|
لا أدري لماذا يحب الناس الإفراط والمبالغة في كل شيء، وعندما يفعلون شيئاً فإنهم يتجاوزون الحد ويندفعون بدون أي وسطية واتزان، وهذه العادة خاطئة.
مثلاً يا جماعة الخير في موضوع الانتقاد، لماذا لا نستطيع أن ننتقد برجاحة عقل وإنصاف؟
ولماذا حولنا الانتقاد من وسيلة للإصلاح والبناء إلى وسيلة لإفراغ الطاقة السلبية ومساحة للذم والتجريح؟
طبعاً في حديثي هذا لا أقصد أحداً بشكل خاص، ولا ألمح للأصدقاء الذين ينتقدون أداء حكومة الإنقاذ، ولست مدافعاً عن أصحاب المعالي والفخامة، بل أتحدث عن الموضوع بشكل عام.
يعني على سبيل المثال أولئك الذين ينتقدون خط يدي المتواضع ويصفونه بأنه "خرابش دجاج"، بالله عليكم ما هذا الجرح للمشاعر؟!...
كان بإمكانكم أن تنتقدوا خطي بشكل لطيف، وتنصحوني بأن أحاول تحسينه.
المهم، بعيداً عن مشاكلي الخاصة، أريد أن أتحدث عن موضوعين:
- الناس الذين يبالغون في انتقاد الدولة بأسلوب ومصطلحات غير لائقة.
- والدولة التي تبالغ في ردة فعلها وتضخم الموضوع أكثر من اللازم.
نعم، نحن شعب مطحون ومرهق، تكالبت علينا الأمم وانهالت علينا الآلام حتى تقطعت بنا السبل.
نحن نتنفس بالكاد، لدرجة أن الحياة العادية عندنا أصبحت حلماً مستحيلاً.
نعم، هناك فساد في مختلف مؤسسات الدولة، وهناك تقصير وإهمال لكثير من الجوانب المهمة التي تقع على عاتق الدولة.
هناك استرخاء كبير يعيشه من هم في مواقع المسؤولية، والوقت ليس وقت راحة أو استرخاء.
عليكم أن تنظروا إلى المواطن المطحون بعين الرأفة والإنسانية، وأن تبذلوا كل جهودكم دون ادخار للقيام بمسؤولياتكم تجاه هذا المواطن، ما لم فاتركوا المناصب لغيركم.
وفي المقابل على الأصدقاء الإعلاميين والناشطين أن تكون انتقاداتهم بطريقة بنَّاءة ولائقة، تخدم المجتمع وتخدم الدولة وتخدمهم قبل كل شيء.
أما عندما يكون الانتقاد “تشعيبة قات” لا تخلو من الإساءة والتجريح والتحريض، فإنه يخلق شرخاً اجتماعياً فوق الشرخ الموجود، ويزيد الطين بلة.
وأيضاً على حكومتنا الموقرة أن تجد حلاً لفشلها في أسرع وقت، وأن تبني لها استراتيجية بناء تخطو عليها ويلمس المواطن ثمرتها؛ لأن الصبر على الفشل يولد الانفجار كنتيجة طبيعية للوضع الذي نعيشه.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2022 08:09:29 م