|
سيبدأ اليوم حفل افتتاح كأس العالم في قطر، وستكون المباراة الأولى بين منتخبي قطر والإكوادور. فالعُرف المتبع في نسخ كأس العالم السابقة يقضي بمشاركة منتخب البلد المضيف في أولى مباريات البطولة، ولا شك أن قطر ستتلقى أول هزيمة في هذا المونديال العالمي، رغم كل هذه التجهيزات المليارية.
ستواجه قطر مآزق كثيرة، ليست مادية بالتأكيد، وإنما مآزق فكرية تتمثل في التقاء الانفتاح الغربي مع الانغلاق العربي على حلَبَة واحدة، ولن يكون أمامها سوى التظاهر بالانفتاح وغض الطرف عمَّا سيحدث من ممارسات وتجاوزات خارج يافطة الشعارات التي رفعتها، كي لا يضيع كل مجهودها وملياراتها التي أنفقتها أدراج الرياح، لتظهر بعد انتهاء كأس العالم في نظر المسلمين دولة محافظة على دينها وتقاليدها، وتظهر في نظر الغرب دولة إسلامية منفتحة. وهذا الأمر يحتاج إلى مجهود كبير من النفاق.
مونديال قطر هو أول مونديال يقام في منطقة الشرق الأوسط، ولا أظن أننا سنشاهد بلداً عربياً قادراً على استضافة المونديال في السنوات القادمة، ونجاح هذا المونديال هو نجاح مادي وتجاري وسياسي ودولي لقطر فقط، وليس نجاحاً للدول العربية كما يزعمون، فما الذي ستجنيه الدول العربية من هذا المونديال الذي تم حتى منع اليمنيين والعراقيين من حضوره، رغم أن اليمنيين لن يسافروا لشراء التذاكر الباهظة وحضور المباريات، فهم مشغولون بلقمة عيشهم التي انقطعت بسبب العدوان التي كانت قطر مشاركة فيه. وحتى لو كانت الأمور ميسَّرة والأموال متوفرة فاليمني لا يملك هذا التفكير المترف، ولا بأس إن قيل عنه إنه متخلف، وأن الرياضة هي اللغة الوحيدة التي يتحدث بها العالم، فنحن مازلنا مشغولين باهتمامات أخرى.
أثناء كتابة هذا المقال قرأت خبراً مفاده أن قطر استضافت الداعية ذاكر نايك لإلقاء محاضرات دينية أثناء بطولة كأس العالم 2022م، من أجل تقديم صورة مشرفة عن تاريخ العرب والمسلمين، والتعريف بالدين الإسلامي لكل دول العالم، وسيقوم الداعية ذاكر نايك بعمل مناظرات مع هؤلاء الكفار على طريقة عبدالمجيد الزنداني وأحمد ديدات، وهذا هو واحد من المآزق التي تحدثت عنها في بداية المقال.
وربما تستضيف قطر عبدالمجيد الزنداني، في حال احتاجت لبراءة اختراع بعد نجاح المونديال.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 08:18:16 م