|
برئت إلى مولاي من مبغضيهم... حسن أحمد الصنعاني
[الطويل]
إلهي بطه كنْ مُعيني ومُنقذي
من الزّيغِ والأهواءِ يا مُنقِذَ الغرقى
وفرّجْ همومي والغمومَ وعُمَّني
بخيرٍ وأدخلني حِماكَ فلا أشقى
ونوّر دُروبي في خُطى آلِ أحمدٍ
نُجومِ الورى والنورِ والعُروةِ الوُثقى
عَمودُهمُ المختارُ رحمةُ ربِّنا
وصفوتُهُ مَن طابَ في أصلِهِ عِرقا
مَحا الجهلَ حتى أظهرَ الأمرَ كُلَّهُ
وثبّتَ دِينًا قيّمًا لم يزلْ حقّا
وصارَ على نهجِ النبيِّ ابنُ عمّهِ
وزوجُ البتولِ الطُهرِ ذاك الفتى الأتقى
سُلالةُ عِلمٍ مِنهما وأئمّةٌ
ومُستودعٌ للدِينِ قاموا به صدقا
برئتُ إلى مولاي مِن مبغضيهمُ
وواليتُهم وازددتُ في حُبِّهم عِشقا
إلهي بهم فرّجْ جميعَ هُمومِنا
وفي يومِ حَشرِ النّاسِ ربّي بِنا رِفقا
عليهم صلاةُ اللهِ ثم سلامُهُ
مدى الدهرِ والأيامِ دائمةً تبقى
عروجٌ في أصْلابِ الطين.... حسن شرف المرتضى
إلى أبي تراب: [الطويل]
عروجًا بلا قيدٍ جناحي قصيدتي
إليكَ وفي معناكَ طينُ الحقيقةِ
وأنتَ مطارٌ كالسّماواتِ غائمٌ
فكيفَ هبوطي في البروقِ الغزيرةِ؟!
وريشُ قوافي الرّوحِ ما جالَ أعْصُرًا
سوى الآن، والأزمانُ صارتْ خريطتي
تفحصّتُ فيها الليلَ والصبحُ لازبٌ
تصَلصَلَ في الأسماءِ قبلَ الخليقةِ
أُدحرجُ رأسَ الغيبِ للبدءِ مبصرًا
لأعبرَ فيه المنتهى في الصحيفةِ
رأيتُكَ نورَ الطينِ قبل ابتدائنا
فأنتَ وطه كنتما نورَ طينتي
فكمْ حارَ في معناكما ذهنُ آدمٍ
إذا رتّلَ الأسماءَ نورُ البصيرةِ
محمدُ مقرونٌ مع اللهِ في اسْمهِ
وأنتَ لطه البابُ في كلّ سيرةِ
أبًا لترابِ الأرضِ، هل كانَ صدفةً
يكنّيكَ طه؟... قاصدٌ خيرَ كنيةِ
أبًا لترابٍ فيهِ أسجدتُ جبهةً
وحتى فناءِ الطينِ تبقى هويّتي
* * *
أطوفُ بأصلابِ الصباحاتِ كعبةً
فأشرقتَ من أركانها كالظهيرةِ
وكانتْ خيوطُ الشّمسِ شعّتكَ باسمًا
إذا قُلتَ للأضواءِ أنتم عشيرتي
بزغتَ ببيتِ اللهِ؛ خُذني بومضةٍ
تلوحُ على أسْفارِ شعري الحزينةِ
وخذني بأخرى بعد ليلِ ابْنِ ملجمٍ
إلى فجركَ الباقي بقاءَ الشريعةِ
وخذني لأصطادَ الشظايا بوجههِ
وأفصلَ خيطَ الصبحِ عن كلِ ليلةِ
أصومك في جرحي الذي إنْ نزفته
أرقتُ سحوري قبل صومي مصيبتي
فبئرُ مساءاتِ الدُّجى نحوَ قاعِهِ
صببتَ دلاءَ النورِ قبلَ البحيرةِ
وأرنو بآبارِ السّماءِ انعكاسَها
فدوّنتُ في حيطانِها اسْمِي وبيعتي
* * *
أهاجرُ طينًا فيكَ يتلوكَ والمدى
جهاتُكَ يا منْ أنتَ بابُ المدينةِ
أزمُّ مسافاتي وزوّادتي رؤىً
وأنتَ امتدادي في الدّروبِ الطويلةِ
سبَحْتُ بلا جوٍّ إلى كلِّ موضعٍ
لأرنوكَ سقفًا للسّماءِ الأخيرةِ
وطرتُ بلا ماءٍ على خيلِ ريشةٍ
وفي حمئي المسنونِ تُملي رقيمتي
ببابكَ مسكينُ المسافاتِ واقفٌ
