ملحمية صبح الحسين
جميل الكامل
جميل الكامل



سيرة ذاتية شعرية لصبح الحسين البدر... من فجر العصر ...إلى ضحى النصر


طلوع الفجر محتشدًا يقينا
وممتلئ السنا عزما ولينا

ومنتفضا كأعظم مستقلٍّ
ومتئدًا كمن يسري الهوينا

بشوق الساهرين إلى سناه
وإنعاش الدنا روحا وطينا

بغربته ومقدمه ابتداءًا
وحيدا ،داميا، شفقا حزينا

بماأفضي إليه وقد تجلى
وفي أفعال ريح صَبَاهُ فينا

طلوع الفجر من كل النواحي
يذود الليل ذكرني (حسينا)

وذكرني ب(عبد الله) حرا
وزيدا ،والرعيل الأولينا

بآخر فجر حقٍ للبرايا
تفتق عنه أفق الصادقينا

وقد طال الدجى بالناس حتى
- سدىً - ظنوا بفجرهمِ الظنونا

وكان البدر أول من رآه
فبشر إذ رآه المؤمنينا

بمشهودٍ من القرآن يتلى
تفرقد منه للدنيا قرينا

قريناً رتل القرآن ليلا
ففرقد آيه فجرا مبينا

طلوع الفجر ذكرني شمالا
بأعلام الهدى أضحى يمينا

ومحتدما سيغدوا ذات يومٍ
منارا للورى دنيا ودينا

وذكرني بمن خاضوا المنايا
وأذهل عزم بأسهمو المنونا

فشقوا الصبح من رحم الليالي
وقسرا أخرجوه لنا جنينا

سنًا غضاً تبرعم في أكُفٍّ
يُنازعها عليه المطفؤونا

وذكرني دجاً من كل صوبٍ
أحاط بخيط فجر المهتدينا

وهم يرعون خيط الضوء هذا
كأعظم - نحن - ما نرعى البنينا

وهبوا حاملين سنا هداهم
برغم عظيم يأس اليائسينا

به يمضون من أفقٍ لأفقٍ
إلى...(ياليت قومي يعلمون)

