|
ما يحدُثُ في اليمن لثماني سنوات من العدوان الغاشم والحصار الخانق تعجز عنه الكلمات، وتتبعثر معه المفردات، فلا يبقَ لنا سوى الآهات والتنهيدات والتساؤلات، هل مات ضمير العالم أمام الجرائم والمجازر التي يُندى لها الجبين، ويحترق لها القلب؟!
هل اشترى المالُ السعوديّ ضمائرَهم، وأمات قلوبهم، ونزع منها الرحمة والإنسانية؟!
لقد بلغ تواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولي مداه وتجاوز كُـلّ حَــدّ، أين هم من آلامنا وأوجاعنا عندما نشاهد أجساد أطفالنا الصغيرة الغضة أشلاء متناثرة ودمائهم الطاهرة مسكوبة؟
أين من يدعون حقوق الإنسان وحقوق الطفل من حقوق أطفالنا؟
لماذا حرمتم أطفالنا من أبسط حقوقهم، حقهم في اللعب والغذاء والعيش بأمان؟ ألا يحق لأطفالنا أن يعيشوا كباقي أطفال العالم؟
أطفالنا هم جراح هذا العالم المنسية الذي حاصرهم الموت من كُـلّ جانب وصب عليهم المعتدون نيران حقدهم المجنون بلا هوادة!
أطفال اليمن لا بواكي عليهم، ولا أحد يأبه لموتهم، وآلامهم.
لم يترك هذا العدوان جريمة من جرائم الحرب المحرمة المنصوص عليها في قوانين أخلاقيات الحروب، أَو مواثيق حقوق الإنسان إلا وارتكبها، ولم يبقَ شرير من أراذل المخلوقات في هذا الكون إلا واجتمعوا مع هذا العدوان، ليقتلونا في أرضنا، ويستبيحوا أعراضنا، ويدمّـروا منازلنا وبنيتنا التحتية، فكل ما يحدث في اليمن يحمل بصمة هذا العالم المنافق بالموافقة.
دماء أطفالنا خرت لها الجبال، وبكت لها السماء، واهتز لها عرش الرحمن، وهذا العالم المنافق بكل ما فيه من منظمات دولية جامد ميت لا يعقل ولا يتحَرّك، ماذا ينتظرون إلى متى ستصمتون؟!
نحن نصمت عندما ينام أطفالنا وينعموا بالأمن والأمان ونحتضنهم بالعطف والحنان، ولكن عندما يُقتلون ويُذبحون بدم بارد، فالنوم علينا حرام حتى نثأر لهم ونقتص من العدوان، وليعلموا بأن هذه الجرائم الوحشية ليست منسية ولن تمحو من ذاكرتنا ولن تسقط بالتقادم وسنحاسبكم طال الزمان أم قصر.
في الجمعة 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2022 06:56:44 م