|
القرن الخامس عشر الهجري
..
حرف الألف
..
تقدّسَ كلُ شيء فيك.. إبراهيم يحيى الديلمي
[الوافر]
..
أجبني يا أميرَ المؤمنينا
دماؤكَ أمْ دمـاءُ المرسلينا؟
جرتْ والكونُ في جزعٍ ينادي
عليكَ أيا إمامَ المتقينا
تردّى الفجرُ بعدكَ دونَ صــحوٍ
وأركانُ الهدى انهـــدمتْ أنينا
وما زال السّجودُ بكل فجــــــرٍ
يمرُ على سجــودِ الساجدينا
ليرسمَ في محـــاريبِ التلاقي
إمامًا للهدى أضـحى قرينا
أدِرْ نحوي ضـــياءكَ إن ليلي
طويلٌ والمدى أمسى حــــزينا
يمزقُ كائناتِ العـــشقِ نَوْحًا
ويصرخُ في البــغاةِ المجرمينا
لقد قتلوك يا مــولاي ظلمًا
وقد لعـــنوا بما فعلوه فينا
وما قتلوك لو ظــنوا فروحُ الــ
شهــــيدِ مسجلٌ في الخالدينا
عــليٌّ يـــا ولي الله إنا
رجـالٌ باتَ حبكَ يحتوينا
تلقــيناهُ من ربٍ رحيمٍ
فأدركناه إيمـانًا متينا
وعلمًا مدّنا بالعــزمِ حتى
صرخنا الموتَ للمـــستكبرينا
فسُمّينا الروافـــضَ عند قومٍ
بدين الله عاثوا مفــــسدينا
أميري نور عيـــني تاج رأسي
حـــبيب الله رب العـالمـينا
بكَ العلياءُ قد رفعت ولولا
كَ ما أضحى لنا الإسلام دينا
فكيف يكون فيك الحـقُ رفضًا
وقد نطقَ الكتابُ به يقينا!
وكيف ولايةٌ لســواك تغدو
وأنت وليّ أمرِ المـسلمينا؟!
وأنت المرتضـى في يوم خمٍ
كما صحّـــت أحاديثٌ لدينا
بأمرِ اللهِ جاء الصّـحب فيهِ
بأيديهم إليك مبايعينا
بذا اكتمـلت عُرَى الإسلام طرًّا
وتمْت نعـمةُ الباري علينا
وأنت التّبرُ والذهبُ المــــصفّى
وأفضل صـحب طه أجمعينا
أبو السبطين والسيفين ضــربًا
وأصدق مؤمــــــنٍ في الأولينا
تقدّسَ ضوؤك الهادي شموسًا
تنيرُ بها قلوب المتـــقينا
تقدس روحكَ الزّاكي شـــهيدًا
عليًّا عند خيرِ الشاهــدينا
تقدّس علْمُكَ المــمتدّ هديًا
إلى ما بعد علم الآخـــرينا
تقدس سيفك المصقـــولُ حربًا
على الكـــــفّار تذروهم طحينا
تقدسَ حرفُ إسمك عين عشقٍ
به تصفو حياة العاشـقينا
ولامٌ لا تسـاورها ظـــنـونٌ
لواء الحـــــقّ أنت وقد رضــينا
وياءٌ يا علي بذا تنــاديــــ
ــكَ أرواح الــرجـال المخـلصـينا
تقدّس روحك العلويّ ذاتًا
تجلّى نطقهُ ذكرًا مبينا
تقدس حبك الأبديّ يعـلو
به شأنُ الهـداة المهتدينا
تقدس كل شــــيء فيك بانتْ
دلائلهُ على المسـتبصرينا
إذا الإنسان أمعن محـتواها
غدا عـبدًا لدى المولى مكينا
حبيبي يا حبــيبَ اللهِ إني
نذرتُ لك الهوى مذْ كنتُ طينا
بحبكَ لا أرى في الدهــر ذلًا
وأضمنُ مقـعدي في الفائزينا
وقد فــازَ الذي صلّى دوامًا
عليــكَ مُســلـمًا دنيـا ودينا
..
