|
الأنسُ بالموت... إسماعيل بن عبد الله الشامي
[الطويل]
إِذا جارَتِ الدنيا عليك فَلُذْ بمن
تجنَّبَها علمًا بها عن تعقُّلِ
وبايَنَها عن فطنةٍ بخِداعِهَا
وقالَ لها: غرّي سوايَ ألا ارحلي
عرفتُكِ من عينينِ.. برقُ خداعِها
خفيٌّ على غيريْ فلا تتجملِي
جلبتِ الرزايا والمنايا لأنفسٍ
تلتكِ فريْعَت بـالرَّدى والتقتـلِ
لهذا أنِسْـتُ الموتَ دونَكِ رغبةً
يبلِّغني زادي بأفضل منزلِ
وزادي هو التقوى هو الورعُ الذي
سرى في فؤادي قبلُ يخلقُ هيكليْ
لهذا فقد حزت الفضائل كلها
كبحر مليْءٍ بالجواهر والحلي
ولدتُ ببيت الله شرَّفتُّ كعبةً
بها طاف أعدائي ومن هولِيْ وَلِيْ
وبِتُّ بفرشِ المصطفى يومَ أنْ بغى
حثالاتُ أبناءِ البغايا تجندلِي
أنا هيبةُ الإسلام والشّرف الذي
محا ضِعَةَ الكفرِ الرجيمِ المجحفلِ
لهذا يحنُّ الظالمونَ لعهدهم
وينعونه أنّى يعود وقد بلِي
أما إنهم يوم الغدير تمردوا
على الله في النصّ الجلّي المجلجلِ
فقد قاله خير النبيين معلنًا
أمامَ جميع العالمين بمحفلِ
ألستُ بكم منكم بأولى فبلبلوا
وقالوا له لبّيك يا خيرَ مرسلِ
فقال لهم: من كنتُ مولاهُ إنما
عليٌّ له مولاه في كل مفصلِ
فبخبخَ بعضُ القومِ رغم أنوفهم
وبعضٌ تولّوا عنهُ بعد التقوُّلِ
وما ضرَّني والمصطفى كان داعيًا
دعاءُ رسولِ الله جَذوةُ قسطلِ
تسوقُ إلى نار الجحيم مخالفًا
عصيَّا على نور الهدى المتهلِّلِ
أيا ربِّ من والى عليًا فكن له
وليَّا ومن عاداهُ عادِهِ يا علي
ومن نصرَ الكرّارَ فانصرْهُ ربنا
ومن خذلَ الكرار فاجعلْه يُخذَلِ
عليٌّ قسيمُ النارِ والجنةِ التي
أعدّت لمن والاهُ بعد التَّغربُلِ
وأمّا ختامي كانَ كالمسكِ عابقًا
وفزتُ وربي بعدما حانَ مقتلي
وخابَ الأُلى يوم السّقيفةِ أضرموا
شبا غلِّهم بعد الجفا والتعلُّلِ
شروا خُلدَهُمْ في النّارِ ظنَّا بأنهم
شروا في جنانِ الله أجملَ منزلِ
لقد عبدوا أهواءهم عن درايةٍ
بأن الهوى الشيطان مرماهمُ الجلي
عليك صلاةُ الله يا نور ربنا
ويا هديَهُ في كلّ نادٍ ومحفلِ
سَأبقى على عهدِ الولاءِ مبايعًا
إمامي عليا رغم أهلِ التعذُّلِ
..
حديثُ عشقٍ صحيح.. أمين الأمير( )
[الكامل]
ضعُفت أحاديثُ الرُواةِ و جُرِّحتْ
وحديثُ عشقي في(الوصيِّ) صحيحُ
قُل للنواصبِ: عشقُ طه في دمي
والآلِ يسري عطرُهُ ويفوحُ
(فإذا نطقتُ ففي حديثِ جمالهم)
وإذا صمَتُّ...فذلكم تسبيحُ
فحديثُ طه في الغديرِ مؤكّدٌ
نصٌ جليٌّ مسندٌ، وصريحُ
وحديثُ منزلةِ الوصيِّ من النبي
متواترٌ لا تعتريهِ جروحُ
وفضائلُ الكرارِ لا أحصي لها
عدًّا.. فللرحمنِ فيهِ مديحُ
صلّى عليهِ اللهُ بعدَ محمدٍ
ما لاحَ برقٌ، ما الحمامُ ينوحُ
15 من ذي الحجة 1434هـ.
..
