|
لا صوت يعلو اليوم فوق صوت المعركة، فاليمنيون يشعرون بالغبن بعد انتهاء الهدنة دون الوصول إلى حل منصف، رغم أنهم لم يطالبوا إلا بالحد الأدنى من حقوقهم، والتي كان من المفترض أنها تحصيل حاصل، ورغم أنه كان من المفترض أننا نتكلم مع يمنيين آخرين لا مصلحة لهم بعدائنا، وأنظمة لدول جوار تدعي أنها عربية ومسلمة مصالحها تفرض عليها أن تكف عدوانها علينا!
بالنسبة لأولئك الذين يفترض أنهم يمنيون، فهم يتصرفون بلا إنسانية وبوضاعة وغباء أكثر من غيرهم؛ فالمفترض بهم -وهم يقدمون أنفسهم كشرعية- أن يحاولوا كسب اليمنيين الآخرين في صفهم، وعليه كان الأحرى بهم أن يحاولوا أن يكونوا سببا في الحل، لا أن يكتفوا بدورهم كشهود زور، أو أن يرتضوا بدور المطية التي لا حول لها ولا قوة، فحينها لو انسحبوا لكان أشرف لهم، بدل أن ينتظروا حتى يطردهم الاحتلال بعد أن يقضي وطره منهم.
حتى أولئك الذين يحلمون بالانفصال، فقد نسوا أن النظام السعودي كان وما يزال كارها لهم منذ أن كانوا دولة، وكان النظام السعودي يوعز لعملائه في الشمال كي يسيئوا لهم قدر المستطاع، ويسعى لتدميرهم. كما أن توجه هذا النظام قائم على عدم استقرارهم مستقبلا، حتى يتسنى له نهب ثروات البلد، والأحمق من يظن أن ما يقوم به النظام السعودي من إنشاء القواعد العسكرية والسجون هو توجه نحو تسليم البلاد فيما بعد!
يقول أناتول فرانس: «الغباء أخطر بكثير من الشر؛ فالشر يأخذ إجازة من حين إلى آخر، أما الغباء فيستمر». وهؤلاء أغبياء إلى حد البلاهة، فمن سيرضى بهم أن يكونوا جزءا من أي حل، ولا حل يرجى من جانبهم، خاصة بعد أن ورطوا أنفسهم في قضايا تتعدى الأهداف المعلنة؟! وقد خلقوا مشاكل لا تعد ولا تحصى منذ أن ظهروا في الساحة، وقد حكموا على أنفسهم -مهما كانت نتيجة الصراع الدائر- بالتشرد والضياع؛ فلن يقبل بوجودهم أي طرف يستطيع أن يحسم نتيجة الصراع لمصلحته.
كان الأحرى بهؤلاء أن يسعوا للحل، لا أن يستمروا في غيهم حتى تتشعب المشاكل طوال هذه المدة، خاصة وأن الطرف الآخر (أي اليمنيين) لطالما بعث إليهم برسائل التطمين والتفاهم! ولكنهم أغبياء كما قلنا سابقا، ولعنتهم تتمثل بعدم قدرتهم على الاستيعاب لما هم فيه، والنتيجة أن مصيرهم لن يختلف عن مصير الكائنات التي انقرضت لأنها لم تستطع التأقلم مع المتغيرات التي تدور حولها!
أما نحن فموقفنا الواضح لا غبار عليه، فنحن أمام احتلال سافر، وعدوان مجرم، ولدينا الحق والجرأة على الرد مهما كانت الصعاب والتحديات والتضحيات، ولن نتوقف حتى ندحر الاحتلال ونقهره ونأخذ حقنا كاملا منه، وفي التاريخ عبرة لمن يعتبر، ولا عزاء للعملاء.
* نقلا عن : لا ميديا
في الجمعة 14 أكتوبر-تشرين الأول 2022 08:02:11 م