السِّرُّ المُطلق.... إبراهيم محمد الهمداني
[الطويل]
إليكَ أخا "طه" تُشدُّ الركائبُ
وترجو نداكَ المترعاتُ السّحائبُ
وتمتاحُ منك الشّمسُ آيةَ نورِها
وتزهو بما أفضى سناكَ الكواكبُ
"عليٌّ" به تعلو المكارمُ.. والعلا
إليه انتمى.. والحقُ فيه مصاحبُ
له انصاعتْ الأكوانُ حبًا ورهبةً
ودانتْ له الأفلاكُ... والحقُ غالبُ
تشدُّ عُرى الإسلامِ ضربةُ سيفِهِ
ومن بأسهِ خزيًا تذوقُ الكتائبُ
به ينهمي الإعجازُ سحرًا ودهشةً
وآياتُهُ فيها تذوبُ العجائبُ
إليه تعودُ الشّمسُ من عينِ مائِها
مشارقُها قامتْ له والمغاربُ
"عليٌّ" أمانُ الخائفينَ... وباسْمِهِ
تُرَدُّ - عن الراجينَ فيهِ - النوائبُ
تهونُ منايا الدهرِ.. إنْ قلتُ "يا عليْ"
وتُدفعُ أخطارٌ... وتذوي مصائبُ
إليك "أبا السبطينِ" يا قبلةَ الرّجا
تحثُّ الخطى روحٌ... ويرجوكَ طالبُ
فأنتَ صراطُ اللهِ والنورُ والهدى
وموضعُ علمٍ.. لا يواريهِ حاجبُ
وأنتَ كتابُ اللهِ.. والنبأُ الذي
به جحدوا حقَّا.. وماراهُ كاذبُ
ببابِكَ روحي... يا يقيني وحجتي...
وحاشاكَ يشقى فيكَ راجٍ وراغبُ
وأنتَ رجائي "يا عليُّ"... وحاجتي
بأمركَ... إذ صلَّتْ عليك الرغائبُ
عليك سلامُ اللهِ يا إرْثَ آدمٍ
ويا سرَّ "كُنْ"... والكونُ في الماءِ ذائبُ
وهارون طه... " يا عليْ"... حين قالها
أخوهُ... تهاوتْ من صداها الثواقبُ
..
أُريقَ دَمٌ وأيُّ دَمٍ أراَقُوا... إبراهيم حسين حميد الدين
[الوافر]
أُريقَ دَمٌ وأيُّ دَمٍ أراَقُوا
تَنُوحُ لِطُهرِه السَّبعُ الطِباقُ
بِه أضحى عليٌ في دِمـاه
شَهيدًا أيُّ فَاجعةٍ تـُساقُ
بِجرحٍ غائرٍ جَلَبَ المَآسي
لأُمـتِنا فـَزادَ الإفـتراقُ
بِمحرابِ الصلاةِ يَنالُ فَوزًا
لَه في ذلك الوصلِ اشتياقُ
لطه والكرامِ لَكم تَمنَّى
كَيعقوبٍ لـِيُوسفَ ذا الّلحَاقُ
سَلامةُ دِينهِ ما كانَ يَرجُو
وإنْ فِيها أتى القَتلُ الزُّعَاقُ
لِقرآن ٍ تُفارقُ يَومَ زَاحوا
قَرينًا للهُدى حـَلَّ النِّفاقُ
فَباتَت في شَقَاها يَعتلِيها
لأِمـرَتِها وُلاة ٌ لا تـُطاقُ
لِدينِ اللهِ اتخَذُوهُ دَغَلًا
ولِلأجيَالِ خَوَلا ً تُستَراقُ
ولـِلأعلامِ تَقتلُ آمِرِيها
بِعدلٍ فالدِّماء ُلَهم تُراقُ
فكم مِن مَلجمٍ إنَّا وجَدنا
لـَه نُسَخَا لأمتنا أَذَاقُوا
بِأرضِ الشَّامِ بالقَتْلِ اسْتَلذَّتْ
وتَذبَحُ هَكذا صَارَ العِراقُ
عَويلٌ للنساءِ ولـِلثَّكَالَى
ألَا مـَنٌّ تُنادي وانعِتَاقُ
فَهذا لَم يَكن لَولا انحِرافٍ
به حَاذُوهُ عن هَديٍّ وعَاقوا
تَرَعرَع في أميَّةَ كُلُّ ظُلمٍّ
فأوصَلَها لأمريكا الـعِنَاقُ
سَنكسرُ قَرنَ باطلها قَريبًا
لأنَّ الحقَّ جاَءَ فهم زُهَاقُ
فذِا ابنُ البدرِ نهجٌ حَيدريٌّ
هُدىً يسري لأمتنا يساقُ
لسُوءِ الإنحرافِ يُعيدُ قومًا
بعِروةِ ربنِا اعتصموا ففاقوا
* نقلا عن : المسيرة نت
في الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2023 07:26:33 م