|
اليوم فلسطين أفضل مما كانت، والفلسطينيون أقوى، وحظوظهم أفضل، بعد أن تخلصوا من عبء المواقف الغامضة لصهاينة العرب؛ فلا أسوأ من عدو يدعي أنه صديق، وكل الأنظمة التي أدانت الضحية الذي يدافع عن نفسه وبلده إنما أثبتوا كم هم منبطحون وفاقدون للشرف والإنسانية، ولن يؤثروا في الشعب الفلسطيني ولا في صوابية موقفه.
لم يدهشنا أبدا موقف الأنظمة المخزي، ونعلم جيدا أن موقف الشعوب التي تتعرض للقمع من قبل هذه الأنظمة لن يلبث أن ينقلب إلى غضب ليمحو عار الخيانة والانبطاح، وهي مسألة وقت فقط، وبمجرد أن تأتي الفرصة المناسبة فسنجد هذه الشعوب تتحرك مهما كانت الاحتياطات وقوة القمع التي تعول عليها هذه الأنظمة اللعينة، فهي من ضعف إلى ضعف أكثر.
كل من قرأ التاريخ يعرف أن النصر حليف المستضعفين الذين لا يتركون حقهم يضيع. ونحن نرى موقف الشعب الفلسطيني الحر في مواجهة أخطر وأكبر آلة قمع في التاريخ، رغم مرور أكثر من سبعين عاما على الاحتلال. ونعرف جيدا أن أنظمة الخيانة العربية لن تكون أقوى ولا أخطر من العدو الصهيوني، وأنه رغم مرور كل هذا الزمن فما تزال القدس والقضية الفلسطينية أهم القضايا التي تشغل بال وضمير أحرار هذه الأمة العصية على الزوال.
لولا الخيانة لكان الأمر حُسم منذ البداية، وها نحن نتخلص منها، وبات الفلسطيني يعرف جيدا من تسبب في مأساته، ويعرف سبب ضعفه ونكبته. ولو أردنا الدقة أكثر لقلنا إن الثورة بدأت توا، وأن النصر أقرب من أي وقت مضى، بعد أن اتضحت الصورة أكثر، ولن نلبث كثيرا حتى نرى مدى ضعف وهوان الاحتلال وعملائه، ومدى قوة الحق الواضح للشعوب التي متى ما قالت كلمتها فلن يقف شيء في مواجهتها، فقد مكر الشياطين والسفهاء وبذلوا كل ما في جعبتهم، وبقي أن تقول الشعوب المظلومة كلمتها، والله معنا.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأحد 12 فبراير-شباط 2023 12:25:00 ص