معاً ضد الإرهاب .. تجربة المرأة اليمانية
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري


*المقدمة: 

في البداية نقول إنه يجب أن يكون هناك تعريفاً واضحاً للإرهاب، فهو لا يزال مبهماً.. ودول العدوان الكبرى وعلى رأسها أمريكا تحرص على ابقائه مبهماً كي تفسره وفقاً لأجنداتها وأطماعها، بينما نرى أنه يجب أن يتم تغيير مصطلح الإرهاب إلى البغي والعدوان، وأن يشتمل على هذا المفهوم وليس الإرهاب أو أن يغير إلى مفهوم البغي والظلم والعدوان على الأفراد أو الشعوب، لأن هذا المفهوم (البغي والعدوان) مفهوم شائع لدى الثقافات والشعوب وتعريفه على هذا النحو بما تعارف عليه الناس منذ القدم يجعل مقاومته طبيعية ومشروعة بل وواجبة. 

 فشعوب البشرية منذ أن خلقها الله تطلق عليه اسم الظلم والاعتداء سوآءا أكان ذلك من دولة أو جماعة أو أي فئة كانت هو ظلم واعتداء لأن إرهاب الظلمة والمجرمين والمعتدين واجب ديني وإنساني وأخلاقي فبدلاً من تسميته بالإرهاب من الممكن تسميته بالظلم والبغي والعدوان، ونرغب في إطلاق هذه التسمية له. 
 

*أهمية دور المرأة في مواجهة الإرهاب:  

    يمكن التعبير عن دور المرأة بأنه يستحيل مكافحة الظلم والعدوان والبغي(الإرهاب)بواسطة الرجل فقط وبمنأى ومعزل عن دور المرأة الهام والحيوي في هذا المجال ففي ذلك ببساطة إهمال لنصف المجتمع بل وإهمال لأكثر من نصف المجتمع باعتبار أن الأم هي من تُعد الأجيال ومن تُربي وهي دائماً الظهر الداعم للرجل في كل تحركاته وقرارته وبالتالي يتجلى أهمية دور المرأة وضرورته في هذا المضمار بشكل واضح وجلي. 

    كما أن لهذا الدور خصوصيته التي تتعلق أساساً بالبنية الداخلية للأسرة والمجتمع وتماسك هذه البنية بشكل قوي ومتين يمنح أي مجتمع من المجتمعات صموده وقوته أمام أي عدوان ولا مجال لمكافحة أي بغي وعدوان بمختلف أساليبه الفكرية والثقافية والعسكرية والاقتصادية والسياسية دون أن يكون هناك الدور الحيوي للأم والزوجة والأسرة وكلها لبنات المجتمع وقوته ومتانته. 
 
*من أهداف مناقشة هذا الموضوع هو: 

1. إبراز دور المرأة وأهميته في مواجهة العدوان وأن هذا الدور تتجلى أهميته في أنه لا يمكن أن يكون هناك دفع للعدوان وإحلال للسلام بدون أن تكون هناك مساهمة فاعلة وأساسية من المرأة والتي ربما يكون دورها أهم من دور الرجل في كثير من بنود هذا التصدي. 
2. رفع مستوى الوعي بأهمية دور المرأة في التصدي لكل أنواع البغي والظلم والعدوان(الإرهاب). 
3. المساهمة الفاعلة في الارتقاء بدور المرأة ورفع كفاءتها في مواجهة أصناف البغي والعدوان وأشكاله(الإرهاب). 
4. تقديم التجربة اليمنية كمساهمة حية من واقع المعاناة والمأساة كرافد لتجارب المرأة في بقية أنحاء العالم العربي والإسلامي والعالم الحر بشكل عام حتى تتظافر التجارب في إخراج أفضل الطرق والوسائل لمواجهة البغي والعدوان ودوله ومؤسساته وجماعاته. 
5. العمل على تطوير دور المرأة وتجربتها في مكافحة البغي والعدوان(الإرهاب). 
 
*وفي هذا الموضوع نبرز دور المرأة في مقاومة ما يسمى بالإرهاب والتصدي له من خلال المحاور التالية: 
 
 المحور الأول: دور المرأة كأم في تربية وتنشئة الأجيال: 
 
فالمحور الأول هو محور التربية والإعداد وهو محور استراتيجي بعيد المدى وهنا يكون فيه دور الأم الدور الأول. 

