|
فاز وربّ الكعبة... زيد علي النعمي
[البسيط]
دوّى مصابُ أبو السبطينِ إذْ وقعا
وحقّ للصبرِ أنْ يغدو به جزعا
ضجّت جميع البرايا من شهادته
والكلّ يجثو لهولِ الخطب إذ سمعا
الأرضُ تبكي على الكرّار مكثرةً
وكل من في السّماوات العلا فُجعا
مصيبةُ في سنامِ الدينِ قد تركت
في الدين جرحًا عميقًا يشتكي الوجعا
بها تغيّرَ وجهُ الدينِ وابتدأت
كل المصائبِ تهمي فوقه تبعا
هذا عليٌ إمامُ المتقين ومن
لغير ربِّ السما والأرض ما ركعا
كان الإمامُ عليٌ مذ طفولته
يشعّ طهرًا زكاءً حكمةً ورعا
وباسْمِهِ قرنَ القرآنَ فهو إذًا
قرينه فهو والذِّكْرِ المبين معا
في يوم خيبرَ خير الخلق أرسلَهُ
فخاضها وبغير النصر ما رجعا
ويوم غزوةِ بدر كان فارسها
ويعلمُ اللهُ كم أردى وكم صرعا
وانظرْ إلى مشهد الأحزاب إذ حصلت
وقد تحزّب كل الكفر واجتمعا
كان (ابن ودٍ) ينادي من يبارزني
فجاءهُ حيدرُ الكرار حين دعا
فحينها برزَ الإسلامُ مجتمعًا
في حيدر ليلاقي الكفرَ مجتمعا
فقال خير البرايا إنَّ ضربته
ساوت عبادة من زكّى ومن ركعا
وقفْ بنا عند خمٍ عندما وقف الــ
رسول واسأله فيها كف من رفعا
وقال هذا وصيي اليوم وهو لكم
مولى فما واحد إلا له سمعا
هذي فضائله مثل الشموس فهل
هناك شخص لهذا الفضل قد جمعا
وبعد هذا بلا رشد تقمصها
قوم دروا برسول الله مـَن وضعا
فقال والله ما لي في ولايتكم
شيء ولا هي مثل النعل إذ رقعا
وإنما لأقيم العدل مبتغيًا
رضا الإله وتطبيق الذي شرعا
والآن فانظرْ إلى تاريخنا لنرى
من بعد فقْدِ عليٍ ما الذي وقعا
تغيّر الدين وانهدّت معالمه
وأمةُ الدين أضحت في الفلا قطعا
أتى معاوية الطاغي فجرعها
سوءَ العذابِ وأقصى الدينَ وابتدعا
وعاثَ في الأرض طغيانًا وعربدة
وظلّ يقضمُ مالَ اللهِ ما شبعا
وبعده شاربُ الخمرِ اليزيد غدا
مؤمّرًا في شؤون الناسِ متبعا
وصار مجتمع الإسلام ممتلئًا
جهلًا ضلالًا شقًاء ظلمةً بدعا
سَبّوا عليًا زمانًا في منابرهم
لكنّ نجمّ عليِّ رغمهم سطعا
..
(حرف السين)
(علي..)؟!..... سيف رسام
[تفعيلة]
متى يستفيق الكرى..
غفلةً، من تباريحِ ظلكَ يا سيدي؟!
متى تهتدي الأرضُ في دمنا للحفاةِ العراةْ؟!
هنا حيدرُ القلبِ معتقدا، لانتماءِ النجوم..
هنا حيدرُ القلبِ أمنيةٌ، في دموع الثكالى..
هنا حيدرُ القلبِ، حيدرةٌ في صواريخنا..
هنا حيدرُ السبطِ زلزلةٌ من دماءِ الحسينْ؟!
(حرف الصاد)
صادق عبد الرحمن الشرفي
[البسيط]
بسمِ العليِّ شدا قلبي بذكرِ علي
وهو الذي فوقَ كلّ القافياتِ علي
ما قيمةُ الشّعرِ إنْ كانَ المرادُ به ..
