أبَت صَنعاءُ أن تَبقى ذَليلَة
راجح عامر
راجح عامر

أبَت صَنعاءُ أن تَبقى ذَليلَة * وأن تَحيَا مُعَذَّبَةً عَليلَة

وأن يَغتالَها السَّرَطَانُ حتى * تَخِرَّ على الترابِ به قَتيلَة

وأن يحتلَّها "بِسرٌ " جَديدٌ * ويَغتالَ الشَّبيبةَ والطُّفولَة

أتزدهرُ العواصِمُ كُلَّ يومٍ * وأُمُّ عواصِمِ الدُّنيا هَزيلَة

فنادَت يا بني الأنصارِ هُبُّوا * وثوروا أشعِلوا نارَ الفتيلَة

لقد باعوا ثِمَارَ ربيعِ شعبي * بأسواقِ النُّخَاسةِ والرَّذيلَة

وفي أحضانِ أمريكا ارتَمَوا في * مُسَارعةٍ بِحُبٍّ لا مِيولَة

ومشروعُ اليهودِ هو انقسامٌ * وأقلَمَةٌ لأمتنا الأصيلَة

وظنُّوا أنَّ هذا الشَّعبَ أعمى * يُسَاقَ ولا يَرَى حتى دَليلَه

فخابَ الظَّنُ فاجَأهم يَقينُ * بأنَّ الشَّعبَ ليسَ بذي السُّهولَة

وثارَ الشَّعبُ قالَ لهم كفاكُم * أمَتَّم شَعبَكم فَتكاً وغِيلَة

بَدَت سِلمِيَّةً إذ واجهوها * بِضربِ النَّارِ والغازِ المُسيلَة

وبعدِ (حذار) قائدِنا تَشَظَّى * لَظَى نِيرانِ ثَورتِنا الطَّويلَة

تَكَوَّنَ مِن دَمِ الشُّهَداءِ مَوجٌ * مِنَ الأحرارِ ما شهدوا مَثيلَه

أتَوا لِلشَّعبِ مِن رَحِمِ المَآسي * رجالاً جسَّدوا معنى البطولَة

فكانوا نبضَ ثورتِه أعَادوا * له رُوحَ الحياةِ وصَحَّحُوا لَه

مَسَارَ نِضَالِه بعدَ انحِرَافٍ * خطيرٍ نحوَ هَاويةٍ مَهيلَة

ولولا اللهُ والأنصارُ كُنَّا * كشعبٍ لا ترى إلا عَويلَه

وما عُدوانُهم إلا دليلٌ * على فشلِ الحكوماتِ العميلَة

هزمنا داعشَ الصُّغرى نَكالاً * فجاءت داعشُ الكُبرى بديلَة

علينا الحربُ شُنَّت دونَ ذنبٍ * سوى أنَّا انتصرنا للفضيلة

ومِن رَبَقِ الوصايَةِ قد خرجْنا * إلى أُفُقِ التَّحرُّرِ والرُّجولة

لَفَظنَا كُلَّ مُرتَزِقٍ عميلٍ * وكُلَّ ثَقافةٍ فينا دَخيلَة

وعن وَطَنِّيَةِ (المُلصِيِّ) حَدِّث * أيَا وطني وسطِّرْها مَقولَة

ومِن وَطـَنِيِّةِ العملاءِ حَذِّر * لقد خانوكَ واستلموا العُمُولَة

تَغَنَّوا عِشتَ يا وطني ولمَّا * غزاكَ الأجنبيُّ تَمَايلوا لَه

ومَا شرعيةُ (الدنبوع) إلا * كمثلِ قميصِ عثمانَ الوسيلة

لإيقافِ المسيرةِ عندَ حدٍّ * وإطفاءِ السراجِ بأي حيلَة

أجبنا اللهَ جاهدنا لهذا * هدانا اللهُ علَّمَنَا سَبيلََه

وثقنا بالمهيمنِ واتَّكلنا * عليهِ وفازَ مَن أضحى وكيلَه

وبالنَّفَسِ الطويلِ لقد نفخنا * زَهيمَرَهم وبعثرنا فُلُولَه

حَمَلنَا في مسيرتِنَا هُمومَ ال * عبادِ وإن تكن حقاً ثقيلَة

رسمنا بالدَّمِ الزاكي مَسَارا * به تَبقى الهزيمةُ مستحيلَة

بترنا ضرعَ امريكا لوينا * ذراعَ الجِبتِ قطَّعنَا ذُيولَه

ولم يستوعِبِ المهفوفُ هذا * نعم قصفت طوائرُنا حقولَه

ومهما استكبروا فالنصرُ آتٍ * ووعدُ اللهِ سوفَ نرى حلولَه

أراكِ اليومَ يا صنعاءُ قصفاً * وسوفَ أراكِ يومَ غدٍ جميلة

وتُرسلُ كلُّ عاصمةٍ سفيراً * إلى صنعاءَ آسفةً خجولَة

ويأتي العالمُ المغرورُ ضيفاً * ويسجدُ هيبةً يُبدي ذُهولَه


في الأربعاء 21 سبتمبر-أيلول 2022 09:14:20 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6002