  فدور الأم هنا في تربية وإعداد النشء، يُربى فيه النشء على المفاهيم الإسلامية القويمة وعلى المبادئ الصحيحة (مبادئ الفطرة الإنسانية السليمة التي فطر الله الناس عليها) لأن الإرهاب العالمي الذي تقوده أمريكا قد شوهت هذه المفاهيم وحرفتها عن وجهتها الصحيحة وقلبت فيه الحقائق رأساً على عقب. 
 وهنا يتم هذا الإعداد بغرس المفاهيم الصحيحة عن حقيقة الإرهاب وطبيعته والتي تنفر منه الإنسانية جمعاء ولا يقتصر هنا على ثقافة معينة أو دين معين وإنما هو الإرهاب التي لا تقبله الفطرة الإنسانية السليمة في أي مكان في العالم وهو الإرهاب الذي يتسم بالظلم والاعتداء على الأبرياء ونشر ثقافة القتل وسفك الدماء. 
وتعريف الإرهاب على هذا النحو ينسجم وتعاليم ديننا الحنيف. 
  والآن البشرية أصبحت بحاجة لإعداد أجيال يُغرس فيها مثل هذه المفاهيم السليمة هذا في المحيط الأسري.  
 
 المحور الثاني: دور المرأة كمربية ومعلمة: 

   يمثل هذا المحور دور المرأة المربية كمعلمة في المدرسة، ومع الأسف أن التعليم في بلادنا في الفترة الماضية أصبح مُأمركاً يخدم غرضين اثنين: 

 أولهما: هو انتاج إرهابيين من الوهابية الدواعش إذا ما غلبت العاطفة الدينية لديهم. 

 وأما الطرف الآخر: هو إنتاج جيل من الشباب يتأسلم بما يمكن أن نسميه بالإسلام الأمريكي المدجن (وهو الذي يقبل بأمريكا وتواجدها ومشاريعها مهما كانت وكذلك بالوجود الصهيوني الإسرائيلي والتطبيع مع هذا الكيان المعتدي الغاصب) أي أنه يقبل بالمشاريع الأمريكية وسيطرتها وهيمنتها وكل شيء.. 

والمرأة لها دور أيضاً من حيث المساهمة في إعداد البرامج التعليمية من مناهج وكفاءات تعليمية وغير ذلك، ولها دور حيوي يوازي دور الرجل في هذا الشأن. 
 
 
 المحور الثالث: دور المرأة في دفع الرجل بالتوجه نحو الجبهات وحثه على التصدي للإرهاب والعدوان ومواجهته: 

   وقد برز دور المرأة في ذلك بكل قوة سواءً كانت أماً أم زوجة، والتي لا تمثل عائقاً بوجه الرجل أو أنها تقوم بتثبيطه من أداء واجبه الجهادي تجاه دينه ووطنه بل على العكس تكون هي من تدفعه إلى جبهات البطولة والكرامة وتوفر وتهيئ له كل السبل اللازمة في سبيل تأدية هذا الواجب المقدس. 
 
 المحور الرابع: دور المرأة في القطاع الصحي: 

   والمرأة تبذل في القطاع الصحي والطوارئ والإسعاف جهودا كبيرة جداً من ناحية تطبيب ورعاية جرحى المواجهات من العظماء والأبطال الذين يتصدون للعدوان وللمجاميع الإرهابية التي تهدف إلى النيل من أمن الوطن واستقراره وسلامة المواطنين وإشاعة الفوضى وتهديد السكينة العامة، أو من ضحايا أولئك الإرهابيين وعملياتهم المتنوعة والمختلفة ودورها في هذا الجانب يوازي دور الرجل. 
 
