|
ندلف إلى عام جديد، مصحوبين بتبعات وآثار أحداث ومتغيرات عام انقضت آخر أيامه منذ ساعات، وكان قاتما في معظم معطياته على الصعيدين المحلي والدولي، وكالعادة منذ ثماني سنوات خلت، لم يكن بالنسبة لليمنيين، غير عام آخر من عدوان غاشم تطاول أمده وتنوّعت فيه أساليب ومراوغات وانتهاكات المعتدين.
-أبرز ما جاد به العام المنصرم محليا، تمثّل في العديد من هدن السلام العقيمة، أراد لها العدو أن تمضي صامتة، في حالة من الموت السريري أو كما باتت تسمى حالة اللاحرب واللاسلم. متوهّما بقدرته على استثمار هذه الحالة للمضي قدما في تنفيذ مخططاته و مآربه لتمزيق اليمن وإحكام السيطرة على مقدراته وثروات شعبه، وهو الأمر الذي تنبّهت له القيادة الوطنية مبكرا، وأعلنت – ولا تزال – رفضها لبقاء هذه الحالة، وأن لديها من الخيارات والبدائل ما يمكنها من نسف تلك الأوهام والمؤامرات، ودشنت بالفعل عمليات حماية الثروة بإجراءات وخطوات عملية أسهمت إلى حدّ كبير في تحجيم وتقليص عمليات نهب النفط اليمني من الموانئ في المحافظات المحتلة، لترسي معادلات جديدة في هذا الشأن وتثير ارتياحا واسعا في نفوس أبناء الشعب اليمني في كل أرجاء الوطن بمن فيهم السكان في المناطق الخاضعة لقوى العدوان، بعد أن صاروا يرون بأعينهم إلى أين تذهب ثروة البلد، وفي أي خزائن وجيوب تصب.
– العروض العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية خلال العام المنصرم – وما تلاها من مواقف وتأكيدات من قبل القيادة الوطنية كان آخرها قبل ساعات فقط وجاءت على لسان أكثر من مسؤول في المجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة – حملت مؤشرات قوية على أن العام الجديد سيحمل الجديد على صعيد إنهاء حالة الجمود التي وصلت إليها العملية السياسية، بسبب الأماني والأوهام الصبيانية التي لا زالت تراود حكّام السعودية بأن هناك إمكانية لوقف الحرب وفق شروطها وأهوائها، وهي الأمنيات التي تجاوزها المنطق والواقع القائم والتاريخ وفقا لوصف عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي في تصريحه الصحفي أمس الأول.
-لم يحمل العام الماضي في المناطق المحتلة غير المزيد من الصراعات الدموية بين فصائل وكيانات المرتزقة وتبادل نشر الفضائح في ما بينها، لتنتقل أدوات التحالف العدواني إلى العام الجديد، بأحقاد مضاعفة وبفشل وعجز وإخفاقات متتالية على مختلف الأصعدة، بإشراف وتوجيه مباشر من الرياض وأبوظبي، ومع ذلك لم يجد المرتزق العليمي حرجا ولم يخالجه أي شعور بالحياء والخجل، وهو يتحدث بالأمس في تهنئته لـ”الشعب اليمني” عمّا سيحمله العام الجديد من أنباء سارة حول ما أسماه تعزيز الشراكة والتوافق الوطني بين الأطراف السياسية وتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة الإنسانية وذلك بفضل الدعم اللامحدود من قبل السعودية والإمارات، إلى آخر ما ورد في تخرّصات العليمي وترهاته.
-على الصعيد الدولي كانت الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، الحدث الأبرز خلال العام المنصرم، وقد أرادت أمريكا ودول الناتو من خلالها تدمير الاقتصاد الروسي وفرض عزلة شاملة على روسيا وتعزيز الهيمنة الأمريكية على العالم، لكن ما حدث مع نهاية العام أن دول الغرب وجدت نفسها معزولة وغارقة في أتون أزمات لا تنتهي، فيما تعرّض نموذج الهيمنة الأمريكية لضربات موجعة جعلته يترنّح أكثر من أي وقت مضى ليفسح المجال أمام عالم جديد متعدد القطبية.
-على مستوى آمال وتطلعات منتسبي الإعلام الوطني، فإن جُل أمنياتنا وخصوصا نحن في مؤسسات الإعلام الرسمي في العام الجديد – إلى جانب تحقيق النصر المؤزّر على العدوان- تكمن في إنهاء قضية أرضية جمعية المتحدون السكنية للإعلاميين ذوي الدخل المحدود، والتي تم شراؤها قبل 17عاما من الحاج/ عبد الله سعد الأوزري بموجب المستندات المؤيدة لملكيته للأرض المسماة بأرض دحنان الواقعة في منطقة الرحبة جوار سوق الخميس بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة صنعاء.
-ملف هذه القضية منظور أمام اللجنة الرئاسية المكلفة بمعالجة قضايا أراضي الجمعيات السكنية منذ أشهر، ومؤخرا فوجئ الإعلاميون وصاحب الأرض بالقاضي الذي أصدر الأحكام القضائية التي تثبت ملكية الحاج الأوزري للأرض، يريد أن ينفذ شيئا آخر، من خلال تقسيم الأرض على الغرماء الذين لا يملكون أي حق فيها ما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل جهات الاختصاص لوضع حد لمهزلة القاضي والتحقيق معه وإحالته إلى المجلس التأديبي واتخاذ الإجراءات اللازمة في حقه وإعادة الحقوق لأصحابها .. وكل عام والجميع بخير وسلام.
في الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2023 07:10:16 م