مائة انتصار روسي!
عبدالرحمن العابد
عبدالرحمن العابد
روسيا حققت قبل حلول فصل الشتاء مائة انتصار في حربها ضد الغرب المتمثلة بحرب أوكرانيا، والبعض يلحق بالإعلام الغربي ويتعامل معها كأنها هُزمت.
ولا شيء يهون عليّ قدوم برد الشتاء البغيض هذا العام، سوى اشتياقي لقراءة فصول الرواية الأوروبية التي سيكتبها أحفاد تولستوي وتشيخوف وديستويفسكي وبوشكين، بمشاركة أولاد همنجواي وميشيل زيفاكو وألكسندر ديماس وشكسبير وهانز فلادا. وبالتأكيد سيكون عملاً ضخماً قد يفوق الشغف بترقب مباريات نهائيات كأس العالم القادم في منطقتنا العربية لأول مرة.
كانت روسيا ستُهزم لو أعلنت أنها ستعيد «الزيلينسكيين» إلى «كهوف كييف»، وسترفع العلم الروسي على «كريفوي روي» مسقط رأس زيلينسكي، كما فعل العدوان الغبي على بلادنا حين أعلن أغبى أهداف في تاريخ الحروب، التي لم يتمكن من تحقيق أي شيء منها، فكانت هزيمته مدوية بذات حجم إعلان انطلاقتها، معتبرين أنها نزهة لن تدوم سوى عشرة أيام، وهو ما لم يصدر من بوتين مطلقاً.
البعض صرح أن روسيا هُزمت أكثر من مرة منذ بداية الحملة على أوكرانيا، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عندما استهدفوا السفينة الحربية الروسية في البحر الأسود، وعندما تم تفجير جسر القرم... وهكذا كل يوم تسمع أن «روسيا هُزمت» مشفوعة بعبارات مثل: لماذا لم يتمكن بوتين من دخول كييف حتى اليوم؟ رغم أنه أصلاً لم يعلن ذلك!
تشعر كأن حزب الإصلاح يدير معركتهم الإعلامية، فبعد أن كانوا يقولون: «قادمون يا صنعاء»، وأنهم على مشارفها في «نِهْم» وهُزموا، صاروا يعتبروننا مهزومين لأننا توقفنا عن قصف الرياض!!
الرئيس الروسي حدد أهدافه بدقه بداية حملته، بإيقاف من أسماهم النازيين الجدد عن إلحاق الأذى بالناطقين بالروسية. وقد تحقق له ذلك منذ بداية حملته، وكانت الانتصار الأول. ثم ألحق أربع جمهوريات بروسيا في الاستفتاء، الذي يعد ثاني انتصار له. أما الانتصار الثالث فكان منع الناتو من التمدد أكثر باتجاه روسيا.
بقية الانتصارات من الانتصار الرابع وحتى الانتصار المائة عندما جعل كل دول أوروبا تعرف حجم وحقيقة أمريكا الطماعة التي تريد نهب أموالهم وإثقالهم بالديون بذريعة مساعدتها لأوكرانيا، وسرقة مصانعهم وتجارهم ومليونيراتهم للهرب من أوروبا بتخويفهم من حرب نووية والذهاب بهم إلى أمريكا لينتعش اقتصادها مجدداً بثروات الغرب وكنوز الدول الاستعمارية التي سرقتها من شعوب العالم الثالث، كما فعلت ذلك سابقاً في الحرب العالمية الثانية.
كما استوعب العالم حجم روسيا وما كانت تقدمه للعالم أجمع بشكل عام وأوروبا بشكل خاص في جميع مجالات الطاقة والغذاء والاقتصاد العالمي... فنحن في اليمن -على سبيل المثال- كنا نسمع عن القمح الأمريكي والأسترالي، ولم نسمع تاجراً يتحدث عن قمح روسي أو حتى أوكراني، رغم أن أغلب ما يصلنا وأغلب دول العالم كان يأتي من هناك.
نجحت أمريكا في جعل روسيا «بُعْبُع» تبتز به أوروبا، كما جعلت في الماضي صدام حسين «بُعْبُع» نهبت به الخليج، واليوم تهددهم بـ»بُعْبُع» جديد (إيران) بالطريقة ذاتها وبالأسلوب نفسه، وتدفع قطيع النعاج في مجلس التعاون الخليجي إلى اللجوء للذئب «الإسرائيلي» ليحميهم من الراعي الإيراني!!
أما بوتين فقد حقق جميع أهدافه التي أعلنها بداية معركته مع العالم في أوكرانيا قبل حلول فصل الشتاء الطويل والقاسي الذي سيحل على أوروبا هذا العام، ولن يزول لحافه الأبيض عن القارة العجوز إلا وقد تغيرت الكثير من الأشياء هناك، وهنا في اليمن أيضاً بإذن الله.
لا شيء يطرب قلبي أكثر من أن انتصارنا تحقق بفضل الله قبل الانتصار الروسي، ودون أن يكون هناك أي فضل لأحد سوى المولى عز وجل.
 

* نقلا عن : لا ميديا


في الأربعاء 19 أكتوبر-تشرين الأول 2022 12:28:09 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6168