|
سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة
سُلَّم القُدس.. معاذ الجنيد
لِقِتالِكَ احتاجوا السلاحَ الأعظَمَا
واحتَجتَ في أعتى حُروبِكَ.. سُلَّمَا
حملوا عليكَ بوارِجًا ومدافِعًا
وحملتَ نفسكَ عاصِفًا ومُدَمْدِمَا
من قوةِ اللهِ انْفردتَ بقوةٍ
عظمى.. فلو دُستَ الحديدَ تثلَّمَا
من ينظُر الجبلَ الذي ناطَحتَهُ
ويراكَ.. ظَنَّكُمَا لَعَمْرُكَ توأما
يتساءلُ البُرجُ الكسيرُ وقد هوى
أأتيتَ وحدكَ؟ أم نزلتَ مُسَوَّمَا!
بسلاحكَ الشخصيِّ تنسِفُ كُلَّ ما
جمعوا.. فُدِيتَ وأنتَ تنسِفُ كُلَّ مَا
كم صفقةٍ عَقدوا.. وذلكَ دأبهُمْ
أنْ يعقِدوا.. وتجيءُ كي تتسلَّمَا
تغزو.. و(صرختُكَ) اجتِياحٌ مُسبَقٌ
تأتي؛ لتُنذِرَ بالعذابِ مُقدَّما
وتعُدُّ قتلاهُم.. فتُذهَلُ إذْ ترى
عَدَدًا يفوقُ عِيَارَكَ المُستَخدَما
من لم يمُتْ بالنار.. ماتَ (فجيعةً)
لما رآكَ.. رأى القِيامةَ وارتمى
أعطاكَ ربُّكَ هيبةً (علويةً)
حاشاكَ لو جمعوا الورى أنْ تُهزَمَا
لم يشهد التاريخُ قبلكَ فارِسًا
بهجومِهِ يرمي.. ويسبقُ ما رَمَى
أوَكُلَّمَا رَصَدَتْ طويلاتُ المَدَى
هدفًا.. رأتكَ بعُمقِهِ مُتقَدِّمَا
أوْ كُلَّمَا اشتاقَتْ لقصفِ مُعسكرٍ
وجَدَتكَ فيهِ قد اقتحمتَ مُتَمِّمَا
لا لَومَ.. إنْ (زِلزالُ) صاحَ مُعاتِبًا
وإليكَ جاءَ بـِ(قاهِرين) مُحَكِّمَا
ماذا تركَتَ لهُ؟ تُسابِقهُ إلى
أهدافِهِ.. لمْ يلقَ بعدكَ مَغْنَمَا
وإذا بدوتَ لهُ، تبسَّمَ وانتخى
لما رآكَ لبطشهِ مُستَلهِما
كالماءِ أنتَ أمامَ كلِّ مُهِمَّةٍ
فإذا حضرتَ غدى السلاحُ تَيَمُّمَا
يا مُؤمنًا يطوي المواقِعَ مثلما
تطوي الرياحُ العاصِفاتُ مُخيَّمَا
مُستهدِيًا بهُدى النبيِّ وآلِهِ
و(عليُّ) مِلءَ عُروقِهِ يجري دَمَا
مُستحضِرًا بأسَ (الحُسين) وحامِلًا
سيفَ (الفِقار) مُوالِيًا ومُعظِّما
ستظلُّ في كلِّ المعاركِ صاعِدًا
تسمو.. فسُلَّمُكَ ارتِباطُكَ بالسَمَا
زلزَلتَ.. واستغفرتَ ربَّكَ خاشِعًا
وغرقتَ في تسبيحهِ مُتَرَنِّمَا
من أينَ يأتي الانهزامُ لفِتيةٍ
الله ألهمَهُمْ هُداهُ وعَلَّمَا
الله جنَّدَهمْ ورصَّ صفوفهم
وأعدَّهُمْ جيشًا لأمرٍ أُبرِمَا
يا سُلَّمَ (القُدسِ) الشريفِ.. برغم من
قطعوا الطريقَ إليه كي يتيتَّما
بخُطاكَ (إسرائيلُ) تنظُرُ موتَهَا
يدنو.. فيُهلِكُها التخبُّطُ والعَمَى
جبروتُ (أمريكا) يخافُكَ صيحَةً
ونِفاقُ (لندنَ) يقتفيكَ مُخَصِّمَا
كلُّ الحِساباتِ التي يخشونها
لاحَتْ.. وأخفقَ من بمَحوَكَ نَجَّمَا
لو أدركوا اليمنيَّ في إيمانِهِ
لرأوهُ فوق الطائراتِ مُحَوِّمَا
الدهرُ أودعَ في يديكَ شئونَهُ
والمستحيلُ معَ خُطاكَ تأقلَمَا
لَغَّمتَ حتى الجوَّ _ حيثُ غُرورهُمْ
وجعلتهُ للطائرات جهنَّما
نَفَدَتْ ذخائرهُمْ على أطفالنا
وسلاحُنا (قصرَ اليمامةِ) يَمَّمَا
الآنَ.. ودُّوا أنْ تعود حُدودهُم
وقطعتَ عهدًا.. أنْ تُعِيدَ (يَلَمْلَمَا)
فابعَث لـِ (مكَّةَ) أنَّ فتحكَ قادِمٌ
