|
القرن الثاني عشر الهجري:
المرتضى صنوُ النبي محمدٍ
للشاعر سعيد بن محمد الفقيه السمحي
[الكامل]
المرتضى صنوُ النبيِّ محمدٍ
وحسامهُ الماضي على الحدَثَانِ
فاروقُ ما بين الضَّلالةِ والهدى
ومُبيْنُ كل مؤيَّدِ البرهانِ
إذْ ليسَ مَنْ أخذَ اسْمَهُ وزها بهِ
بين البرايا قارئُ القرآنِ
ومدينةُ العلمِ الذي هو بابُها
تمتازُ منهُ حقائقُ الإيمانِ
مَنْ يقتبسْ نورَ الشريعةِ والهدى
منهُ فقد أوفى على رضوانِ
اللهُ ألبسهُ الخلافةَ راكعًا
وكساهُ منها سابغَ الأردانِ
(التحفة العلوية) للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني( )
[الرمَل]
تحفةٌ تُهدى لمن يهوى عليا
مَنْ رقى شأوًا من المجدِ عليــــا
وتحيي كل حيٍّ صادقٍ
قلبهُ مغرىً بمن حلَّ (الغريـــا)
وتنادي كل نادٍ حافلٍ
بلسان ينشر المسك ذكـــــــــيـا
لم يكنْ من مسك (دارين) وقد
ملأ الدارين عرفًا معنويـــا
ضمخوا أسماعكم من نشره
وارشفوا كأسًا من النظم رويـــا
يا إمامًا سبق الخلق إلى
طاعةِ المختارِ مُذْ كان صبــــــيـا
باذلًا للنفس فيما يرتضي
سيد الرسل صباحًا وعشـــــــــيـا
فرقى في مكة أكتافه
فغدت أصنامهم منه جثـــيـا
كاد أن يلمس أفلاك السما
ويلاقى كفه كف الثريا
وفداه ليلة همت به
فتية تابعت الشيخ الغـــويا
بات في مضجعه حين سرى
يا بروحي ساريًا كان سريـــــــا
خاب ما راموا وهب المرتضى
ونجا المختار يطوي البيد طيا
والأمانات إلى أربابها
عنه أداها ووافاه بريــــا
كان سهمًا نافذًا حيث مضى
وعلى الأعداء سيفًا مشرفيـــــــا
مَنْ بـ(بدرٍ) فلق الهام وقد
هام في الشقوة من كان شقيــــــا
وبـ(أُحْدٍ) حين شبت نارها
فتية كانت بها أولى صليـــــا
و(ابنُ وُدٍّ) ومن ترى قد تره
وهو ليث كان في الحرب جريـا
وانشر الأخبار عن خيبر يا
حبذا فتحٌ بها كان بهيــــــــــــــا
وأبو (السبطين) يشكو جفنه
وبريق المصطفى عاد بريــــا
ثم أعطاه بها رايته
بعد أن بَشَّرَ بالفتح عشيا
ذاكرًا أوصاف من يحملها
فتمنى الكل لو كان عليا
فدحى الباب وأردى (مِرْحِبًا)
بعد أن صارع فيها قَسْوَرِيَّا
ثم كان الفتح والفيْءُ بها
واصطفى المختار من تلك صفيا
و(حُنينًا) سلْ بها أبطالها
كم بها أردى من الكفر كميا
وسلِ (الناكثَ والقاسطَ والــ
مارقَ) الأخّاذَ بالأيمانِ غيا
وقضايا فتْكِهِ لو رُمتها
رُمت ما يعجزني لو دمت حيا
وهي في شهرتها شمس الضحى
هل ترى يجهل للشمس مُحَيَّا
وكذا ما خصَّه اللّهُ بهِ
من خصالٍ حصرها لا يتهيا
من سواه كان صِنْوَ المصطفى
أو سواهُ بعده كان وصيا
وأخي قال له: خير الورى