ومن أفق الشهادة لاح فجر
أتى من صدق من يستشهدونا

ويطوِي ضوءه الآفاق طيًّا
على آثار من لا يُقتَلُونا

على أكتاف من سَلِمُوا وعادوا
وينتظرون حتى يلحقونا

وهم متوكؤون على هداهم
على مولاهمو متوكلونا

أحالوا الحزن في دمهم وقودا
برغم جحود من لا يحزنونا

مضوا والناس..نصفهمو نياما
ونصف في الدياجي تائهونا

فما عبؤوا بمن خذلوا سراهم
ولا بالحاقدين المبغضينا

طلوع الفجر ذكرني أساهم
ومحنتهم ولم يجدوا معينا

وذكرني جهادهمو سنينًا
وجهدهمو وغربتهم سنينا

بمن كسروا المحال هدىً ووعياً
بكل خطوبهم لا يعبهونا

لإنقاذ الحياة قد استعدوا
ولو ضحوا بكل المنقذينا

طلوع الفجر ذكرني هداهم
وصبرهمو على المستهزئينا

وذكرني ب(نوح العصر) يبني
سفينته لِيُنج المؤمنينا

بأهدى منقذٍ للناس طُرًّا
وهم من حوله يتآمرونا

بأعظم صائغٍ بالوحي حلاً
لقومٍ يلصقون به الجنونا

وذكرني بمن ضحوا ،وضحوا
ففاقوا تضحيات الباذلينا

وذكرني احمرار الأفق...رتلا
من الشهداء خير الخالدينا

ومن سفكت دماءهمو فعادت
لنا شفقا يذوبنا حنينا

لتشرق بعد في الأفاق ضوءا
وفجرا هاديا للمبصرينا

ليشرق منه صبح الحق...صبحا
يعم الخلق طرا أجمعينا

ولو قارنتهم بالصبح فاقوا
يقين سناه مُحتَشِدًا.. يقينا

وفاق ضياء منهجهم ضياءاً
ونورا في قلوب المصبحينا

فيا مران عن أبهى صباحٍ
سيسني الأرض يوما أخبرينا

وعن آلام مقدمه فقصي
مخاض الضوء للمستهترينا

وحثي للسرى الأقدام حثي
أعيدي همة المتثاقلينا

وردي كل من لم يستنيروا
وحادوا عن طريق الثائرينا

تناسوا كل من ضحوا وراحوا
وقد تركوا المنازل والبنينا

بأقوال الهداة فذكريهم
وما عانا ولاقى السابقونا

لينتفضوا حياءا من دماء
بفضل الباذلين لها بقينا

غدوا فخرا لنا ..وإذا نكصنا
سنغدوا سبةً في من يلينا

على ظلم الورى ثاروا وحاشا
سنقبل في سرانا الظالمينا

وإن خطبوا وإن صلوا وصاموا
وإن صرخوا مع من يصرخونا

فإنا في غنًا عنهم وإنا
سَنُنصَرُ كلما لم ينصُرُونا

فهم والله أعظم ما رزئنا
واعظم مابه يوما بلينا

ولولا ظلمهم لولا دجاهم
وإخوان لهم مستنفعونا

ومن تَخَذُوا النفاق لهم مجالا
ومن مردوا ولولا المرجفونا

لكنا قد بلغنا في سرانا
وجاوزنا المراحل مصبحينا

ورغمهمو سنقطع كل درب
ونقطعهم كقطع (الغرغرينا)

