز القائمين على الإعلام بشكل عام والقنوات التلفزيونية بشكل خاص عن الفهم والإدراك لأهمية الرياضة ودورها المحوري في صنع السلام والتقارب بين الشعوب وبأن ما تفرقه السياسة يمكن أن تجمعه الرياضة وهناك كثير من الأمثلة في العالم دليل واضح على ما نقول وفي اليمن أقرب مثال هو متابعة المنتخبات الوطنية التي وحدت الجميع وراءها من المهرة إلى صعدة وفي اعتقادي لو كانت هناك مواكبة إعلامية لما يحققه الشباب الرياضيون لكنا في غنى عن الكثير من الجهد لتحقيق التقارب والوصول إلى السلام الذي يعم الوطن.
من قبل كان اهتمام القنوات المحلية بالرياضة مقبولاً إلى حد ما ولو أنه لم يكن بالشكل المطلوب لكن الجميع كانوا يقولون شيئا أفضل من لا شيء ولم يكن أحد يتوقع أن تختفي الرياضة تماماً من الخارطة البرامجية لهذه القنوات هكذا وبدون مقدمات رغم أن الأنشطة الرياضية في بلادنا لم تتوقف تماماً والمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب مازالت تشارك في المسابقات الإقليمية والدولية والبعض منها يحقق نجاحات لا بأس بها ويفترض على الأقل أن تكون هناك مواكبة لها من قبل القنوات، وفي اعتقادي أن هذا الغياب يعود إلى قصر النظر الموجود لدى المعنيين في هذه الأجهزة الإعلامية وعدم الفهم الكامل لديهم إزاء أهمية الرياضة في حياة الشعوب ودور الإعلام في هذا الجانب، لذلك تجد الرياضة في آخر اهتمامات الإعلام بسبب وجود مثل هؤلاء المسؤولين الذين نراهم يتحججون بالعدوان في إلغاء برامج الرياضة وأن الوقت ليس وقت برامج رياضية وهذا يعتبر قصور فهم، لأنهم لا يعرفون أن استمرار الأنشطة الرياضة جزء من الصمود في مواجهة العدوان ولا يعون بأن الرياضة هي رسالة سلام ومحبة بين الشعوب، كما أنها تعزز قيم المحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد.
هل يمكن أن يعيد المسؤولون على الإعلام النظر في هذه الأفكار القاصرة حول البرامج الرياضية وتكون هناك برامج رياضية في مختلف القنوات المحلية لنقل كافة الأحداث الرياضية المحلية والدولية والوقوف عند الاشكاليات التي تواجه الرياضة اليمنية وكيفية معالجتها من خلال استضافة المسؤولين والخبراء والرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي، لتكون هذه البرامج متنفسا جديدا للرياضيين، كما أن هذه البرامج ستعمل على تسليط الضوء على جرائم العدوان الذي استهدف كل المقدرات والبنى التحتية والتي منها المنشآت الرياضية، كما ستكون هذه البرامج هي صوت الرياضيين اليمنيين إلى دول العالم لشرح مظلوميتهم وإيصال رسالتهم عبر هذه البرامج الرياضية، وفي اعتقادي أن هذه البرامج لن تكلف القنوات الشيء الكثير وربما تستفيد منها إذا ما كان التسويق لها بشكل جيد، بل إنها ستكون مصدرا من مصادر الدخل لهذه القنوات لو كان للقائمون عليها يفهمون ويعقلون.
أتمنى أن تتبنى وزارة الشباب والرياضة ووزارة الإعلام لقاء تشاوريا لمسؤولي المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة لدراسة موضوع تغطية البطولات، بحيث تقدم أوراق عمل تتضمن دراسة الواقع الحالي وأين تقف وسائل الإعلام من الرياضة؟ وما هو المطلوب منها؟ وكذا أسس التسويق التلفزيوني وحقوق الدعاية والإعلان البطولات ونقل المباريات والمشكلات التي تواجه هذا الجانب والخروج برؤية جديدة لتطوير العمل والارتقاء بأداء المؤسسات الإعلامية في هذا الجانب، وكيف يمكن أن تكون لنا قناة رياضية متخصصة وبرامج رياضية في كافة القنوات سواء الرسمية أو الخاصة.
في الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2022 07:21:57 م