نبي الله سليمان نموذج ملهم لعباد الله الشاكرين
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية

الله سبحانه وتعالى يعلمنا أيضًا أن أولياءه يدعونه أن يوفقهم لشكر نعمه فيقول عن نبيه سليمان: {وَحُشِرَ لِسُلَيمانَ جُنودُهُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيرِ فَهُم يوزَعونَ (17) حَتّىٰ إِذا أَتَوا عَلىٰ وادِ النَّملِ قالَت نَملَةٌ يَا أَيُّهَا النَّملُ ادخُلوا مَساكِنَكُم لا يَحطِمَنَّكُم سُلَيمانُ وَجُنودُهُ وَهُم لا يَشعُرونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِن قَولِها وَقالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلىٰ والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ (19)} (النمل:17- 19).

لاحظوا نبي من أنبياء الله آتاه الله من الملك مالا ينبغي لأحد من بعده، حكم الجن والإنس والطير، وسخرت له الريح وسخر معه الجبال، وألان الله له القطر، {وَأَلَنّا لَهُ الحَديدَ} (سـبأ: من الآية10)، هذا الذي كان دائم التذكر لنعمة الله فكان يقول: {هٰذا مِن فَضلِ رَبّي لِيَبلُوَني أَأَشكُرُ أَم أَكفُرُ} (النمل: من الآية40) فعندما سمع كلام النملة، وعندما رأى ذلك الحشد الهائل من الجن والإنس والطير تبسم ضاحكًا، ولكن هل كانت ضحكته كضحكة قارون أو ضحكة الكثير من الأغنياء الذين يطغيهم المال، أو ابتسامة أولئك الزعماء الذين يرون أنفسهم جبارين فوق عباد الله؟ هذا نبي عظيم ينظر إلى ما بين يديه أنه نعمة من الله فيدعو الله أن يدفعه دائمًا إلى أن يتذكر نعمه؛ لأن يشكرها {رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلىٰ والِدَيَّ}.

فنملة تذكره؛ ولأن يسمع كلام نملة فيعرفها ويعرف لغة هذه المخلوقات الكثيرة يرى وقع هذه النعمة، وعظم هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه، فيطلب من الله أن يدفعه لأن يظل دائمًا يتذكر هذه النعم، لأن يشكرها، وليس فقط النعمة التي أنعم بها عليه بل أيضًا تلك النعم التي أنعم بها على والديه، أنا سأشكرك على هذه النعمة التي أنعمت بها علي، وأيضًا على تلك النعمة التي أنعمت بها على والدي، فيدعو الله وهو المطلب المهم بالنسبة لعباد الله وأوليائه، فلا يرى ذلك الملك كله هو ما يحقق ما يريد له، إنه يريد من الله أن يدخله في عباده الصالحين، ذلك هو المقام الرفيع وذلك هو الملك العظيم.. {وَأَدخِلني بِرَحمَتِكَ في عِبادِكَ الصّالِحينَ}.

من هو من الناس، الناس الذين أكثرهم متى ما امتلك شيئًا بسيطًا من الدنيا أخلد إلى الدنيا، ونسي أن عليه أن يبحث، أن عليه أن يسعى، أن عليه أن يدعو الله باستمرار أن يدخله في عباده الصالحين، أن يكون من ضمن الصالحين، من ضمن أولياء الله.

أولئك الذين يطغيهم المال فينسوا أنهم في حاجة ماسة إلى مقام أرفع مما يرونه رفيعًا في حياتهم، هو أن يكونوا من عباد الله الصالحين في حياتهم، هو أن يكونوا من عباد الله الصالحين.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

معرفة الله – الدرس الرابع

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ: 21/1/2002

اليمن – صعدة

 

* نقلا عن : موقع أنصار الله


في الأربعاء 12 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:36:57 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6130