|
كمواطن يمني له حق الحديث وإبداء الرأي، يؤسفني أن أقول للحكومة إنني لست راضياً بهذا الوضع أبداً، وليس هناك شك في أن 30 مليون يمني يتفقون معي بهذا الخصوص.
هذه حقيقة لا يمكن تغييرها أو إنكارها.. لا أحد يشعر بالرضا تجاه هذا الوضع المزري الذي لم يرحم أحداً.
هذه الأيام أصبح الشعور بالرضا مقتصراً على أصحاب المعالي وحاشيتهم المقربة، أولئك وحدهم من يشعرون بالرضا والارتياح والاطمئنان.
مثلاً، ذلك الذي التقط صورة لرئيس الحكومة وبعض المسؤولين وهم يستعرضون بالمكانس في أيديهم، أنا متأكد أنه كان يشعر بالرضا لدرجة أنه التقط صورة عبيطة كتلك، ثم نشرها وحاول أن يشرح للناس مدى إخلاص رئيس الحكومة ورفاقه المسؤولين إنهم يتصورون بالمكانس وفوق رصيف يلمع من النظافة، طبعاً بعد أن كنس الرصيف عامل نظافة مسكين.. يا لهذه العظمة..!
أما بعض المقربين والمتمسحين فمستعد أن يقسم الأيمان المغلظة بأننا نعيش وضعاً أحسن من الجنة نفسها، وأن حكومتنا المخلصة تبذل جهوداً لم يبذلها جن سليمان، والويل لمن يحاول أن ينكر أننا في الفردوس الأعلى.
هؤلاء يرون أن الوضع “تمام التمام”، وقد لا يكونون منافقين بالضرورة، ولكن لأنهم يعيشون مرتاحين بلا هموم ومنغصات وضغوط مادية، فإن هذه الحياة الرائعة أعمتهم عن رؤية الحقيقة.
الجوع في كل مكان، والفساد منتشر، والقرارات العوجاء لا تتوقف، وهناك تقصير كبير من جانب الحكومة، والوضع “مش تمام” أبداً.
هذه هي الحقيقة التي يصرون على عدم رؤيتها.
المهم ما علينا.. هذه كانت فضفضة، ولكي لا تزعل الحكومة الموقرة فأنا أعدها بأنني لن أطلب شيئاً لنفسي في هذا المقال.
لا تعيروني أي أهمية، بل لا تعيروا هذا الكون أي أهمية، ولنتحدث قليلاً عن أسر الشهداء، فوالله لا يوجد ما هو أهم وأعظم وأجل من أسر سادة البذل والعطاء والتضحية.
حكومتنا الموقرة.. إذا كنتِ محملة مسؤولية الشعب مرة، فأنتِ محملة مسؤولية أسر الشهداء ألف مرة.
الشهيد بذل أغلى ما لديه، وقدم روحه رخيصة من أجلنا، وذهب تاركاً خلفه أسرة كان يعتني بها ويوفر لها قوت يومها.
هل من الطبيعي أن نشاهد الكثير من أسر الشهداء يعانون من الفقر؟
والله إنه شيء مؤسف ومحرج بشكل لا يوصف.
طبعاً، أنا لا أنكر الجهود التي تبذلها مؤسسة الشهداء، ولكنني أطالب ببذل مزيد من الجهود.
يعني يجب ألا نظن أن تلك الرعاية البسيطة أو ذلك المبلغ الرمزي كاف وواف في حقهم، فكلنا نعلم أن الراتب المتوسط عندنا لا يكفي لمنح حياة كريمة.
نظرتنا يجب أن تكون أبعد من الراتب الشهري والسلة الغذائية.
مثلاً، لماذا لا تكون هناك مشاريع تسكينية لأسر الشهداء التي تسكن بالإيجار؟
تضمن مستقبلهم وتريحهم من هم الإيجار على الأقل.
هذا شيء بالإمكان وليس مستحيلاً، لو تتعاون الهيئة العامة للزكاة مع مؤسسة الشهداء لإنشاء حتى عمارة واحدة في العام لكان شيئاً جيداً، ومع الأيام سنجد أننا صنعنا إنجازاً لزوجات وأطفال الشهداء.
ألا نستطيع أن نمنح عائلته شقة صغيرة وقد منحَنا روحه ودمه؟
نريد مشاريع كهذه، مشاريع تضمن حياة كريمة في المستقبل لأطفال الشهداء.
هم أمانة الشهداء لنا، وإذا فرطنا في هذه الأمانة، فوالله لا نستحق الحياة.
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2023 07:38:12 م