فلا صلةً لهم بالحق مهما
ادعوا صلةً ولاعهدا ودينا

لهم يومٌ سيأتي فاطمئنوا
سيفرغ بأسنا للمفسدينا

لسوسٍ ينخرون بلا حياءٍ
مداميك الهداة الصالحينا

سنبدأ بالعدى ومتى فرغنا
سنأتي بعد للمتسترينا

وإن شئتم فقولوا قد أتينا
فهم في عيننا كالمعتدينا

ولا نسباً يقي أحدا وحتى
لو ان الظالمين بني أبينا

ونعلن من هنا أنَّا براءٌ
من الظُّلَام مهما جاملونا

ومن درب المسيرة هم جهارا
نهارا ماحيينا طالقونا

وياصبحا ترعرع في دمانا
ومن إيماننا رضع اليقينا

ألا قل للدنيا أنا ملاذا
بوعد الله للمستضعفينا

غدا سينفس الرحمن كرب الـ
ـبرية من هنا مهما ابتُلِينا

فكيف تُرى سيطفئنا بقايا
بقايا المطفئين الهالكينا

وقل يا صبح للأعداء طرا
لمن ذهبوا...، وقل للذاهبينا

وقل للمنكرين الضوء بغضا،
وقل للعمي، للمستكبرينا

لمن فاقت خصومتهم فجورا
مدى التأريخ كل الفاجرينا

أردتم محو منهج آل طه
بقتلكمو الهداة المهتدينا

أردتم وأد فجر حسين.. هذا
صباح حسين عم العالمينا

أردتم محونا هاقد سطعنا
سطوع الشمس رغم الحاقدينا

ملئنا الأرض إشراقاً ،وأنتم
حيارى في دجاكم حائرونا

بفضل الله لانحصي ثناءا
عليه ونهج خير المرسلينا

ونهج العترة الغراء نهجا
مبينا حصَّنَ الذكر المبينا


بحنكة قائدٍ أسنَا الدياجي
وبدد كل ليل المظلمينا

أُعِدَّ لكي يقود الشعب غيثا
به من موت جدبكمو حيينا

تولَّى أمرنا عَلَماً حكيما
على عظمى مكاسبنا أمينا

بنور سديد حكمته بلغنا
بفضل الله مالم تبلغونا

مضينا خلفه حتى كأنا
بلغنا في محبته اليقينا

فزيدوا بغضكم نزداد حبا
له..حبا به نزداد دينا

وزيدوا حقدكم ماذا صنعتم
ألستم كلما زدتم قوينا

فكم حاربتمونا وانكسرتم
لِنُنصَر كلما حاربتمونا

وكَلَّا ماخضعنا مذ خلقنا
وحاشا أن نذل ونستكينا

غدا ستُذَكَّرُون بما جنيتم
إذا جئنا غدا وتُحاسَبُونا

صببتم فوقنا النيران صبًا
وجئتم بالجيوش مدججينا

قصفتم ظالمين بغير ذنبٍ
بيوت مواطنينا الآمنينا

وما استثنت (طوائركم) عزاءا،
ولافرحا ،ولاحجرا ،وطينا

قتلتم في الضحى الأطفال عمدا
وأفزعتم ويتمتم بنينا

وأثكلتم وأحزنتم أياما
صبرنَ ولم يبنَّ لكم أنينا

جمعتم كل حزب الشر حلفا
وحالفتم علينا الكافرينا

وفقتم في الجرائم كل جرم
مدى الدنيا جناه المجرمونا

وزورتم وزيفتم وقلتم
مجوسا قلتمو فرسا علينا

وكم قلتم وكم كنتم وظلما
عن الإسلام قد أخرجتمونا

ونعلم نحن ،والدنيا ،وأنتم
بأنكمو علينا تكذبونا

ويأبى الله إلا أن تذلوا
ويخزي الله كيد الخائنينا

فكيف حوت صدوركمو وعشتم
علينا حقدكم هذا الدفينا

بذلتم في عدانا ما استطعتم
وما زلتم جهارا تبذلونا

ومازلتم بكل دجاً عقيم
لنهزم ،أونهادن توغلونا

ومازلنا ورغما عن دجاكم
بمنهجنا أباةً صامدينا

ورغم سعاركم رغم المآسي
ورغم المرجفين الخانعينا

وكون الأرض في جهةٍ علينا
ففي الأخرى وقفنا ثابتينا

شددنا الأرض كالشم الرواسي
ولازلنا عليها شامخينا

أرانا الله قدرته عليكم
وكان لنا لنغلبكم معينا

وسوف يريكم الجبار منا
قريبا كل مالا تعلمونا

ألا ياكاتب التأريخ أنَّا
ستروي ماترى للقادمينا

تضيق لغات كل الأرض عن أن
تسطر جرم مافعلوه فينا

وتعجز عن صياغة كل مكر
به كم حاولوا أن يفسدونا

وتعجز أن تسطر حزن شعبٍ
قضى الأطفال فيه محاصرينا