محضُ الوصولِ إلى الجاهاتِ والنّحلِ
أو أن يُرامَ به توصيفُ حادثةٍ
حلّتْ بصاحبها أو وصفِ ذي وجلِ
أو وصفُ حسناءَ أردْت عاشقًا وَلِهًا
بمقلتيها فعبَّ الكأسَ بالغزلِ
ما الشعرُ إلا سبيلٌ للوصولِ إلى
دَرْكِ الجمالِ وما أبهى جمالَ علي
وكم حروفٍ من البلغاءِ قد نزفتْ
وأتعبوا الحرفَ إحصاءً ولم يَصِلِ
هو الوليُّ الذي ضمناً ولايتهُ
ولايةُ اللهِ من إشراقةِ الأزلِ
وهو الذي نورهُ من نورِ خالقِهِ ..
مبددٌ ظلماتِ الجهلِ والدّجلِ
..
مسيرةُ ذي الفقار... صلاح محمد حميد الشامي
[الوافر]
مقامٌ فوقَ كونِ التضحياتِ
وقدرٌ جَلَّ عن وهمِ الصفاتِ
سماءٌ ما تجاوزها مُسمّىً
وإسمٌ فاقَ أسمى التسمياتِ
عليٌّ مَنْ رقى فضلًا وجودًا
وجُودٌ ما لهُ نِدٌّ سيأتي
وليُّ المؤمنينَ وكلِ حُرٍّ
ونبضُ قلوبِ أطهارِ الذّواتِ
سرى في ذِكْرِهِ قلبي على ما
أقَرَّ بهِ النبيُّ من السماتِ
فشعشعَ حُبُهُ في القلبِ نورًا
جَلا ذِكرًا عَصِيَّ الأُحجياتِ
هِباتٌ ما لها حَدٌّ لِتُطوى
وفضلٌ جازَ آفاقَ الهِباتِ
حليفُ الذِكرِ.. من أوْلاهُ ربي
بآيِ الذِكرِ خيرَ المَكرُماتِ
تَزَمَّلَ بالمَكارِمِ واحتواها
ولمْ تَشْغَلْهُ.. أو يَكُ ذا التِفاتِ
مع المختارِ صالَ وجالَ حُبًّا
وإيمانًا تَجلّى بالثباتِ
تَخِرُّ لهُ الفَوارِسُ حينَ يَبدو
وتَخْرَسُ إذْ يقولُ رؤى النُّحاةِ
بهِ أوصى النبيُّ وَلاءَ صدقٍ
لِيَشملَ دينُهُ كلَ الجهاتِ
فما استقوى على الأصحابِ لمّا
تولّى بعضُهُم أمرَ الدُعاةِ
ولكنْ حينَ أصبحَ أمرُ دينِ الـــ
إلهِ لدى الصعاليكِ البُغاةِ
أبى إلاّ الجهادَ.. فقادَ جُنْدَ الــ
سما والأرضِ في حربِ العُصاةِ
ولمْ تَكُ إمْرَةُ الأقطارِ تَعنيْ
لهُ إلاّ انتصارًا للأُباةِ
فَسَنَّ لنا بأنَّ الصمتَ عارٌ
إذا قادَ الورى بعضُ الطغاةِ
وراحَ يُقيمُ دينَ اللهِ عَدلًا
بأعمالٍ تخَلّدُ في اللغاةِ
نضى التاريخَ عن ذُلٍّ وصمتٍ
يُحاوِلُنا بهِ بعضُ الرُؤاةِ
وأخبرنا بأنّ الدينَ عِزٌّ
أتى بالسيفِ.. لا طولِ الصَلاةِ
إذا كُتِبَ القتالُ عليكَ، فاصدعْ
بأمرِ اللهِ.. لا تركنْ لآتِ
ولا تُطِعِ الطُغاةَ ببيعِ دينٍ
وتقنع بالمَذَلَّةِ، والفُتاتِ
فما كانَ الهُداةُ سوى رِجال
لربِّ العرشِ باعوا كلَ ذاتِ
وها يَمَنُ الهُدى ثارتْ، فأحيتْ
مَسيرَةَ ذي الفقارِ بِمُحْكَماتِ
بقرآنٍ سرى في الأرضِ عِطرًا
لتطهيرِ الجهاتِ من الجُباةِ
