مالكم كيف تحكمون ؟!!
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس
أتعجب كثيرا من منطق وطرح البعض حول ما آلت إليه الفتنة العفاشية في البلاد ، حيث يبالغ هؤلاء في انتقادهم واستهجانهم لمصير علي عفاش ويهاجمون أنصار الله ويرون في ذلك كارثة عظمى نزلت على البلاد والعباد ، متجاهلين الحقيقة المرة التي لا يمكن لأحد إنكارها والتي تقول بأن عفاش هو من ساق نفسه لهذه النهاية المخزية والمذلة ، وأنه بخطابه الفرعوني الاستعلائي الفتنوي الذي دعا فيه لإشعال حرب أهلية في البلاد قد تجرد من كل القيم والمبادئ والأخلاق .

وهنا أتساءل لو أن فتنته التي أشعلها ، لم توأد بسرعة ، وحظيت بحاضنة شعبية وجماهيرية واسعة في كل المحافظات والمديريات ، يا ترى ما هو الوضع الذي كنا قد وصلنا إليه ؟! 

شاهدنا الخراب والدمار والضحايا الذين سقطوا داخل أحياء من العاصمة ، وشعرنا بالذهول والحسرة لحجم الخراب والضرر الذي حصل خلال ثلاثة أيام ، وشاهدنا الحقد الدفين الذي أفرزه ونفثه أولئك الحمقى من عبيد طارق عفاش وعمه الذين استأسدوا على منازل المواطنين واستباحوا ممتلكاتهم ، أحرقوا السيارات التي تحمل شعارات المولد النبوي ، ونصبوا نقاط التفتيش لاستهداف أنصار الله ، ونزعوا صور الشهداء ، وشعارات الصرخة ، وعبثوا بالممتلكات العامة والخاصة ، ووزعوا تهديداتهم ووعيدهم على الأهالي بالقتل والسحل والتنكيل ، ومن داخل جامع الصالح هتفوا ظهيرة الجمعة المشئومة (لا حوثي بعد اليوم ) ، كنتاج لعمليات تحريض وتأليب قامت بها قناة الفتنة (اليمن اليوم ) التي كانت رأس الحربة في إشعال هذه الفتنة وتأجيجها بخطابها التحريضي الفتنوي الفوضوي المقيت ، كل ذلك تم والوضع لا يزال تحت السيطرة ولكن الله أعمى أبصارهم وبصائرهم ، ولم يرعووا ولم يتعاملوا مع دعوة السيد القائد بمسؤولية ، وظنوا بأن خطابه المتزن ودعوته الصادقة الحريصة على حقن الدماء والحفاظ على الجبهة الداخلية ، دليل ضعف وإعلان مسبق للهزيمة .

كل ذلك تم وبعد وأد الفتنة تعامل المنتصرون بأخلاقهم المعهودة ،ولم يقابلوا الإساءة بمثلها ، ومع ذلك ما يزالون يتلقون الاتهامات والإساءات وكأنهم من أشعلوا الفتنة ، يتحدثون اليوم عن تصفيات وإعدامات لقيادات مؤتمرية وهم يعرفون بأنهم يكذبون ويدلسون ولا وجود لمثل هذه الأحداث إلا في مخيلاتهم المشبعة بالعفونة والدجل ، هاتوا لنا أسماء وصور من أعدموا أيها السفلة ، أما كفاكم كذبا ودجلا وافتراء ؟!

 والله لو أنكم من انتصرتم لكان الوضع دمويا ولكان المشهد داعشيا ، ولكانت الفوضى وأعمال والسلب والنهب عارمة ، ولكن الله لطف بهذا الشعب وكتب السلامة ، شاهدناكم كيف خرجتم كالوحوش المفترسة لقطع الطرقات ونشر الفوضى في البلاد تنفيذا لتوجيهات زعيمكم ، فماذا كنتم تتوقعون أن يكون الرد على هذه الحماقات ؟! .

لماذا لا توجهوا اللوم والعتب لمن أشعل الفتنة ودعا إليها ؟! ألم يكن يستطيع أنصار الله قتل عفاش أثناء فترة تواجده في صنعاء ويحملوا قوى العدوان مسؤولية ذلك ؟! بالتأكيد كان بإمكانهم ذلك ولكن ثقافة الغدر والقتل ليست في قاموسهم ، فلماذا كل هذا العويل والتباكي على مقتل عفاش ، في الوقت الذي تغفلون فيه عن مئات الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة فتنته ؟! أهم نعاج ؟! ما لكم كيف تحكمون ؟!

 والله إن ألطاف الله هي من عجلت بمقتل عفاش ، لتخمد الفتنة ويتوقف نزيف الدم ونخرج منها بأقل الخسائر والأضرار ، صدقوني كانت أعداد القتلى ستكون بمئات الآلاف ، كون الجهل والغباء ملازما للكثير من عبدة الأصنام البشرية .

بالمختصر المفيد، صفحة عفاش يجب أن تطوى ونفتح صفحة جديدة ولا داعٍ لأن يذرف البعض دموع التماسيح ، ويحولون الجلاد إلى ضحية والضحية إلى جلاد ، نحن في زمن كشف الحقائق ولم يعد من مجال للزيف والخداع والتدليس والكذب على اليمنيين ، الوطن هو الباقي إلى أن يشاء الله والأشخاص إلى زوال ، وعلى الجميع النأي بأنفسهم عن التحريض والتأزيم والتأجيج ، الوطن يدعونا لفتح صفحة جديدة والتفرغ لمواجهة العدوان والمضي في معركة النفس الطويل حتى يتحقق النصر المؤزر بإذن الله ، المرحلة لم تعد تحتمل المزيد من الحماقات والمكايدات والمراوغات ، المصداقية والشفافية مطلوبة كي تبحر سفينة الوطن إلى شاطئ الأمان .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

في الإثنين 11 ديسمبر-كانون الأول 2017 06:02:50 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=720