وبأنَّ وعدَ اللهِ جاءَ ليُحسَما
وبأنَّ مثلكَ إن أرادَ مُهِمَّةً
أنهَى.. وغيرُكَ إن أرادَ توهَّمَا
فقبائلُ الأنصار حنَّ حنينُها
كُلُّ بـِ(مُلصِيِّ) الحروبِ توسَّمَا
من (فرعِنا) اليمنيِّ أقبلَ زحفُنا
و(الشُرفةُ) ابتسَمت لهُ وتبسَّما
جاءتكِ يا قِمَمَ (السُديس) جبالُنا
طوبى لمن جئنا.. فتابَ وأسلَما
معنا يَرَى (الفوَّازُ) ما معنى اسمهُ
و (القَمعُ) يفتَتِحُ الطريقَ المُبهَما
نبدُو على (المخروق) يغدو وادِيًا
ومُعسكرُ (الرجلاءِ) يُصبحُ مطعما
(السَدُّ) مشتاقٌ لضمِّ سيولنا
وقبائلُ (الوادي) تتوقُ تكرُّما
فهُناكَ (وائِلةٌ) و (يامُ) حِزامُنا
ما خابَ من بالفرقدينِ تحزَّما
(همدانُ) فزعتُنا.. ومخزنُ بأسنا
حاشا لذاكَ البأس أنْ يتهشَّما
وإذا (المدينةُ) فتَّحتْ أبوابها
فالحجُّ من (نجران) باتَ مُحتَّما
يا من يُصلِّي زاحِفًا بسلاحهِ
حتى إذا أمسى بـِ(مكَّةَ).. سَلَّمَا
ناشدتُكَ احمِلني بصدركَ جُعبةً
إنْ شِئتَ.. أو خُذني فديتُكَ سُلَّمَا
يناير/2018
* الفرع - الشُرفة - السُديس - الفواز - القمع - المخروق - رجلاء - السد – الوادي، أسماء جبال ومناطق في نجران.
..
سيد النصر.. معاذ الجنيد
لأنَّكَ (نَصرُ اللهِ) للهِ تُنسَبُ
وسيفُكَ في سحْقِ الطُغاةِ مُجَرَّبُ
توَكَّلْ وخُضْهَا.. أنتَ أهلٌ لحسمها
وما للعِدا من بأسكَ اليوم مَهَربُ
شواهِدُ يومِ الفصلِ تبدو جَلِيَّةً
أرى النّصرَ غيثًا منكَ و(القُدس) تشربُ
توكَّلْ وخُضْهَا.. واحتسِبْنا صوارِمًا
تدُكُّ بِها رأسَ الأعادي وتضرِبُ
ومِنَّا (البراكينُ اليمانيَّةُ) التي
بإطلاقها.. كُلُّ الموازين تُقلَبُ
ستُنبِئكَ الأفعالُ في الأرض أنَّنا
لـِ(غزَّةَ) من جِيرانِ (غزَّةَ) أقربُ
لأنَّكَ (حزبُ الله) والله غالِبٌ
عدوُّكَ في كُلِّ الميادين يُغلَبُ
لقد أوقدوا الحربَ التي مُنذُ أُجِّلَتْ
وأنتَ لها صبرًا تُعِدُّ وترقُبُ
وإنَّ لـِ(إسرائيل) وعدًا بمحوها
وهَا هُمْ إلى استِعجالِهِ قد تسَبَّبُوا!
ودرسُ (ابنَ وِدٍّ) كانَ واللهِ كافيًا
ولولا العَمَى ما سِيقَ للموتِ (مَرحَبُ)!
هُمُ الآن يرتابونَ خوفًا.. وإنَّنا
بحربٍ لأجلِ (القُدسِ)؛ شوقًا نُرَحِّبُ
فهُمْ عَجَّلوا في (صفقة القرن) حتفَهُمْ
وهُمْ قَرَّبُوا يومَ اللِقَا فيكَ.. قَرَّبُوا
بما كسبَ الأعداءُ يأتي زوالَهُمْ
وتأتي أمانينا بما نحنُ نكسِبُ
إذا هَدَّدُوا بالقصفِ (لبنانَ).. فالتَفِتْ
لبُلدانهم مِنْ قصفنا وهِيَ تندُبُ
إذا كانَ حُبُّ الآخرين لَكُمْ هَوىً
فعند (اليمانِيِّينَ) حُبُّكَ مَذهَبُ
وأنتَ هُنا مَعَنا.. وفِينا.. وبيننا
رفيقٌ، حبيبٌ، سيِّدٌ، قائدٌ، أبُ
إليكَ (ابنُ بدرِ الدينِ) شوقًا يحُثُّنا..
وأنتَ إلى (ابنِ البدر) شوقًا تُرَغِّبُ
كَمَنْ شَدَّهُ القرآنُ للآلِ.. ثُمَّ إذْ
أتَى (الآلَ).. للقرآن شَدُّوا وحَبَّبُوا
فهذا إلى هذا يدُلُّ.. وذَا لِذَا
يُلَبِّي.. وفي (السِبطين) للناسِ مَطلَبُ
سقانا (الحسينُ البدرُ) حُبَّكَ في الصُبا..
