|
من هم شعراء الثورة الفلسطينية ومقاومتها؟! الشاعر الوحيد في الدائرة السداسية (المناصرة)، هو الذي حمل السلاح دفاعاً عن الجنوب اللبناني، والمخيمات الفلسطينية، أما في مستوى الإضافات، فقد أضاف المناصرة، مثلاً، (عنصر الكنعنة الحضارية) في تجربته الشعرية. شعراء المقاومة الفلسطينية: العاملان: الجغرافي، والإيديولوجي حسب كتاب (دراسات في الأدب الفلسطيني)، ننقل: للشعر الفلسطيني اتجاهان: - ولد الفرع الأول (شعراء المقاومة) في (شمال فلسطين) في أحضان (إديولوجيا الحزب الشيوعي الإسرائيلي)!!!، هذا الحزب الذي يعترف بشرعية دولة إسرائيل أولاً، لكنه يطالب بدولة فلسطينية في حدود (1967)!!!، وهذ هو السرّ في التباس مصطلح (المقاومة) عند ولادته عام 1966 لدى الشعراء الثلاثة الذين ولدوا على التوالي في شمال فلسطين: (البروة والرامة – عكا) و(الناصرة)، وقد لعب العاملان (الإديولوجي، والجغرافي)، دوراً هاماً في التمييز بين (شعراء المقاومة، وشعراء الثورة). وقد ولد (محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زيّاد) وهؤلاء الثلاثة كونوا هذا التيار.
- أما (شعراء الثورة)، فهم الشعراء الذين تربّوا في ظل (إديولوجيا منظمة التحرير الفلسطينية، ومفهوم الكفاح المسلّح)، أي (فلسفة التحرر الوطني). ثلاثتهم ولدوا في فلسطين (المناصرة، دحبور، بسيسو،) على التوالي في (الخليل – بني نعيم)، و(حيفا)، و(غزّة)، حيث كون هؤلاء الثلاثة الاتجاه الأهم في القضية الفلسطينية بينما تم تلميع شعراء الاتجاه الآخر وتهميش الشعراء الذين لم يقتنعوا بفكرة السلام مع الكيان الغاصب وكان النصيب الأكبر في التلميع لعراء السلام مع الكيان الغاصب لدرويش وسميح وزياد!!
أما النتيجة، فهي تكريس الشعراء (درويش، القاسم، زيّاد) – شعراء مقاومة، وشطب (المناصرة، دحبور، بسيسو) من قائمة (شعراء المقاومة)، رغم أن الشاعر الوحيد في الدائرة السداسية (المناصرة)، هو الذي حمل السلاح دفاعاً عن الجنوب اللبناني، والمخيمات الفلسطينية، أما في مستوى الإضافات، فقد أضاف المناصرة، مثلاً، (عنصر الكنعنة الحضارية) في تجربته الشعرية، إلى الهوية الفلسطينية، وأضاف تجارب شكلية للشعر العربي الحديث: (قصيدة التوقيعة، قصيدة الهوامش، تفصيح العاميّات)، وغيرها.
- أما باقي شعراء النصف الثاني من القرن العشرين في الشعرية الفلسطينية، فنختصرهم على النحو التالي: 1. فوّاز عيد، 2. خالد أبو خالد، 3. محمد القيسي، 4. راشد حسين: انتمى لحزب (مابام) الإسرائيلي!!!، في مقابل انتماء (درويش، والقاسم، وزياد) للحزب الشيوعي الإسرائيلي.. وما يميّز درويش هو التحاقه منذ (1973) بمنظمة التحرير الفلسطينية.
5. (الشعراء – الوصلة): أما (فدوى طوقان، توفيق زيّاد ومعين بسيسو) فهم تاريخياً، (الوصلة) بين الشعراء العموديين، وشعراء الحداثة.
تطور فن الكاريكاتير والصحافة في فلسطين : بعد احتلال إسرائيل للضفة والقطاع؛ بقيت الأراضي المحتلة دون صحف أو مجلات كاريكاتيرية أو فكاهية حتى نهاية 1968 وهو العام الذي صدرت فيه جريدة "القدس" لمحمود أبو الزلف، وجريدة "الفجر" ليوسف نصري نصر، و"الشعب" لمحمود يعيش، و"الطليعة" لبشير البرغوثي، و"الميثاق" لمحمود الخطيب... وغيرها الكثير، لم تعط هذه الصحف الأهمية الكافية لفن الكاريكاتير، إلا أن بعضها تميز باستخدام الأسلوب الهزلي كـ "نصّ" في محاولة لإثارة القضايا المركزية، في الوقت نفسه أفردت كل من (الميثاق) و(القدس) و(الفجر) و(الشعب) و(الطليعة) مساحة جيدة للرسوم الكاريكاتيرية، وهنا أخص بالذكر (الميثاق) التي كانت تفرد مساحة خاصة لرسم الفنان ناجي العلي، في الوقت ذاته صدرت العديد من الصحف خارج فلسطين المحتلة، وأفردت مساحة كافية للكاريكاتير بجميع أنواعه، فصدرت مجلة (فلسطين الثورة) و(الجماهير) ، أما (الهدف) و(الشرارة) و(الجبهة) و(الطلائع) و(الثأر العربي)و(الحقيقة) و(النضال) و(المقاتل الثوري).