  
 المحور الخامس: الدور المجتمعي في الأوساط النسائية: 

  دورها في الأوساط النسوية في نشر الوعي والتصدي للظلم والعدوان وهنا لا زلنا بحاجة إلى دور المرأة في هذه الأوساط والعدو في مجال المرأة يركز تركيزاً شديداً بحكم أن المرأة نصف المجتمع ومربية الأجيال ويجب أن تُشارك المرأة مشاركة فاعلة في التوعية في أوساط المجتمع من خلال الفعاليات المختلفة في الأوساط النسائية سواءً كان ذلك عبر القطاع الحكومي الرسمي وهنا بشكل مركز الدور الإعلامي الرسمي عبر القنوات الفضائية، والإذاعات ووسائل الاتصال عبر النت ثم عبر النشاط الغير رسمي من خلال المنظمات والجمعيات النسوية المختلفة وكذلك عبر النشاط في الأوساط الاجتماعية المتعلقة بالمرأة وذلك بغرض التوعية المستمرة بالإرهاب العالمي الذي تقوده أمريكا وأدواتها في المنطقة. 

وأيضاً من خلال استخدام المطبوعات التي يمكن استخدامها للإسهام في هذا الدور واستخدام كل الوسائل ومساهمتها الفاعلة في هذا المجال كصحفية وإعلامية وأهمية خلق وإيجاد إعلام موازي للحملة الإعلامية الضخمة الممولة من دول البغي والعدوان، وإيجاد الخطط المناسبة لتنفيذ سياسات الخيارات الاستراتيجية. 
 
 
 المحور السادس: دور المرأة المباشر في التصدي للظلم والعدوان وحملها للسلاح: 
 
إضافةً إلى دفعها ودعمها للرجال إلى الجبهات، فهي تحمل السلاح وتشارك في الأعمال الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب. 
 
 
*دور المرأة اليمانية في مكافحة الإرهاب: 
 
   المرأة اليمانية ساهمت بفاعلية كبيرة في كل تلك المحاور ولم يكن صمود اليمن شعباً وجيشاً طوال هذه الفترة ممكناً ومتحققاً إلا بذلك الدور الإيجابي الذي ساهمت به المرأة اليمانية بكل فاعلية وكفاءة وكان لها الدور الرائع والعظيم في كل تلك المحاور التي تم التطرق إليها. 
 
وسوف نتطرق إلى ذكر دور ومساهمات المرأة اليمانية أو نساء اليمن في المحاور السابقة والتي تفوقت فيها بكل جدارة. 
 
 أولاًـ دور المرأة اليمانية في تنشئة وإعداد الأجيال: 

فهي تساهم بفاعلية كأم في مجال التربية والتنشئة للنشء منذ نعومة أظفارهم وفي تعليمهم لمبادئ الإسلام السمحة وتحصينهم من الأفكار المتطرفة والإرهابية. 

 كما أننا رأينا خلال العدوان رجالا أحرار أشاوسا يرفضون الضيم ويندفعون بكل قوة في ميادين الوغى وهم يحملون أرواحهم على أكفهم في سبيل الله والوطن والمستضعفين وهذا إنما يدل على عظمة المباديء والقيم والتربية الإيمانية العظيمة التي تلقاها هؤلاء والذي تلعب الأم الدور الأساسي في غرس هذه المباديء والقيم السامية             العظيمة .                          


 ثانياًـ دور المرأة اليمانية كمربية ومعلمة للأجيال: 
 
فالمرأة اليمانية لها دور بارز في تأسيس بيئة ثقافية تربوية في المدارس والمعاهد والجامعات والمشاركة الفاعلة في إعادة صياغة المناهج التربوية والسياسات التعليمية جنباً إلى جنب مع الرجل.  
 
 
 ثالثاًـ دور المرأة اليمانية في دفع الرجل نحو الجبهات وحثه في التصدي للإرهاب والعدوان ومواجهته: 
 
وفي هذا المجال نتطرق إلى دورها كأم وكزوجة. 
 
أولاًـ دورها كأم:  

ليس غريباً في اليمن أرض الحكمة والإيمان والعزة والإباء أن تجد أمهات قدمن ثلاثةٌ بل وأربعةٌ من أبنائهن شهداء في ساحات البطولة والفداء وليس غريباً أيضاً مشهد الأم اليمانية التي تستقبل جثمان ابنها الشهيد وهي تطلق رصاصات التحدي والإباء في الهواء ثم تستقبل شهيدها البطل وهي تقول: مرحباً بك يا ولي الله وتعقد العزم على أن تلحق به إخوانه الباقين شهداء في سبيل الله ومشاهدة النساء وهن يستقبلن أبناءهن الشهداء بالزغاريد أمرٌ مألوفٌ في كل مكان في اليمن. 
بل الغريب والنادر حدوثه هو أن نجد مشاهد النحيب والعويل. 
 
