دين الله كله ربح ليس فيه خسارة
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية

 

بل أليس الناس يموتون؟ هذه هي الخسارة أن تموت ثم لا يكون في موتك إيجابية بالنسبة لك، ليس في موتك أي استثمار لك، وهذه هي الخسارة الحقيقية. هكذا يعلمنا الله: بأن كل من ينطلق في سبيله لن يخسر أبدًا، وأن الخسارة هي خسارة أولئك الذين قد يكون واقعهم يؤدي بهم إلى أن يخسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة. ومن يهربون من الموت في الدنيا، هم من يموتون حقيقة، هم من يضيعون في التربة حقيقة، أما الشهداء فإنهم لا يموتون. أوليس كذلك؟

فكل من يخاف من الموت هو الخاسر، هو الذي يريد أن يموت، هو من سيكون موته لا قيمة له، إذا كنت تكره الموت فحاول أن تجاهد في سبيل الله، وأن تقتل شهيدًا في سبيله.

وكلما يقعد الناس عن العمل في سبيل الله إنما هي مفاهيم مغلوطة، كلها وضعية غلط، وكله فهم غلط حتى من يرى أن هناك ما يبرر له قعوده عن أن يجاهد أعداء الله؛ لأنه عالم اكتشف على أساس قواعد [أصول الفقه] أن بإمكاني ألا يجب هذا الواجب عليّ، وأن يكون تعاملي مع الله محدودًا، أستطيع أن أبحث عن الحيل التي تخلصني من أن يجب هذا الواجب عليّ، أليس هو سيموت؟

لماذا تهرب عن هذه الكرامة العظيمة، وربما قد تكون أنت من قد عشت في الدنيا عشرات السنين ومتعت بما متعت في الدنيا، حاول أن تستثمر موتك، لا تبحث عن الحيل، لا تبحث عن المبررات، إنك من يجب لمثله أن ينطلق ليحظى بهذه الكرامة؛ لأن – في العادة – الإنسان لا يبحث عن المبررات وعن الحيل ليقعد، أو لينطلق ليصنف أعمال الآخرين بأنها أعمال حمقاء، أو أنها باطلة كله: الخوف من الموت، هل أنت تخاف من الموت؟ هل أنت تكره الموت؟ حاول أن تعيش حيًا، حاول أن تكون ممن قال الله لنا ومنعنا عن أن نسميهم أمواتًا، الموت ملغي من قائمتهم {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ} ليسوا أمواتًا إنهم أحياء {بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

إن الحماقة هي هذه، وهذه هي الخسارة: أن يتهرب الإنسان عن الربح العظيم في الدنيا وفي الآخرة، يتهرب عن الحياة، أليس الشهيد حيًّا؟ أنت تتهرب عن الحياة خوفًا من الموت. وهذا من أغرب الأشياء، أنا أخاف من الموت فلا يدري الإنسان وإذا به قد وقع في الموت الحقيقي، الغيبوبة المطلقة إلى يوم الدين، أما الشهيد فهي لحظة، قد تكون لحظة ربما قد لا تكون إلا دقائق معدودة، وقد لا يكون فعلاَ هناك فاصل، فهو حي، وحياة يراها أفضل من الحياة التي كان فيها.

حينئذ إذا تأملنا كل شيء وعلى أساس أن دين الله كله ربح، هو ليس فيه خسارة في أي مجال من المجالات.

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

سلسلة معرفة الله – الدرس الخامس عشر

دروس من هدي القرآن

ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي

بتاريخ8/2/2002

اليمن – صعدة

 

* نقلا عن : موقع أنصار الله


في الخميس 01 ديسمبر-كانون الأول 2022 07:04:26 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6456