|
تحل على شعبنا الذكرى السنوية للشهيد، وهي مناسبة من أعظم المناسبات التي نستلهم منها أعظم المبادئ وأقدس القيم وأزكى الصفات، منها ننهل ونستمدُّ أسمى قيم الحق والعدل والحرية، ومنها يستوجب علينا أن السعي إلى ترسيخ تلك القيم في نفوسنا وكيف نجسدها إلى واقع وَسلوك ومنهاج حياة، لنلمس ما يمكن أن يحدثه الاستشعار بأهميتها والتحَرّك بموجبها من أثرٍ عظيم على كافة المجالات الدنيوية قبل أن نستشرف منها آفاقاً رحبة من رضا الله ونعيمه الأبدي.
وَما جاء في مضامين الكلمة التدشينية للذكرى على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي كافياً لإبراز هذه المخرجات، وَكفيلاً بأن يضع مجتمعنا وأمتنا في مصاف المجتمعات والأمم بعزتها وَقوتها، إذَا ما نحن عدنا بقلوب وعقول واعية مستبصرة إلى قراءة عميقة وعملية لما جاء في كلمته المستوحاة من القرآن والوعود الإلهية، والمدعَّمة بالبراهين والشواهد ماضياً وحاضراً.
و في بلادنا التي تعيش تحت العدوان والحصار شاهداً حياً وَملموساً على عظمة هذا الموقف وَعظمة نتائجه، كما فيها الشواهد حاضرة على مخاطر وكوارث التفريط به والتهاون عنه، نماذجاً لا يمكن أن نمر عليها دون أن نقرأ معطياتها، وكيف توّجت تضحيات الشهداء والملاحم البطولية التي سطروها بانتصاراتٍ عظيمة في مختلف جبهات الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله، وَمهما كانت كلفتها إلَّا أن أرباحها قد فاقت بكثير حسابات أُولئك الذين فضّلوا الارتهان أَو الصمت بغية تقليل الأضرار والمخاطر، وهاهم اليوم يجنون تباعاً الكوارث أضعافاً مضاعفة.
يعيد السيد التذكير بهذه النماذج بعد ثمانية أعوام من الأحداث والمتغيرات والتي في مجملها تشهد على صدق وعمق ما ظل يطرحه في كُـلّ محفل، فيما يجدد وَيشدّد على أن لا مساومةَ وَلا انتقاص ولا مرونة يمكن أن تنال أَو تنتقص من حق شعبنا، وبهذا الخطاب المتجدد تتعزز الثقة الشعبيّة بهذا القائد وَمنهجيته وَبصوابية المسارات التي قاد الشعبَ إليها.
وبهذه العبر وَالدروس لا خيار أمامنا رسميًّا وَشعبيًّا إلَّا أن نظل أوفياء للمبادئ والقضايا التي تحَرّكوا على أَسَاسها الشهداء وضحوا بدمائهم الزكية؛ مِن أجلِها، ونجعل من ذكراهم السنوية محطةً عملية مهمة منطلقاً إلى سبيل الحرية والكرامة والخروج من الوصاية والهيمنة الخارجية واستقلال القرار.
في الأحد 11 ديسمبر-كانون الأول 2022 07:30:33 م