|
لا ميديا -
«عندما أتمكن بعد جهود من زيارة أبنائي وهم داخل مُعتقلات الاحتلال، ولا أستطيع احتضانهم، بل أتحدث وإياهم من خلف زجاج عازل، وما إنْ ينقطع الهاتف، مُنهياً المُكالمة ووقت الزيارة، حتى يزداد الألم، وتكبر الحسرة مع اقتيادهم إلى زنازينهم؛ لكني أواجه ذلك بصلابة، حتى لا يُشاهد جنود الاحتلال أي ضعف أو حزن لدي» (الحاجة لطيفة محمد ناجي «أم ناصر» -76 عاماً- من مخيم الأمعري في رام الله).
الشهيد عبد المنعم أبو حميد المعروف بـ«صائد الشاباك» صرع ثلاثة من عناصر «الشاباك» في كمين جنوب رام الله عام 1994، قبل أن يستشهد.
تعرض والدته مسيرة حياتها بالقول: «حالياً هناك 5 من أولادي في سجون الاحتلال يقضون أحكاما بالمؤبدات، هم: ناصر أبو حميد اعتُقل عام 2002 ومحكوم سبعة مؤبدات و50 عاما، ونصر أبو حميد اعتُقل عام 2002 ومحكوم خمسة مؤبدات، وشريف أبو حميد اعتُقل عام 2002 ومحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد أبو حميد اعتُقل عام 2002 ومحكوم مؤبد مرتين و30 عاماً»، وابنها الخامس إسلام أبو حميد اعتُقل عام 2018، وحكم عليه بالسّجن المؤبد.
قبل العام 2000، اعتُقل ابنها يوسف لمدة عامين، كما اعتقل ابنها ناجي لمدة 3 سنوات وفي العام 2000 لمدة 3 سنوات. واعتقل جهاد عاما ونصف العام اعتقال إداري. دمّر الاحتلال الصهيوني منزلها 5 مرات.
اعتقل الاحتلال خلال العقود الماضية جميع أبناء العائلة مع والدهم، ووصل عدد السنوات التي أمضوها في السجون إلى أكثر من 110 أعوام! وهي أكبر مدة زمنية لبيت واحد.
لا تتمنى أم ناصر إلا تحرير ابنها ناصر الأسير في سجون الاحتلال ولو ليوم واحد لتحتضنه قبل أن يقع القدر ويخطفه «شهيداً» نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل الاحتلال.
وتتصدّر قضية ناصر أبو حميد الاهتمام، جرّاء إصابته بمرض السرطان وبات غير قادر على التحرّك. وحتى في حال «استشهد» ناصر، سيبقى جثمانه داخل ثلاجات الاحتلال، لتُكمل حكمه عنه حياً! هكذا تقضي قوانين الاحتلال!
في الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2022 07:55:41 م