فهَبّتْ عُصْبَةُ الشيطانِ، كَيْما
تَظلَ الأرضُ في حُكمِ الشتاتِ
ولكنَّ اليمانيينَ ألظَوا
جماجِمَها بآياتِ الثّباتِ
تَكالَبَتِ القُوى لِتنالَ مِنّا
فأشبَعْنا الكِلابَ من الرُّفاتِ
سَلِ الأعرابَ كمْ خَطّتْ دِماهُمْ
سطورًا للصّهايِنَةِ الجُناةِ
وتحتَ ظِلالِ أيَّةِ رايةٍ هُم قدْ
أتَوْا حِلْفًا يهودِيَّ الصِلاتِ
وأيَّ جرائمٍ صنعوا بأرضٍ
إلى الكرّارِ تُنْسَبُ في الكُماةِ
يجوبونَ السماءَ بِراجِماتٍ
تَصاغَرُ في عيونِ الأُمَّهاتِ
وتَجْبُنُ أن تنالَ سوى نساء
وأطفال.. بلا هَدَفٍ مُوَاتِ
أتَوْا بالعَصْفِ حَزْما مِثلَ... قالوا
فجئناهُمْ بِرَبِّ العاصِفاتِ
وقد نشروا الجيوشَ بكلِّ دربٍ
فواجَهنا بربِ الناشراتِ
وشاؤوا أنْ نُفَرَّقَ في صفوفٍ
فوحَّدَنا إلهُ الفارِقاتِ
بَغَوْا بالمُلقِياتِ المَوْتَ جَوًّا
فأحيانا إلهُ المُلقِياتِ
وآمَنّا بِوَعْدِ اللهِ نصرًا
لهُ وَقعٌ بكلِ الواقِعاتِ
تَمَوْقَعَ في الدِّماءِ وَلاءُ طه
بحبِ وَصِيِّهِ ذي المَلْحَماتِ
على يَدِهِ دخلنا الدينَ حُبًّا
بيومٍ مُشرِقٍ، ذِيْ مَكرُماتِ
ومِنّا خَزْرَجٌ والأوسُ.. كُنّا
وما زِلنا أسودَ النائباتِ
فَسَلْ أشبالَ حَيدَرَ كيفَ ذادوا
عَنِ الوطنِ الجريحِ بِمُشْرَعاتِ
بنادِقُهُمْ أذَلّتْ كلَ غازٍ
وأخزَتْ كلَ أنظِمَةِ الغُزاةِ
حُفاةً واحتذوا الإبرامْزَ حتى
تقهقرَ سُوقُها بعدَ الحُفاةِ
أبَوْا إلا الحياةَ بِظِلِّ دِينٍ
يُعَزُّ بهِ المُجاهِدُ في الحياةِ
ووالَوْا حَيدَرَ الكرَّارَ.. حتى
أتى مِن سَيفِهِ نَصْرُ الحُدَاةِ
وَلاءً للنبيِّ وآلِ بيتٍ
بهمْ تُطوى الفَلاةُ على الغُلاةِ
رأى الله اليمانيينَ ثاروا
فأيَّدَهُمْ على جيشِ الوُلاةِ
وأكرَمَهُمْ بنصرٍ بعدَ نصرٍ
وَثَبَّتَهُمْ ووجهُ الشّرِّ عاتِ
وذا حالُ الذي يرضى عليًّا
وليًّا.. ليسَ يخشى الغاشياتِ
يرى آياتِ نصرِ اللهِ تَتْرى
تِباعًا، كالكؤوسِ المُتْرَعاتِ
فيغشى المكرهاتِ بقلبِ ليثٍ
عليٍّ، لا يُرى في المكرهاتِ
تَأَسَّى بالنبيِّ، فكلُ خَطبٍ
يهونُ بظلِّ رَبِّ المُرْسَلاتِ
نبيٌّ قالَ : مَنْ والى عليًّا
فقد والى إلهَ الكائناتِ
ومَنْ عاداهُ، عادى اللهَ
جهرًا ولو لمْ يَصْلَ نارَ السيئاتِ
وصلى اللهُ ما صلى على مَنْ
أتانا بالهُدى والبَيِّناتِ
مع الصنوِ الوصيِّ وآلِ بيتٍ
كِرامٍ.. هم مَواثيقُ الثِّقاتِ
* نقلا عن : المسيرة نت
في الثلاثاء 07 مارس - آذار 2023 07:02:07 م