وهو أمرٌ ظاهر ليس خفيا
وكـ(هارونٍ) غدا في شأنهِ
منه إلّا أنه ليس نَبَيا
وبـ(عيسى) صحَّ فيه مَثَلٌ
فسعيدًا عدَّ منهم وشقيا
وغداةَ الطير من شاركه
فيه إذ جاء له الطير شويا
وعليهِ الشمسُ رُدَّت فغدا
أفقها من بعد إظلامٍ مضيا
وبـ(خمٍ) قام فيهم خاطبًا
تحت أشجار بها كان تقيا
قائلًا: (من كنت مولاه) فقد
صار مولاه كما كنت عليا
والذي زكَّى بما في كفِّهِ
راكعًا أكرمْ به برًا زكيا
ونفاقًا بغضُهُ صحَّ كما
حُبُّهُ عنوانُ من كان تقيا
بابُ علمِ المصطفى إنْ تأتهِ
فهنيئًا لك بالعلم مريا
فهو بحرٌ عنه فاضتْ أبحرٌ
فاغترفْ منه إذا كنت ذكيا
كم قضايا حارَ صحبُ المصطفى
عندها أبدى لها حكمًا جليا
ولَكَمْ ظمآن وافى بحره
فغدا من بحره العذب رويا
كل علمٍ فإليهِ مسندٌ
سندًا عند ذوي العلمِ عليا
من سواهُ وضعَ النحوَ وقد
راعَهُ لحنٌ بمن قد حازَ عيا
ويدور الحق مَعْهُ حيثما
دارَ فاعْلَمْهُ حديثًا نبويــــــــا
واختصاصُ الله بـ(الزهرا) له
لسواه مثله لم يتهيــــــــا
وبهِ بَاهلَ (طه) إذ أتى
وفدَ (نجرانٍ) إذا كنتَ غبيـــــا
وإذا سمَّاه (طه) نفسَهُ
يا له مجدًا بهِ خُصَّ سَميـــــــا
وبـ(سبطيهِ) وبـ(الزهرا) كما
ذكرهم في الذكرِ قد جاءَ جليــــا
ومضى نحو جوارِ المصطفى
حبذا دار وجار قد تهيـــــــــــا
ومضى الأشقى إلى قعر لظى
يتصلاها غدوًا وعشيــــــــــــا
و(لواء الحمدِ) من يحملُه
غيره أكرمْ به فخرًا عليـــــــــــــا
كل من رام يداني شأوه
في العلى فاعددْه روما أشعبيــــا
كتمت أعداؤه من فضله
ما هو الشمسُ فما يغنون شيــــــا
زعموا أنْ يطفئوا أنوارَهُ
وهو نورُ الله ما انْفَكَّ مضيــــــــا
وكفاهُ كونَهُ للمصطفى
ثانيًا في كلّ ذكرٍ وصفيـــــا
صلوات الله تترى لهما
وعلى الآل صباحا وعشيـــــــا
....
تهنئةٌ غديرية... يحيى بن إبراهيم جحاف
ومما قاله يمدح فيها المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم: [الخفيف]
مُدَّ يُمنى إلى التهاني ويُسرى
مبدلًا لي في الحالِ بالعسرِ يُسرا
يا إمامَ الأنامِ هاكَ نظامًا
فيه صُغرى من اللآلِ وكبرى
ومنها:
هذه العشرُ قد تولّت بخيرٍ
كنتَ فيها من أعظمِ الناسِ أجرا
ثم وافى يوم الغدير وناهيــ
كَ بيومٍ يشكو من القوم غدرا
قد أتى زائرًا يوبَّخُ قومًا
أوسعوه بغيًا وخدْعًا ومكرا
جحدوا فضلَهُ وفضلَ إمامٍ
كان أولى بالسَّبقِ منهم وأحرى
خيرُ من قد غدا بخير البرايا
نسبًا ناسبَ المقام وصهرا
فحديثُ النبيِّ في ذلك اليوم
حديثٌ يشدُّ للدينِ أزرا
* نقلا عن : المسيرة نت
في الجمعة 24 فبراير-شباط 2023 06:40:01 م