|
قد يقترف المرء ذنباً وهو يدرك أن ما يفعله عمل غير صالح، وهذا سيئ بكل تأكيد.
لكن الأسوأ أن يقترف المرء ذنوباً ويحمل نفسه أوزاراً وهو يظن أنه أكثر الناس صلاحاً واستقامة.
أولئك هم الأخسرون أعمالاً، الذين حكى الله عنهم في سورة الكهف «ٱلَّذِینَ ضَلَّ سَعیُهُم فِی ٱلحَیَوةِ ٱلدُّنیَا وَهُم یَحسَبُونَ أَنَّهُم یُحسِنُونَ صُنعًا».
تخيل أن تكون ضالاً في هذه الحياة وتبني تصرفاتك كلها على أساس خاطئ يوجب سخط الله تعالى، بينما تظن أنك أهدى الناس وأكثرهم التزاماً بتقوى الله.
هذه حالة مخيفة جداً، والمرعب فيها هو الصدمة الشديدة التي ستصيب صاحبها يوم الحساب، حين يُبعث الناس جميعاً في حضرة ملك السماوات والأرض وتُجزى كل نفس ما كسبت، وذلك الشخص الذي يحدث نفسه أنه من المحسنين، يتفاجأ بأن مصيره جهنم والعياذ بالله..!
أنا هنا لست مدعياً للتقوى، ولا أقول إنني من عباد الله المخلَصين، ولكنني أتحدث من باب التذكير.
علينا جميعاً طلب الهداية من الله، لأن مشكلة المرء الذي يضل سعيه في الحياة ويظن أنه يحسن صنعاً، تكمن في اتباعه للوساوس وانخداعه بها.
السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين (يحفظه الله) في إحدى محاضراته الرمضانية شرح لنا “سورة الناس”، وبين لنا معانيها العظيمة التي لم نتفكر فيها يوماً.
تحدث السيد القائد أن البعض قد يفكر بأشياء وتصرفات خاطئة كلها من وساوس الشيطان، وقد ينبهر الشخص بهذه الأفكار السيئة ويظن أنها من بنات أفكاره.
هكذا يخدع نفسه بأنه فكر بشكل صحيح وتوصل إلى فكرة سديدة، ويظن أنه عبقري زمانه، وهو في الأصل إنما يتبع خطوات الشيطان ويقترف الذنوب والمعاصي.
من المؤلم أن يتصرف البعض بناءً على وساوس الشيطان وهم من المحسوبين على المسيرة القرآنية، فيمارسون الظلم والجور على الآخرين بينما يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
عندما تقوم بحرمان أب لديه أطفال يعولهم من حقوقه المادية أو من رعايته، فأنت هنا تظلمه وتظلم أطفاله.
أو عندما تقوم بإزالة اسمه من الكشف لكي تضع اسم صديقك أو قريبك، فأنت هنا تأكل في بطنك ناراً، وتدخل نفسك في عِداد السرق واللصوص.
نصيحتي لمن تدفع بهم وساوسهم إلى السرقة والسطو على حقوق الغير أن يستمعوا إلى محاضرة العلم القائم “آيات من سورة الناس”، لكي يميزوا بين الوساوس والأفكار السليمة، ثم كتهيئة نفسية قبل دخول شهر رمضان الفضيل، الذي تتضاعف فيه السيئات والحسنات.
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 08 مارس - آذار 2023 09:38:51 م