|
«يحمل عدي التميمي شعلة الإنسان، كل إنسان لا يريد أن يعيش هَملاً أو تراثاً، كأسطوانة تمر عبرها الملذات بلا معنى، يمنح الموت والحياة معاني كانت قد ولّت إلى النسيان. يموت عدي واقفاً كي يقول: حييت» (عبد الله عثمان - كاتب فلسطيني).
في مساء يوم السبت، 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، اعتدى جنود الاحتلال على فتاة فلسطينية عند أحد الحواجز بوحشية، واعتدوا على شاب فلسطيني هبَّ لنجدتها.
انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد ساعات قليلة توجه شاب مقدسيّ من مخيم شعفاط، لا يتجاوز عمره 22 عاماً، يُدعى عدي التميمي، إلى حاجز شعفاط العسكري، وأطلق النار من مسدسه على جنود الاحتلال، فقتل مجندة وأصاب جنديين آخرين، إصابة أحدهما خطيرة، وكان مفاجئاً أنه انسحب بسلام. وهو أمر تقترب احتماليته من الصفر بالعادة.
حاصرت قوات الاحتلال المخيم وعزلته وبدأت باقتحامه بحثا عنه. بقي مطارداً أكثر من 10 أيام، في ظل منظومة الرقابة والتحكم التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، فالضفة الغربية تقع تحت الاحتلال العسكري المباشر، والتنقل بين مدنها وقراها المختلفة يمر عبر طرق يسيطر عليها جيش الاحتلال، وهي مطوقة بالمستوطنات والمعسكرات الصهيونية من كل جانب.
في وضع كهذا أصبح تأخر الاحتلال في القبض على مقاوم، ولو ليوم واحد، انتصاراً بحد ذاته على آلة الرقابة والضبط والتحكم وجيش الاحتلال.
في يوم الأربعاء، 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، ظهر المطارد من جديد؛ ولكن في مكان بعيد عن المنطقة التي كثف الاحتلال فيها جهوده بحثا عنه. ظهر ليكون مطارِداً لا مطارَداً، من حيث لم يحتسب جنود الاحتلال.
أغار على حاجز عسكري واشتبك مع حراسه وأصاب أحدهم، واستشهد وهو يحاول أن يلتقط مخزن الرصاص، الذي سقط منه بعد أن أصيب ونفدت ذخيرته، فظل يقاوم حتى الرمق الأخير.
لم تكن عمليته الثانية تقل بطولة عن الأولى، وشكلت صدمة وضربة أمنية كبيرة للاحتلال، وتحدياً لمنظومته الأمنية.
يوم الخميس 20 تشرين الأول/ أكتوبر، عم الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية كلها حدادا على روحه.
* نقلا عن : لا ميديا
في الجمعة 28 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:53:59 م