|
ليس بمستغرب أن تغيب قضية القدس عن خطبتي الجمعة في الحرمين المكي والنبوي ، رغم الضجة الكبيرة التي يشهدها العالم بأسره احتجاجا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، فالسديس وأمثاله من الحاخامات الوهابية السعودية مشفرون على مزاج بلاط الديوان الملكي والبلاط الأميري ، يصدرون الفتاوى ويطلقون التصريحات ويسجلون المواقف التي تخدم سلمان ونجله المهفوف وتتماشى مع سياستهم .
العالم كله يتضامن مع القدس وآل سعود يبحثون عن التطبيع والإندماج معهم ، ولا غرابة فجدهم المؤسس هو أول من وافق على توطين اليهود (المساكين) على حد وصفه في فلسطين كعربون لليهودة التي كانت تربطه بالبريطانيين ، بالله عليكم هل يعقل أن تغيب القدس عن خطبة الحرمين الشريفين ، في الوقت الذي يقف فيه الرئيس الكوري الشمالي مدافعاً عن القدس معلقاً على قرار ترامب بالقول (لا يوجد دولة إسمها إسرائيل حتى تكون القدس عاصمة لها ) ، هذا الموقف العظيم صدر من شخص غير عربي وغير مسلم ، في الوقت الذي يرسل ملك البحرين حمد بن خليفة آل ثاني العربي المسلم بوفد بحريني لزيارة إسرائيل تحت مسمى نشر ثقافة التسامح، حيث تأتي تلكم الزيارة في ظل حالة الغضب والغليان التي تجتاح المنطقة والعالم جراء القرار الأمريكي العنصري بشأن القدس .
لم تخرج أي مظاهرة في أي دولة خليجية لدعم القدس وللتنديد بقرار ترامب ، نتيجة السياسة القمعية التسلطية للأنظمة الخليجية التي تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل وتربطها بها علاقات ومصالح متبادلة، ولا غرابة أن نعلم أن هذا القرار لم يتخذ إلا بعد مشاورات ومباحثات مع هذه الأنظمة ،أفضت لموافقتها وتأييدها غير المعلن عليه، حيث يعكف محمد بن سلمان ومحمد بن زايد وحمد بن خليفة على محاولة إقناع الفلسطينيين بالقبول بحل الدولتين وتقسيم القدس إلى غربية وشرقية بحيث يتسنى لهم تمرير قرار مولاهم وخليفتهم ترامب والذي يصر على أن القدس عاصمة لإسرائيل في تحد واضح ، ما كان له أن يكون لولا الخيانة والعمالة العربية التي يتزعمها ملوك وأمراء قرن الشيطان اللعين وبعران الإمارات .
ينشغل السعوديون بالمكرمة الملكية الجديدة والثانية التي تفضل بها عليهم سلمان ونجله المهفوف ، فبعد مكرمتهم التاريخية بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات ، ها هو الكرم السعودي يتواصل بالموافقة هذه المرة على السماح بفتح دور السينما أمام الشباب السعودي بعد سنوات من المنع ، حيث تطغى هذه الأخبار على أخبار القدس في وسائل الإعلام السعودية التي تحاول جاهدة عدم إغضاب الصهاينة وعدم جرح مشاعرهم وتسعى حريصة نحو التودد لهم وتخفيف الضغط الإعلامي عليهم ، وحرف الأنظار عن الإنتفاضة المقدسية القائمة على خلفية قرار ترامب بشأن القدس.
يحدث ذلك في بلاد ما يسمى بخادم الحرمين الشريفين ، هذا المسمى وهذا اللقب الذي لا يخلو من الخيانة والتآمر على القدس ، حيث يكرس لدى الرأي العام العالمي بأن المقدسات المشرفة تقتصر على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة ، أما القدس فهو من المسائل الثانوية التي هي محط نقاش وتفاوض وأخذ ورد بشأنه ، هذه الثقافة وهذا التوجه اليهودي الوهابي الذي يمثل اليوم مصدر خطورة ليس على القدس الشريف والمقدسات الإسلامية فحسب ، وإنما على الإسلام برمته ، هذا الفكر الذي أمات في الأمة روحانية وقداسة ارتباطها بمقدساتها وجعل منها عبارة عن مواقع للسياحة ومشاريع للاستثمار ، ومنطلقات لنشر الفتن وإذكاء الصراعات وحيك المؤامرات على شعوب وأنظمة المنطقة العربية ، ومنابر لتمجيد الظلمة والطغاة والجبابرة والغزاة والمحتلين والمستكبرين والمستبدين ، وشرعنة قتل المسلمين وتدمير الدول العربية والإسلامية .
بالمختصر المفيد آل سعود هم قرن الشيطان ،ونبتتهم وجذورهم اليهودية تجعلهم يتخندقون مع أبناء عمومتهم الصهاينة ضد فلسطين والفلسطينيين وضد القدس الشريف ، لذا لا نتوقع منهم نصرة للقدس ولا غيرة عليه ، لأنهم أحقر وأجبن من أن يقوموا بذلك ، فخطرهم على الإسلام والمسلمين لا يقل عن خطر الصهاينة .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
في الجمعة 15 ديسمبر-كانون الأول 2017 06:55:46 م