عكَس مبدعو الكاريكاتير الواقع بكل مجرياته، وأخص بالذكر "ناجي العلي"، و"بهاء بخاري"، و"خليل أبو عرفة"، و"جلال الرفاعي"، و"بغدادي"، و"ماهر محمد"، و"أمية جحا"، و"إسماعيل عاشور"، هؤلاء الرسامون مثلوا استراحة للقارئ من عناء قراءة المادة الجافة... وبعض الصحف خصصت مساحة ثابتة للكاريكاتير، منها (الحياة الجديدة) لحافظ البرغوثي، و(الأيام) لأكرم هنية، و(القدس) لمحمود أبو الزلف، و(الصباح) لسرّي القدوة، و(الحقيقة) و(الرسالة) و(الاستقلال) و(خالد) لمروان أبو الزلف ؛وهي متخصصة للأطفال وجميع رسوماتها كاريكاتيرية.
دور الكاريكاتير السياسي في نصرة القضية الفلسطينية :إن أكثر أشكـال الصراع العالمي حـدة وشراسة هو الصراع الإيديولوجي، وإحدى أهم الأدوات، المتصلة في هذا الصـراع هي وسائل الإعلام الجماهيري كونها محرضا، ومنظما للشعب بعد أن كان الكاريكاتير في الوطن العربي هامشياً، حيث كان عبارة عن وسيلة للتسلية والسخرية بهدف الإضحاك، جاء الفنان العربي ناجي العلي ليغير هذا المفهوم بشكل كلي فأصبح وسيلة للتفكير من أجل التغير محولا إياه إلى فن سياسي يرتبط بقضايا سياسية ملحة، ومشكلا جزءا أساسيا من مكونات الدوريات، كذلك لم يعد حكراً على فئة المثقفين فقط.
حنظلة رمز الهوية الفلسطينية: اشتهر ناجي العلي برسوماته وشخصياته التي اخترعها لتعبر عن واقع القضية الفلسطينية، حنظلة كان أشهر هذه الشخصيات، ولد حنظلة عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية وهو طفل في العاشرة، مرقع الثياب وحافٍ أيضًا، بعد العام 1973 أصبح حنظلة مديرًا ظهره للجمهور، ويعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية.
اُغتيل العلي في لندن في 1987 في عملية إطلاق نار لم يتم كشف ملابساتها حتى الآن تاركًا وراءه ما يقارب أربعين ألف رسم كاريكاتوري والأيقونة الفنية الخالدة “حنظلة” الذي كان توقيعه الدائم على تلك الرسومات.
الفنان محمد السباعنة اعتقل وأثناء التحقيق كان رجال مخابرات الاحتلال يحققون معه ويواجهونه برسوماته الكاريكاتيرية ضدهم، وحين تحرر من زنازينهم عرض لوحاته التي كان يرسمها داخل المعتقل في معرض تحت عنوان "زنزانة 28".
الفنان خليل أبو عرفة يقول: دور الكاريكاتير الحقيقي يكاد لا يختلف عن دور الفن عموما فالجرح الأول المهيمن المسيطر على رسوماتي يتجسد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
قديما قالوا إن الصورة تعادل ألف كلمة، إن هذه المقولة تنطبق على الكاريكاتير بلا جدال وهي تكتسب مصداقية أكبر في عصر التكنولوجيا. إذ بمقدورنا القول وتماشيا مع صفة العصر أن الرسم الكاريكاتيري قد يساوي ألف كلمة وكلمة.
مخاض عسير يمر به الفنان حتى ولادة الفكرة، وأصعب من ذلك حين ترجمتها وإيصالها للمتلقي ذاته، الشيء نفسه حدث معي للخروج بهذا البحث المتواضع؛ والذي هو بمثابة تأصيل لفن يستحق اهتماما أكثر ومساحة أكبر من المثقفين والباحثين والمهتمين، لما حققه تلقائياً عبر مئات، بل آلاف السنين من التحدي والمواجهة الساخنة، إلى أن أيقن "القارئ" أهمية وخطورة ومتعة هذا الفن في نقل المعلومة.
أما رسّام الكاريكاتير، الأسير المحرّر أسامة نزّال، الذي افتتح معرضًا شخصيًّا له يوم التاسع من أيّار (مايو) 2017، أمام خيمة الأسرى المقامة عند دوّار ياسر عرفات، وسط رام الله، تحت عنوان: "معرض كاريكاتير الحرّيّة والكرامة"، وذلك دعمًا لنضال الأسرى، يقول نزّال: "للنضال أشكال عدّة تُستخدم لتحقيق ديمومة الثورة ضدّ المحتلّ، وقد استطاع رسّامو الكاريكاتير الفلسطينيّون أن يناضلوا برسوماتهم الكاريكاتيريّة لإبراز الصورة الثوريّة للوطن والمواطن، كما استطاعوا المساهمة في كلّ أشكال النضال الأخرى، بالتعبير عنها من خلال رسومات كاريكاتيريّة بسيطة، لكن لها وزن في الوعي لدى الطرف الآخر".
* نقلا عن :المسيرة نت
في الإثنين 12 ديسمبر-كانون الأول 2022 08:06:54 م