ثانيا ـ دورها كزوجة: 
 
   فهي من تدفع الزوج إلى جبهات القتال وهي من توفر له البيئة المناسبة وتحفظه في ماله وولده وتقوم بكل ما من شأنه تسهيل مهمة الزوج في الذهاب إلى جبهات الجهاد ضد المعتدين الظلمة رغم الأعباء المعيشية الصعبة القاهرة ورغم تعرض الأسرة بعد غياب العائل الوحيد إلى صعوبات جمة وكبيرة من شظف العيش والمعاناة في غياب رب الأسرة وعائلها الوحيد وفوق ذلك فإن هذه الزوجة تبذل مدخراتها وما تملكه من حلي ومجوهرات في دعم المجهود الحربي وجبهات القتال ضد الإرهاب والعدوان، أما أطفالها فقد بذلوا ما يمتلكون من مدخراتهم القليلة لدعم المجاهدين في الجبهات. 
 
 
رابعاًـ دور المرأة اليمانية في القطاع الصحي: 

   من أدوار المرأة اليمانية دورها المهم في القطاع الصحي والطوارئ والإسعاف وقد قامت المرأة بجهود كبيرة وكانت في غالبيتها تطوعاً ولمدة تقترب من عامين كانت فيها الطبيبة والممرضة وبذلت جهودا عظيمة في معالجة الجرحى وتضميد جراحهم والتخفيف من معاناتهم وقد وصلت عدد الساعات التي تبذلها المرأة الطبيبة والممرضة في هذا المضمار إلى حوالي 16 ساعة في اليوم، على الرغم من تعرضها لمخاطر الاستهداف المباشر من قبل قوى البغي والعدوان والتي عملت على استهداف المستشفيات والمراكز الصحية بشكل ممنهج.  
 
 
 خامساً ـ الدور المجتمعي للمرأة اليمانية في نشر الوعي في الأوساط النسوية بضرورة التصدي للظلم والعدوان: 

     وفي هذا المحور لم تكتفِ المرأة في اليمن بالوقوف عند المساهمة بتحريض الرجال في الذهاب إلى الجبهات وحسب ولم تقعد في البيت منتظرة وحسب لما تأتي به الظروف بل كان لها الدور الأبرز في الأوساط النسوية والمجتمعية المختلفة سواءً ما كان منها رسمياً وغير رسمي كالأوساط الأسرية والشعبية وغيرها وهي تعمل بكل تفانٍ وإخلاص في نشر الوعي ضد البغي والعدوان(الإرهاب) الذي تمارسه الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وأدواتها في المنطقة والمساهمة الجادة في كشف خطط العدوان ومؤامراته ومكائده التي تزول منها الجبال بمختلف الوسائل المرئية منها والمسموعة والمقروءة وقد كان لهذا الدور أهميةً قصوى في توحيد الصفوف وبناء جبهة داخلية قوية متماسكة ضد العدوان وتحالفاته ومؤامراته. 

