|
لا يختلف اثنان على ان الأمريكان هم من منحوا الضوء الأخضر لهذا العدوان على بلادنا وهم الذين يديرونه وهم الذين لا يزالون يمنحونه أمل الاستمرار ويطيلون أمدهم.
لم يكن العدوان على بلادنا سوى ثمرة مخطط امريكي صهيوني تم تنفيذه بيد السعوديين والإماراتيين وهم من أدوات الصهيونية العالمية في المنطقة
آخر فصول هذه المؤامرة الصهيو أمريكية هو تأجيل تصويت الكونجرس على مشروع قرارٍ يدعو لإنهاء التدخل الأمريكي في الحرب على بلادنا وبشكلٍ أدق يدعو لإيقاف الدعم الأمريكي للرياض وأبوظبي في هذا العدوان
مؤامرة مفضوحة وألاعيب مكشوفة لكنها تنطلي على من يريد ان يتقبلها أما بالنسبة لنا فخياراتنا واضحة وتماهينا مع آثار الهدن الأممية المتعاقبة ليس إلا لتفويت الفرصة على من يريد ان يعلّق شماعة استمرار الحرب علينا وهذا غير صحيح على الإطلاق.
على هذا الصعيد قال موقع صحيفة “ذا هيل” المرتبط بمجلس الشيوخ الأمريكي أن الـ”الكونجرس” فوت فرصة طرح الأسئلة الصحيحة بشأن اليمن.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية فإن اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب والمعنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي فوتت فرصة التصويت على مسألة الدعم الأمريكي للسعودية في الجلسة التي خصصت للاستماع حول الوضع في اليمن.
وترى “كاثرين زيمر مان” ان اليمن لا يتصدر قائمة الأزمات التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي ودائماً ما يتم ربط النقاشات بخصوص هذا البلد بالمصالح السعودية الامريكية المتداخلة.
وبالنسبة للباحثة الامريكية فإن جلسة الاستماع هذه كانت قيّمة بشكل عام إلا أن تأجيل التصويت على مخرجاتها أضاع فرصة الكونجرس لدفع إدارة بايدن إلى نظرية النجاح في هذه الأزمة على حد تعبيرها.
قد تبدو مناقشة الاحجام الأمريكي عن التصويت على هذا الملف المهم امراً جيداً في صحيفة بحجم “ذا هيل” الصحيفة الأمريكية المقربة تماماً من الكونجرس لكن هذا ليس السؤال الصحيح الذي يجب طرحه.
السؤال المهم هنا هو “ما سبب هذا الاحجام أو لنقل التراجع عن التصويت على ملفٍ بهذه الأهمية..!
بالعودة لما أدلت به الباحثة “كاثرين زيمر مان” من “معهد امريكان انتر برايز” فإن قضايا اليمن قد تراجعت مرة أخرى عن خريطة الاستراتيجية الامريكية على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها مصلحة دائمة في ضمان ألا تهدد التطورات داخل اليمن الأمن البحري أو استقرار الخليج.
ترى الباحثة الامريكية أن إدارة بايدن اتجهت نحو اللعب على وتر الدبلوماسية للمساعدة في إنهاء حرب اليمن لكن دون ضغوط حقيقية لإنجاح هذا المسار على الرغم من التهيئة للتفاوض كان من الأهداف الرئيسية المعلنة للبيت الأبيض على هذا الصعيد.
تنهي الصحيفة الأمريكية تحليلها المطولة بمجموعة من الأسئلة التي قالت انها الأسئلة الصحيحة التي كان يجب ان تطرح على المبعوث الأمريكي تيم ليدر كينج في جلسة الاستماع وهي “ما هو احتمال أن تؤدي العملية السياسية التي يقودها اليمنيون اليوم إلى تسوية تحمي المصالح الأمريكية..!
هكذا ينظر في واشنطن للحرب في بلادنا على انها أداة من أدوات الاستفادة الأمريكية التي يجب ان تقاس على ترمومتر مصالحهم صعوداً وهبوطاً ليس إلا بعيداً عن كل الحرب والموت والدمار والكوارث التي تسببت بها هذه الحرب ولا تزال طيلة ثماني سنين.
هذه هي اللغة التي لا يفهم الأمريكان غيرها سواءً كانوا أولئك السياسيين والعسكريين المنخرطين في هذا الحرب أو حتى من يدعون أنهم صحافيون ومدافعون عن الحريات وحقوق الانسان.
بدورها قالت “صحيفة واشنطن بوست” أن الإدارة الأميركية عرقلت مشروع قرار لمجلس الشيوخ بعنوان “سلطات الحرب” كان سينهي الدعم العسكري الأميركي للحرب السعودية في اليمن.
ووفقاً للصحيفة الامريكية فإنه كان من المفترض أن يعرض مشروع القرار للتصويت إلا أن مجلس الشيوخ أعلن سحب التصويت لإجراء مباحثات مع البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة فإن مساعدو بايدن برروا معارضته قرار “سلطات الحرب” بأنه يأتي لأسباب مختلفة عما فعله الرئيس السابق دونالد ترامب لكن الحقيقة أن كل رئيس امريكي يقوم بدوره في هذا العدوان على بلادنا
اللافت في ما أوردته الـ”واشنطن بوست” أن تقرير الصحيفة الامريكية كشف أن البيت الأبيض وزع نقاط حوار على أعضاء مجلس الشيوخ قبل ليلة التصويت قال فيها إن القرار من شأنه أن يعرض الهدنة الهشة في اليمن للخطر.
إنها مفارقةٌ عجيبة ووقاحةٌ تناسب تماماً إدارة الثعلب العجوز بايدن فكيف يمكن ان يكون انهاء الدعم لمجرمي الحرب سبباً في تعريض الهدنة الهشة للمخاطر إلا إذا كان ذاك وفق قاموس المصالح اللا إنسانية واللا أخلاقية الامريكية..!
* نقلا عن :السياسية
في الأربعاء 21 ديسمبر-كانون الأول 2022 07:59:15 م