|
آخذًا بزمام المسؤولية إلى مسالِك تأديتها، يضعُ السيد القائد الخارطة الوظيفية بين يدي قادة الدولة اليمنية بسلطاتها الثلاث.
في أول ظهور لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عقب يوم المولد النبوي الشريف، في اجتماع رسمي جمع قادة الدولة ومسؤوليها من كافة المحافظات، وبعد تذكيرهم بأمانة المسؤولية الملقاة على عاتقهم شرع السيد يذكّر بخصوصية ما يمر به اليمن من ظرف استثنائي أفرزته حملات العدوان عليه المتمادية منذ ثمان سنوات، وهو وضع قد يكون الأصعب والأخطر في تاريخه الحديث.
وبجلاء وصفي عقلي منطقي، ينتشلُ السيد القائد المفهومَ الوظيفي من قعرِهِ المرمي في أوحال التسلط والنفوذ إلى موقعه الأصيل وفق محددات الشرع وضوابط القانون.
واصفاً المسؤولية بالخبرة في خدمة الناس من واقع إدراك عواقب التفريط في خط وظيفي متصاعد الأداء شرط استمراره ونجاحه تغذية روحية مواكبة.
ثم يدقق السيد أكثر في أبجديات المسؤولية معيداً إلى مصفوفتها الوظيفية الحلقة المفقودة: العمل الجماعي أساس لها؛ يقول السيد ويضيف تأكيدًا: البركة ثمرة حتمية لتظافر الجهود وتكامل الأدوار؛ لكل فرد وظيفته الهامة لكن النتائجَ رهنُ العمل الجماعي تعاونًا وتنسيقًا وتكاملًا.
يستحثُ القائدُ هممَ القادة في الدولة موقظاً المسؤولية من غفلتها انفروا جميعاً ولا تنفروا فرادى.
عودوا إلى حيث يجب أن تكونوا حيث مقررات مسؤولياتكم بين الناس ولهم، مع المجتمع ولأجله، في الميدان ومنه .. هموم الناس أولى مسؤولياتكم وإنجازها أيسرُ مهامكم؛ يؤكّدُ مُصرّاً على اقتلاع صمام العلاقة الأحادية الرتيبة بين المسؤول والمواطن، وداعياً الى تمتين الروابط وتجسير العلاقة وتمكين الأفكار على أرض خصبة النماء وفضاءٍ رحب الإبداع.
على قصرها تُجلي الكلمة بعمق غبار التقصير المتراكم على ظاهر مفاهيمٍ هي أسسُ المسؤوليةِ ومبادئِ المنظومةِ الوظيفية، وفي المنتصف يقع التقييم أساس نجاح المسؤولية ومعيار كفاءة المسؤول وبينهما يتريث السيد في سرد المفردات تذكيراً بمقتضياتها الوظيفية: الدوام.. الحضور.. التواجد.. عوداً على مبدأ خدمة الناس، وحين ذكرهم لا يُخفي امتعاضه من قصور الإنجاز وتقاصر البعض عن خدمتهم.
على طريقِ التنميةِ المستدامة لا الحلول الطارئة يضعُ السيدُ مبادراتِ المجتمع الصاعدة على عاتق المسؤول واجبه الرعاية، وحقها التشجيع.
من وقائعِ الصراع الدولي المحتدم يستشرفُ السيد ملامح أزمة الغذاء أسوأ وجوهها، مستنفراً الشعب والسلطة لثورةٍ زراعية يشدد أن تكون كما لم تكن من قبل..
ومن قبل ذلك كان اليمن ضحية وصاية أو فساد، أما وقد ثار وساد نفسَه فقد آن أن يزرع ويجني ثمار.
في الجمعة 21 أكتوبر-تشرين الأول 2022 09:02:30 م