فكيف سيكتب التأريخ...جرما
يفوق مداه وصف الواصفينا

ألا ياكاتب التأريخ مهلا
يفوق مدى أسانا الناظرينا

وقف كالأرض مذهولا ودعنا
فنحن غداً سنروي مالقينا

ظلامتنا تفوق الأرض حجما
تفوق أساً حدود الكاتبينا

سنرويها غدا للأرض..صدقا
وعدلا كلما منها ارتوينا

سننقشها ونحن نجوس ثأرا
ديار المجرمين الظالمينا

وأنَّا ماحيينا سوف ننسى
ونترك ماجناه المعتدونا

وإنا الغالبون غدا وإنا
على غزو الغزاة لقادرونا

وإنَّا قد نذرنا أن نوفي الـ
ـعدى ماقدموه ولو فنينا

(وإن غدا لناظره قريب)
فلا يستبطئ المستعجلونا

ظلامتنا وحتى لو قضينا
سنكتبها ويرويها بنينا

وقد عدنا وعزة من برانا
وصب خلاصة الإيمان فينا

سنأخذ ثأرنا منهم قريبا
وحاشا الله يحنثنا يمينا

ونخرِج من ثرانا كل غازٍ
ويخزي الله جيش الغاصبينا

فلا لوم علينا قد أتاكم
وحذركم سرانا المنذرونا

سنجعل منكمو إن لم تؤوبوا
مثالا للغزاة الهالكينا

لوعد الله فانتظروا ...وإنا
لوعد الله قد ذبنا حنينا

وأعددنا ليوم الوعد مالا
ولم يخطر ببال المعتدينا

ستأتيكم كتائب لم تروها
وحين ترونها فستؤمنونا

ليوم لامفر ولامناص
منه أعدها المستبصرونا

إذا قاموا إلى أمرٍ عظيمٍ
بغير حصوله لايرجعونا

على حبِّ الشهادة قد تربوا
إليها في الوغى يتسابقونا

وسوف ترون بأسا أي بأسٍ
يعرفكم بمن لا تعرفونا

ألا حربا بحربٍ فاستعدوا
بدأنا في قضاء الدائنينا

نسوا أن الحروب بكل عصرٍ
سجالا بيد أنا مانسينا

فأوبوا ياشراذم من تبقى
بمن عبثا بهم قد جئتمونا

نثرنا نصف عدتكم هباءاً
وسلم نصفها المستسلمونا

كأنكمو بها جئتم إلينا
ولا شكرا لكم لتسلحونا

وذادكمو بها الأبطال ذودا
وردكمو الرجال المؤمنونا

كذودكم النياق سداً ركضتم
ولكن نحن كنا الذائدينا

كسرنا كبركم بصمود شعبٍ
غدا مثلا لكل الصامدينا

وخضنا الحرب حتى فر رعبا
من إقدامنا من لم يرونا

ومرغنا أنوفكمو إلى أن
رميتم في الشواهق هاربينا

رأيتم كيف سقناكم ودسنا
غروركمو وأنتم تبصرونا

وكيف قعدتمو من بعد رعبا
وسقتم بالسدى المسأجرينا

وأبصرتم عيانا كيف أنَّا
طحنا من أتوا منهم طحينا

وأطعمنا السباع النصف منهم
وسقنا النصف أسرى راكعينا

فكفوا حربكم عنا وإلا
ستبقوا مابقيتم خائفينا

وأوبوا سالمين بمن تبقى
ممن لم يعودوا سالمينا

فهم قتلى وهم أحياء خوفا
من أبطالنا المستبسلينا

ومن بأسٍ أحالكمو غبارا
ومن صرخات من لا يفترونا

فأوبوا سالمين ولو مجازاءا
وأنتم خاسرون ونادمونا

أعيدوا كل مبنى واستعدوا
لتعويض الورى المتضررينا

لكل شروطنا من دون قيدٍ
وأنتم مذعنون ومرغمونا

وخروا سجدا لله شكرا
وقبل سجودكم ذلا وهونا

فإنا قبلكم ندري بما قد
نويتم ثم ماقد تفعلونا

وندري أن كبركمو سيملي
عليكم أن تكونوا رافضينا

فقد طمست بصائركم ذنوبا
وإن الظلم يعمي الظالمينا

وندري كيف يوم غدٍ سنأتي
بكم لتفاوضونا خاضعينا

عليكم دارت الأيام حتى
غدا والله أشرفكم مهينا
فعودوا واغنموا أنا قبلنا
انسحابكمو وأنتم صاغرونا

وفيما مرَّ مما قد رأيتم
(لآياتٍ لقومٍ يوقنونا)

(وإن جهنمَ..) الـ زدنا لظاها
لظىً(..لمحيطة بالكافرين)

١/جماد الثاني/١٤٤٤

#إتحاد_الشعراء_والمنشدين

 
في الثلاثاء 03 يناير-كانون الثاني 2023 08:26:20 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=6765