(حرف الباء)
أبيات علوية.. للسيد العلامة المجاهد بدر الدين الحوثي
[البسيط]
أحْبِبْ عليًا إذا شئتَ النّجاةَ غدا
إنّ العذابَ لعمري غيرُ مأمونِ
يكفيكَ فيهِ منَ الأخبارِ أشهرها
نصٌّ بخمٍ وتشبيهٌ بهرونِ
وفتحُ خيبرَ في أخبارهِ حُججٌ
في فضلهِ وهي من أجلى البراهينِ
إذْ أنّها كشّفَتْ عن طيْبِ مخبرهِ
قطعًا وكمْ بينَ معلومٍ ومظنونِ
ألا نحبُّ حبيبَ اللهِ حبَّ رسو
لِ الله ضدّ أعادي الحقِّ والدينِ
وحُبُّه آيةُ الإيمانِ بينةٌ
وبغضُهُ صارَ من سيما الملاعينِ
(حرف الجيم)
انثيالات العائد من (قالت الأعراب آمنا) جميل ناجي الكامل( )
[البسيط]
يا سيدَ الأولياءِ اليوم أعترفُ
من أنني كنت في صفّ الدجى أقفُ
وأنني مثل آلاف قضوا عُمُرًا
كأنهم في رياحِ الباطلِ السعفُ
خلفَ ادّعاء سدى الأعراب أنهمُ
قد آمنوا! هاتفًا جهلًا بما هتفوا
وأنني قد أعرتُ السمعَ دون هدىٰ
لكلّ من عن سنا دربِ الهدى انحرفوا
يا سيدَ الأوصياءِ الغرّ خيطُ هوىً
إلى ودادك شدّ القلب حين جفوا
خيطُ المحبةِ هذا أبيضُ انكشفت
للقلبِ أهواءُ من عادوك وانكشفوا
وإنني معلنٌ من ههنا وأنا
بكاملِ العقلِ لا طيشٌ، ولا خرفُ
أني براءٌ إلى أن ألتقيكَ غدًا
من كل من عن صراط المصطفى اختلفوا
من ناصبوا آله كلّ العداءِ سدىً
من أوغلوا بعده في البغضِ وانحرفوا
براءةٌ سيّدي من مبغضيكَ، ومن
كل الذي قالَهُ الضُّلالُ، واقترفوا
من عبأونا أحاديثًا ملفقةً
وأدخلوا أمةً في التّيه، وانعطفوا
وكم، وكم كتّموا حقًا، وكم سَطَروا
زورًا، وكم مَعلمًا للدينِ قد نسفوا
وغيّبوا كل أعلام الهدى، وبغوا
وغيّروا الدينَ عمدًا بعدما عرفوا
همُ همُ طلقاءُ الأمس خلفهمُ
يهودُ خيبرَ، والألقابُ تختلفُ
وأجّجوا الحقدَ نارًا في القلوبِ لظىً
به طغى الشّرُ فينا والتظى الصلفُ
وإنني ناذرٌ في دربكم قلمي
بأنْ أعريْ دياجيهم وأنتصفُ
فيا فتى الدينِ يا بابَ النبي وها
أنا ببابكَ يا بابَ السنا أقفُ
هبني لحبك تدري أنّ لي كبدًا
قرحى، وقلبًا محبًا هدّهُ الشغفُ
ها قد أتيتك قلبي في يدي، ويدي
إليكَ ممدودةً يا خير من أصفُ
ومثل قلبيَ باقٍ في الولاءٍ لكم
شعبٌ عظيمٌ، كريمٌ، صامدٌ، أنفُ
مذ جئته مرسلًا من خير من وطئت
أقدامُهُ الأرضَ فيكم ذائبٌ كلفُ
أبا الحسين جراحُ الشعرِ نازفةٌ
وكلّ حرفٍ به للحزنِ معتكفُ
من أمّةٍ هدَّمتْ جهلًا منارتها
من معشرٍ أطفأوا مصباحهم وغفوا
تكاثرَ الأشقياءُ اللَابسينَ لنا
لحى، وقمصان دينٍ خلفها وقفوا
وكل محرابِ نورٍ خلفه سترى
بخنجرٍ واقفٍ ينوي الردى جلفُ
أبا الحسينِ سلامُ الحرف يا علمًا
وعالمًا في علوم ما لها طرفُ
كنت امتداد النبي لحين ودعها
لو لم تكن أنت ما ساروا ولا عرفوا
يا من شرى نفسه مذ كان خير فتى
فجاء يسعى إليه المجد، والشرفُ
صددت كل نفاقٍ كنت تفضحه
فما تبدّيت إلا أهله ارتجفوا
لمّا علوتَ شهيدًا والعدا سقطوا
ظنوكَ متَّ وهم موتى وإن وقفوا
محرابُ فجرك معراجٌ مقدسةٌ
آفاقهُ، وبه للقرب مزدلفُ
يا سيدي كم هزمت الحاقدين، وكم
قل في دجى خزيهم، والعار قد جرفوا
وأنت يا عرفات الله طود سنا
بأبيض المؤمنين الغر تلتحفُ
ما زلت تملأ دنيانا وتلبسها
ثوبًا من النور منه الفجر يقتطفُ
هارون أمتنا يا نهر عزتها
إنا بكفّكَ يا ابنَ النّورِ نغترفُ
دُمْ في القلوبِ نهارًا لا يغادرنا
صرنا بحبك بين الناسِ نتصفُ
إنّا اليمانون من لا زلتَ بينهمُ
وإنْ تفرقتِ الأجسامُ والصَّدفُ
إنّا سيوفُكَ في وجهِ العدا أبدًا
وحول نوركَ كل الشّعبِ مؤتلفُ
وإنْ أصرّ العدا أنْ يسفكوا دمنا
فكل من قد عشقنا مثلنا نزفوا
لكننا كل نزفٍ نجتلي هدفًا
وكل يوم يرينا فجره هدفُ
سيعلمون بأنّ النصرَ موعدنا،
إنّ الطريقَ لمسرى النورِ تنتصفُ
يا أعلمَ الخلقِ بعد المصطفى عُذرًا
فلن يوفّيك وصفًا كل من وصفوا
يكفيك أنّ رسول اللهِ بابُ سنا
وبابه أنتَ من لم يرتضوا انصرفوا
لقّنت من فمهِ الوحيَ الذي سطعت
أنواره وبه أعداؤه عصفوا
يا سيدي يا أبا السبطين إن لكم
ذكرى لها كل قلب مؤمن يقفُ
يا سيدي هاك عهدَ الله هاك يدي
رغمًا على أنفِ من مالوا أو انحرفوا
إني سأزرعُ في الأكبادِ حبكمُ
حتى يسوقَ إليك الأمةَ الشغفُ
وأن أذيب الورى من لم يذبْ كلفًا
أذابه من شدى مدحي لك الأسفُ
* نقلا عن : المسيرة نت
في الخميس 02 مارس - آذار 2023 06:18:48 م