في حضرةِ الشُّهداء
راجح عامر
راجح عامر

ماذا أبوحُ به وماذا أكتُمُ؟!

في حضرةِ الشُّهداءِ يعيا المُلهَمُ

من أينَ أبدأُ والمواقفُ جَمَّةٌ

ولغاتُها شتَّى فكيفَ أُترجمُ؟

الصَّمتُ قيَّدني فسالتْ أدمُعي

والدَّمعُ فوقَ القولِ إن عجزَ الفَمُ

يا قادتي يا سادتي يا رايتي

الشِّعرُ في آفاقِكُم يتقزَّمُ

ولسانُهُ الصدَّاحُ يصرُخُ يا تُرى

مَنْ ذا أُقدِّسُ غيرَكم وأُعظِّمُ؟!

مِن بعدِ إِذنِكُمُ سأكتبُ فالجوى

في خافقي بجهادِكم يترنَّمُ

شهداءَنا يا مجدَنا يا عِزَّنا

أنتم شُموسُ إباءِنا والأنجُمُ

أنتم دليلُ النَّصرِ مِنهاجُ العلا

رُوَّادُهُ أنَّى تَضِلُّ وتُهزَمُ

أنتم محاريبُ الجلالةِ نحوها

قلمي يُصلي خاشعاً ويُسلِّمُ

أنتم لنا نَفَسُ الحياةِ وطيبُها

إن ضاقتِ الدُّنيا بكم نتنسَّمُ

ذكرُ الفنا والموتِ في محرابِكم

كالقولِ حالَ الخطبتينِ مُحرَّمُ

وَهَجُ الكرامةِ من هواءِ غبارِكم

قد فاحَ والأحرارُ منهُ تيمَّموا

وسَنا البصيرةِ لاحَ من نظراتِكم

كالذِّكرِ يهدي للتي هي أقومُ

وولاؤُكم مِن وحيِ (لمَّا أسلما)

وبصدقِ ما تعنيهُ (إنِّي أعلمُ)

والصَّبرُ مِن (يا ربِّ إنِّي مسَّني

ضُرٌّ وأنتَّ بيَ الرَّؤوفُ الأرحمُ)

في ذروةِ الإسلامِ كنتم شعلةً

منها تبدَّدَ ليلُ ذُلٍّ مُظلِمُ

لا جودَ في الدُّنيا يُضاهي جودَكم

لا تستوي نفسُ الفتى والدِّرهمُ

النَّفسُ غاليةٌ وليس لها ثمن

إلا نعيمَ اللهِ جلَّ المُنعِمُ

مِن فجرِكم نصرًا تبلَّجَ صُبحُنا

وقُبَيلَهُ ليلُ الهزيمةِ مُعتِمُ

ضاقتْ بأمريكا الجهاتُ بذكرِكم

ولوجهِها بحذا التَّحسُّرِ تلطمُ

إحياءُ ذكراكم وقودُ مسيرِنا

في كلِّ ميدانٍ بهِ نتقدَّمُ

لولاكُمُ ما سارَ ساعٍ آمنًا

كلا ولا طَعِمَ المنامَ النُّوَّمُ

لولاكُمُ ما رفرفت راياتُنا

كجناحِ طيرٍ في السَّماءِ تُحوِّمُ

لولاكُمُ ما حُرِّرت أوطانُنا

ولما غدت جُثَثُ العدا تتفحَّمُ

لولاكُمُ ما أثمرت ثوراتُنا

ولما هوى الطَّاغوتُ وانتَّصرَ الدَّمُ

لولاكُمُ ما فُكَّ قيدُ حِصارِنا

ولما غدت آمالُهم تتحطَّمُ

لولاكُمُ ما رنَّ صوتُ العدلِ في

في أرجاءَنا واغتاظَ منهُ المجرمُ

يا أيُّها الفرِحونَ بالفضلِ الذي

آتاكُمُ الرَّحمنُ طابَ وطبتُم

رُتَبُ الفطاحلِ والنياشينُ انحنت

لجنابِكم إن أفصحوا أو أبهموا

مهما امتدحتُ مُعرِّفًا بِسِماتِكم

أو بَحَّ صوتي من حديثي عنكُمُ

سأظلُّ أسألُ – والجوابُ بلا مدى –

مَن أنتُمُ؟! مَن أنتُمُ؟! مَن أنتُمُ؟!

أثنى عليكم ربُّنا راضٍ بما

قدَّمتُمُوهُ وحُبُّهُ يكفيكُمُ

بعتُم نفوسَكُمُ وباريها اشترى

وهو الكريمُ وحبَّذا ما نِلتُمُ

لكأنَّما الجنَّاتُ قد خُلِقت لكم

ولمِن يُعاديكم تُعدُّ جهنمُ

وعليكُمُ بعد النبيِّ وآلِهِ

صلواتُ ربي كلما نتكلَّمُ


في الخميس 08 ديسمبر-كانون الأول 2022 06:44:47 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6498