 لقد تبنت المرأة في اليمن خلال فترة العدوان الخطاب الذي من شأنه تعزيز الصمود من خلال صوتها وكتاباتها فهي الإعلامية والصحفية والأديبة والكاتبه والشاعرة والحقوقية وقد واكب نشاطها التوعوي الجهادي والوطني الرائد كل الأحداث والمراحل التي مرت بها بلادنا فترة العدوان ، ولم يقتصر عملها وتحركها على جانب الوعي إذ قدمت للعالم دروس التوعية والصمود على أرض الواقع بمواقفها المُشَرّفة من مثل دعم الجبهات بالمال والذهب والغذاء ودعم تسيير القوافل بالمواد الغذائية وهذا هو الجانب العملي التطبيقي لجبهة بناء الوعي الذي قدم صورة أسطورية توعوية للمرأة حققت استنهاض أبناء الشعب اليمني للانطلاق إلى جبهات الإباء .
وفي كل قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات والتكتلات المناهضة للعدوان كان ومازال للمرأة اليمنية حضورٌ بارز وصوت مدوٍّ يحمل خطاب العزة والصمود والثبات وتوحيد الصف وبذل الجهود في سبيل الله والدفاع عن الوطن ، وقدمت خطاباً يتماهى مع خطاب الرجل في مستوى عالٍ من التحدي والشموخ وتعرية الخونة العملاء وفضح جرائم العدوان ومرتزقته وإفشال مخططاته وإلجام الأبواق التابعة للعدوان وكشف الحقيقة عن مخططات محاولات العدوان إشعال الفتن وتمزيق وحدة الصف ، وما يجدر الإشارة إليه هنا هو حكمة المرأة اليمنية واستشعارها مسؤوليتها الدينية والتاريخية والوطنية في التعاون مع شرائح المجتمع اليمني كافة لمواجهة العدوان، ولذكاء بنت اليمن فقد استغلت كل وسائل التواصل الإعلامية والورقية ََوالإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لتبعث من خلال كل تلك الوسائل رسالتها إلى العالم ، ومازال عطاء المرأة في ربيعه وسيظل معيناً لا ينضب حتى تحقيق النصر. 
 
سادساً ـ دور المرأة اليمانية المباشر في التصدي للعدوان وحملها للسلاح: 
 
وقد تجلى هذا الدور في أبهى صوره والمرأة اليمانية في شغل شاغل فهي في غالب وقتها تعد للمجاهدين في الجبهات ما يلزمهم من زاد ووجبات وهذا مجهود كبير لم تكن الدولة لتتحمله خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الغاشم المطبق على البلاد، وبرغم ذلك استطاعت المرأة أن تغطي هذا الجانب بشكل كبير أسهم أو نتيجته صمود وثبات الرجال في الجبهات ولو ترك الأمر للدولة وحسب في ظل هذه الظروف لكانت هذه ثغرة كبيرة قد تتسبب في الخلل والتراجع. 
هذا إضافةً إلى مساهماتها بما تملك من مال وذهب وحلي ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد شاركت المرأة اليمانية بنفسها في حمل السلاح وأوجدت المرأة مراكزاً للتدريب على حمل السلاح واستخدامه والمرأة في اليمن قوية الشكيمة شديدة البأس ولا تخاف إلا الله. 
 
*التحديات التي تواجه دور المرأة في هذا الجانب: 
 
• التحدي الأول: قلة الوعي: 

أول تحدي هو قلة الوعي بشكل عام عن أهمية دور المرأة في هذا الجانب لدى المجتمع بشكل عام ولدى المرأة بشكل خاص وهذا الدور كان نتيجة ثقافة سطحية متخلفة تقتصر دور المرأة على (ربة بيت) فقط، فلذلك يعتبر هذا التحدي هو أهم تحدي تواجهه المرأة في أي مكان في البلاد الإسلامية وبلادنا بوجه الخصوص. 
 
وقد استهدفت دول العدوان وعلى رأسها أمريكا المرأة بشكل خاص لتجعل منها أميةً جاهلةً وتشوه تعليمها وتثقيفها بحيث يكون سطحياً لا تهتم إلا بالماكياج وعروض الأزياء وليس من شأنه قط هذا النوع من التعليم الذي يهدف إلى إيجاد المرأة المتعلمة تعليماً جاداً والمثقفة ثقافةً سليمةً وكل هذا بهدف تغييب المرأة عن دورها الحيوي في المجتمع. 
 
والحل لهذا التحدي هو الوعي ويعتبر الوعي الأساس الذي تُبنى عليه كل بُنى الصمود والتغيير. 
 
