|
إن أحوجَ ما نحتاجُ إليه اليوم كمجاهدين وأحرار نواجهُ العدوانَ السعوديّ الأمريكي وتحالفه المجرم، ومرتزِقته الخونة وشائعاتهم اليومية ومخطّطاتهم الإجرامية وحروبهم العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية الناعمة هي عين “البصيرة” وكما قال الإمام زيد -عليه السلام- في مقولته الشهيرة “البصيرةَ البصيرةَ ثم الجهاد”، فلو نظرنا للأمور من حولنا للأحداث بعين البصيرة بوعي وحكمة ورشد لما انجر أحد منا وراء أية شائعة ولما ارتمى في وحل أي مخطّط للأعداء، ولكانت شائعاتهم ومخطّطاتهم التي يسعون من وراءها لضرب وعي وصمود الشعب اليمني، تتلاشى وتداس كما يدوس مجاهدينا دبابات الإبرامز وعربات البرادلي وطائرات الـF16 وَ35 وغيرها من أسلحة العدوّ الثقيلة في الجبهات ونحن في هذه المرحلة بالذات في مرحلة وحالة اللا سلم واللا حرب نمر بأهم وأخطر مرحلة؛ لأَنَّنا تحولنا من الحرب الصلبة “العسكرية” إلى الحرب الهجينة “الناعمة” بعد ثمانية أعوام من المواجهات والمعارك الشرسة التي خاضها أبناء الشعب اليمني مع قوى العدوان بكل جدارة بصمود وثبات لا مثيل له في العالم وكسروا من خلال هذه الحرب هيبة أفخر الصناعات الأمريكية والبريطانية الحربية الحديثة وأحبطوا خطط أكبر قادة وجنرالات جيوش أقوى دول العالم وبعد تلك الهزائم التي تلقتها تلك القوى الغازية وبعد اليأس والإحباط الذي أصابهم والقناعة أن لا جدوى من قتالهم ولا حسم لمعركتهم عسكريًّا تحولوا إلى الحرب الهجينة ما يسمى “بالحرب الناعمة” وغزوها وقتلها ليس للإنسان نفسه بل لعقله وعقول أبنائه من بعده وطمس لثقافة وهُــوِيَّة الجيل الناشئ لأعوامٍ عديدة وسنواتٍ مديدة وبأسلحةٍ مختلفة ليست دبابات ولا طائرات ولا صواريخ وقنابل وقذائف ونيران بل من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي السوشل ميديا، حرب قذرة تغزو العقول والأفكار والثقافات ويتزامن مع الحرب الناعمة الفكرية الثقافية الإعلامية حرب “اقتصادية” فبعد تدمير كُـلّ مقومات الحياة في الشعب يُضيق الخناق على المناطق الحرة بالحصار مما يزيد من معاناة المواطنين أكثر وأكثر، وحرب “سياسية” مفاوضات مطولة ويتزامن معهما تشويه إعلامي كبير وشيطنة للقوى الحرة في البلد، وحرب ناعمة إعلامية وثقافية تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وخلق الصراع الديني ومنها أخلاقية تهدف إلى طمس ثقافة وهُــوِيَّة وفطرة وعفة المجتمع وسلخه عن إنسانيته وفطرته وكرامته.
حرب ناعمة شاملة يستخدم العدوّ فيها كُـلّ ما يمكن استخدامه لإثارة الفتنة وإحداث أكبر قدر من الضرر لشعبنا المجاهد الصابر وكلها هي أدوات الهجوم الأمريكي على شعبنا العظيم منذ بدء العدوان لكن التوجّـه الأكبر في فترة الهدنة ونلاحظه يزداد يوماً بعد يوم لإثارة السخط العام وزعزعة الأمن والاستقرار من الداخل ونشر الفوضى والفتن وخلق فجوة بين المجتمع والحكومة؛ بهَدفِ إسقاط الجبهة الصامدة من الداخل وكل هذه الحروب تستوجب علينا لزاماً أن نحذر من الوقوع في فخ هذه الحرب الشيطانية، وأن نحذر ونحذر من الكتابات والناشطين الذين يقومون بأعمال وكتابات وأنشطة شيطانية تكيل بألف مكيال وتزن بموازين مقلوبة ومغلوطة تقلب الحقائق وتثير قضايا كاذبة لصرف أنظار المجتمع اليمني عن المعركة الحقيقية والعدوّ الحقيقي للبلد، وأن نتعامل معها بحسم ونتخذها عدواً كالشيطان ونتعاون مع الجهات الأمنية في وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات بالإبلاغ عن الخلايا التي تنشط في هذا المجال والجهات الداعمة لها وضبطها ومحاسبتها، وأن نتحلىّ بالحكمة والبصيرة والوعي اللازم ونهتم بالأهم وهو الإعداد والبناء ومواجهة قوى الطاغوت والاستكبار العالمي ومرتزِقتهم الخونة والعملاء المجرمين ونرفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح ونصوب البوصلة نحو العدوّ الخارجي المحتلّ، وأن نلتزم بتوجيهات القائد العلّم وموجهات رموز وقادة هذا المشروع القرآني العظيم وفي هذا الضمان من مغبة السقوط في وحل الباطل والعاقبة للمتقين.
في الخميس 29 ديسمبر-كانون الأول 2022 08:07:22 م