وخطوُ اليتامى دونَ دربٍ فسيحةِ
أسيرُ ولاقيتُ الأسيرَ قصائدًا
قصيدته مثلي مضتْ كالأسيرةِ
تمرأى بوجهي العتقُ قرصًا منحتَهُ،
ببردةِ عتقٍ أنتَ تطوي خطيئتي
لأدخُلَني حقلًا من الشّعرِ أينعتْ
سنابلُهُ إذْ أنتَ تروي حديقتي
وللماءِ أصلابٌ فأبناءُ زمزمٍ
تجلّوا غديرًا فيهِ تمضي سفينتي
فأسري بمجدافي وجدتُكَ ضِفّتي
وشاطئَ عفوٍ فيهِ تُرْسِي قصيدتي
نورُ الولاية.. حمير العزكي
[الكامل]
نورُ الولاية غايةُ المستبصرينْ
ومفازةُ المستضعفينَ الحائرينْ
وملاذُ كل الهاربين من الدّجى
والتائقينَ لصحوةِ الفجرِ المبينْ
ومسارُ أحرار النّفوس إلى ذرى الــ
تاريخِ معراج العلى للشامخينْ
ومنار أبرار القلوب ومن سرى
بالفطرةِ السمحاءِ في بحر السنينْ
ومزار كل الطائفين تقربًا
للحقّ والسّاعينَ في حرمِ اليقينْ
هي نار كل الثائرين تميزت
غيظًا وما شبعت من المستكبرينْ
هي جارُ من جارت عليه نوائبُ الــ
إغواءِ والإضلالِ بالتيهِ المهينْ
هي سرّ أسرارِ الحياة وسيلة
لكمالها وسبيل خير العالمينْ
هي نهرها الجاري سلامًا كلما
أظمت حواضرها حروب الطامعينْ
وهي النجاة إذا تصارعت الورى
وغدت أزمّتها بأيدي الظالمينْ
نور الولاية من يمين المصطفى
يوم الغدير كسا عيون الناظرينْ
يا خمُّ سلْ عنها ثراكَ وكلّ من
سمعوا عليه بلاغ خير المرسلينْ
هذا علي وليكم أسمعتها؟؟
ورأيت كفّيّ الوليّ مع الأمينْ
وقفَ الجميعُ مسلّمين وأقبلوا
يتزاحمون مصافحين مباركينْ
وسمعت من قالوا بخٍ لك يا علي
قد صرت مولانا ومولى المؤمنينْ
ماذا جرى؟ الكلّ يعرفُ، ما الذي
يجري.. عزمنا أن نعود إلى المعينْ
عدنا إلى أحضان مولانا الذي
فطر السّماء ومكّنَ المستضعفينْ
عُدنا إلى الثقلينِ نختزلُ المدى
نطوي شتات التائهين المنهكينْ
لمعية القرآن والحق التي
ما حازها إلا إمام المتقينْ
عدنا ومولانا الرسول وحيدرالـ
كرار غيظ الناصبين الجاحدينْ
باب المدينة، آية الإيمان، من
هارون أمتنا؟ من الحصن الحصينْ
من لم يوالِ اللهَ والى مرغمًا
أعداءه بدءًا بإبليس اللعينْ
من لم يوالِ المصطفى فولاؤه
للكافرين المجرمين الفاسقينْ
من لم يكن مولى عليٍ مالَهُ
مولى سوى المتكبرين المفسدينْ
نور الولاية في محيا سيدي
سبط الهدى وحفيد حيدرة المكينْ
لما توليناه جدّدنا الولا
لعلي الكرار عهدًا لا يلينْ
لما توليناه عانقنا الإبا
وبه صمدنا في وجوه المعتدينْ
لما توليناه زدنا عزة
وكرامة أعيت عقول الخانعينْ
لما توليناه أمسكنا العرى الــ
وثقى وحبل الله متصلًا متينْ
سنظل يا مولاي عشاق الهدى
ونظل نغرم بالفدا في كل حينْ
سنظل جند الله تحت لوائك الــ
أسمى ونصرخ بالشعار مكبرينْ
* نقلا عن : المسيرة نت
في السبت 04 مارس - آذار 2023 08:14:32 م