وجاءَ (أبو جبريل) يُذكِي ويُلهِبُ
فزِدنا ارتِباطًا فيكَ.. زِدْنا تعَلُّقًا
وفي حبِّ (أهلِ البيت).. يحلو التَعَصُّبُ
توَلِّيهِ بالإيمانِ زَكَّى نفوسَنا
ومن يتولَّى (الآلَ) في (الآلِ) يُحسَبُ
توَلِّيكُمَا من كلِّ هَولٍ نجاتُنا
ودربُكما للمُستغِيثين مَرْكَبُ
لأنَّكَ (نصرُ الله) فِعلٌ مُضَارِعٌ
وما هُوَ توصِيفٌ أو اسمٌ مُرَكَّبُ
لأنَّكَ (نصرُ الله) والنّصرُ مِنحَةٌ
إلهيةٌ.. تُحظى بِها.. لا تُلَقَّبُ
لقد كَذَبَ الباغي مدى الدّهر.. إنما
بِنَعتِكَ بالإرهابِ.. ما كانَ يكذِبُ
يُصنِّفُكَ الأعداءُ أنَّكَ مُرهِبٌ
وندري.. ويدري اللهُ أنَّكَ مُرهِبُ
وتُعلِنُ (أمريكا) العقوباتِ حسرةً
ويُدمَى بِها الضرعُ الذي مِنهُ تحلُبُ
عقوباتُ ماذا؟ كيف؟ بالله دُلَّنا
وأبصارُهُمْ من ذُلِّها تتَقَلَّبُ
وماذا سوى الغيظِ الذي في صدورهم
لديكَ بِـ(أمريكا) و(لندنَ) مَكسَبُ؟
وأنتَ الذي إطلالةٌ منكَ سيدي
عِقابٌ جماعِيٌّ بِهِ كمْ تعذَّبُوا
إذا كنتَ قد زلزَلتَهُمْ مُتَبَسِّمًا
فأينَ سيهوي حِلفَهُمْ حينَ تغضَبُ؟!
فكمْ أنتَ يا سِبطَ النُبوَّةِ مُقلِقٌ
وكمْ أنتَ يا سيفَ الولايةِ مُرعِبُ!
رصيدُكَ في كلِّ القلوبِ محَبَّةٌ
وحُبُّكَ مهما حاصروا ليسَ يُحجَبُ
لئِن صارَتْ الدنيا (قُريشِيَّةَ) الجَفا
فأنتَ لنا يا سيَّدَ النَصرِ (يثرِبُ)
وقفتَ كَمن يسعى لصرفِ عدونا
إليهِ.. لتَخفيفِ المُعاناةِ يَجلِبُ
وترغبُ لو كُلِّفتَ عنَّا بحربهِمْ
ومن ذا لهذا الحِمل غيرُكَ يرغبُ؟
تُناصِرُ شعبي.. مُدرِكًا.. غيرَ آبِهٍ
بسيلِ العداواتِ التي سوفَ تُنصَبُ
كفانا اعتِزازًا أنْ نراكَ بصفِّنا
وباقي الورى دعْهم يخوضوا ويلعبوا
لَعَمرُكَ دعهُمْ يعمهونَ بغيِّهِمْ
وصَوِّب فإنَّ الله عنكَ يُصَوِّبُ
وراهِن بشعبي واثِقًا أنَّ بيننا
وبينكَ تَلٌّ.. إن بَدَوْنَا.. يُذَوَّبُ
متى رَمَشَ (ابنُ البدرِ) جئنا قبائلًا
على يدها تأتي المنايا وتذهبُ
تُلبِّيكَ يا نبضَ القلوبِ.. قلوبُنا
ويأتيكَ مَنْ مِنْ فرطِ حُبِّكَ أعشبُوا
تُلبِّيكَ نصلاتُ (الجنابِي) بِـ(بَرعَةٍ)
ونحنُ أُناسٌ ساعةَ الحرب نُطرَبُ
وفاءُ (اليمانِيِّين) أسمَى خِصالهم
وفاءٌ كريمُ الفرعِ والأصلِ طَيِّبُ
أحاولُ أنْ أرقى لوصفكَ جاهِدًا
وأدري بهذا البحر أنِّي سأتعبُ
وهل أرتقي مِعشارَ ما أنتَ أهلهُ؟
وفيكَ حروفي تستحي وهِيَ تُكتَبُ
تكادُ القوافي تَمَّحِي مِنْ سطورها
وشِعريَ مِنْ فرطِ الحَيَا يتَصَبَّبُ
عليكَ سلامُ الله يا نصرَهُ الذي
يلوحُ لشعبي كُلَّما قامَ يخطُبُ
بنورِكَ تستهدي الشعوبُ خلاصها
كأنَّكَ للرحمن في الأرض.. مَكتَبُ
29 / يونيو / 2018م
* نقلا عن : المسيرة نت
في الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2023 08:02:43 م