 
• التحدي الثاني: الأمية: 
 
التحدي الثاني الذي تُعاني منه المرأة بشكل عام وفي بلادنا بشكل خاص هو الأمية فنحن نعاني من أمية المرأة، هذه الأمية لها دور سلبي جداً في استيعاب أو في إيجاد بيئة واعية مدركه للأخطار لأنه يؤثر على توعية المجتمع ابتداءاً من النشء وتنشئتهم التنشئة الصحيحة والسليمة التي تجعلهم مدركين للحقائق والأخطار وتغرس فيهم المبادئ الإسلامية السمحة والتي تحصنهم من الانجرار خلف الأفكار المتطرفة والإجرامية المدمرة وتجعلهم يدركون من هو العدو الحقيقي للأمة وماهي الحالات المشروعة بل والواجب فيها حمل السلاح ضد البغي والعدوان أو ما يُعرف بالإرهاب. 
 
فكلما كانت المرأة أمية كانت بيئة المجتمع غير واعية وبالتالي أصبح تفادي هذه المسألة وهذه المشكلة مسئولية حكومية ومجتمعية وكلما تغلبنا على هذا التحدي أو تغلبت المرأة على هذا التحدي كان دورها أكثر إيجابية وفاعلية والجهل دوماً عدو الإنسان والشعوب ودور الإعلام مهم جداً في محو الأمية وهنا أيضاً من الأهمية بمكان التركيز على الدفع بالبنات للتعليم. 
 
• التحدي الثالث: استهداف المرأة من قبل دول البغي والعدوان: 

  من أبرز التحديات هو استهداف المرأة بشكل خطير استهدافا فكرياً وثقافياً من قبل دول البغي والعدوان التي تعمل بشكل حثيث على استهداف المرأة بشكل خاص لتدجينها وتطويعها بالثقافة المشوهة التي تخدم أهداف الاستكبار لدول العدوان وقد نجح المعتدون في ذلك نجاحاً كبيراً وخصوصاً في بعض الدول التي لم يعد للمرأة فيها دور حيوي يذكر. 

وهنا يجب التركيز على الاعتزاز بالانتماء وعدم الانصهار في الثقافات الأخرى التي تريد أن تنسب التخلف إلى ثقافتنا. 
 
• التحدي الرابع: تدني القدرة على حمل السلاح واستخدامه: 

  قد تكون هذه مشكلة عويصة في بعض البلدان العربية والإسلامية، التي قد لا تتدرب النساء فيها على حمل السلاح إلا من كانت في المجال العسكري، ولكنها ليست بالمشكلة العسيرة في اليمن فهناك من النساء من لديهن القدرة على حمل السلاح واستخدامه في شتى أرجاء اليمن، لكن هناك حاجة لتجاوز استخدام السلاح الخفيف والتدرب على أسلحة متوسطة وثقيلة وذلك لكي تكتسب جبهة الدفاع عن البلد بما يجعلها قادرة للتصدي للعدوان بفاعلية وكفاءة أكبر. 
 
• التحدي الخامس: بعض العزلة التي تعاني منها المرأة: 

   لا يزال التواصل محدوداً جداً بين النساء في مختلف البلدان العربية فالعزلة موجودة بنسب مختلفة ولكنها بسبب ظروف الحصار المفروضة على اليمن جعلت المرأة اليمانية تحظى بالنصيب الأكبر من ذلك، ونرجو أن يتم بناء قنوات تواصل عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التكاتف وتظافر الجهود وتفعيل دور المرأة في مواجهة الإرهاب. 
 
*تلك هي أبرز وأهم التحديات التي تواجه المرأة في اليمن بشكل خاص وفي بقية البلدان العربية والإسلامية بشكل عام إضافة إلى التحديات العامة من الفقر وقلة الإمكانيات وغيرها والتي هي والرجل فيها سواء. 
وهي تحديات كبيرة ويجب أن تتظافر الجهود من المجتمع ككل للتغلب على هذه التحديات وخلق المجتمع الواعي الصامد في وجه العدوان ومؤامراته. 
 
*خـاتمـة: 
 
ختاماً نكرر التركيز على أهمية الدور الحيوي والأساسي للمرأة ونشدد عليه لكي يحظى بالاهتمام الذي يستحقه والذي ينبع من عظم المسئولية وحجم المخاطر والتهديدات التي تواجه الأمة والمسئولية الملقاة على عواتق الجميع في الدفاع عن وجودهم وكيانهم فالمعركة أصبحت معركة وجود بل أكثر من ذلك. 
 


في السبت 27 يناير-كانون الثاني 2018 06:58:55 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=760