المرتزقة والتقارب السعودي – الإيراني
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح علي البنوس

لا يزال مرتزقة العدوان يعيشون حالة من التخبط و الهستيريا والانفصام في الشخصية وانعدام القدرة على التركيز عقب الإعلان عن نص البيان الثلاثي السعودي الإيراني الصيني المنبثق عن المفاوضات الثنائية السعودية الإيرانية التي شهدتها العاصمة الصينية بكين برعاية صينية بناء على مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ .

أبواق العدوان من مرتزقة الداخل اليمني الذين ظلوا يصمون أسماعنا عن الخطر الإيراني ، والمجوسي والتمدد الإيراني الفارسي وخطر ذلك على أمن المملكة والمنطقة ، ويعزفون على وتر الطائفية والمذهبية لتبرير العدوان الهمجي الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا ، ومن أجل ضمان الحصول على المساعدات والمكرمات السعودية التي تمنح لهم مقابل قيامهم بهذا الدور الخسيس عبر شبكة قنوات العدوان الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي ، في سياق مخطط شيطنة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وتوجيه بوصلة العداء نحوها ، وصرف الأنظار عن كيان العدو الإسرائيلي ، العدو الحقيقي للعرب والمسلمين ، الذي ينخر في جسد الأمة ويعمل على تفتيتها وإشعال الصراعات وإثارة الخلافات والتباينات في أوساطها .

الكثير منهم ابتلعوا ألسنتهم وتواروا عن الأنظار بعد أن ظلت الفضائيات السعودية تستضيفهم لمهاجمة إيران وتشويه صورتها وتأليب الرأي العام عليها ، والتحذير من خطرها المزعوم ، وتبني الروايات الأمريكية الهوليودية التي تتحدث عن ضبط أسلحة وعتاد عسكري إيراني كان في طريقه إلى من تسميهم ( بالحوثيين ) وغيرها من الأكاذيب والأراجيف والدعايات الإعلامية التي تحاول من خلالها تبرير تواجدها في اليمن وتدخلاتها السافرة في شؤونه وانتهاكها السافر لسيادته وضمان استمرارية ابتزاز النظام السعودي وإجباره على ضخ المزيد من الأموال لشراء المزيد من الأسلحة ، علاوة على ما تدفعه السعودية مقابل الحماية الأمريكية والحفاظ على عرش آل سعود الهش الذي يبسط نفوذه وهيمنته من خلال التبعية المطلقة والولاء والتسليم المطلق للإدارة الأمريكية .

لم نعد نسمع أي حديث في العربية أو الحدث أو الإخبارية السعودية عن الخطر الإيراني ولم نعد نشاهد تلكم العنتريات التي كانت تصاحب مداخلات مرتزقة السعودية من الإعلاميين والمحللين السياسيين والناشطين والحقوقيين الذين يحظون بعطايا ومكرمات اللجنة الخاصة السعودية ، حيث زال الخطر الإيراني وتحولت إيران إلى دولة جارة ، وتحولت السياسة الإعلامية السعودية من الهجوم على إيران إلى الحديث عن رغبة المملكة في حل خلافاتها مع إيران من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار ما أسمته الروابط الأخوية التي تجمعهما ، والتركيز على مخرجات مفاوضات بكين والتي تضمنت ( توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، ويتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقا أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب ، والعمل على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي )

بالمختصر المفيد، التقارب السعودي – الإيراني يصب في مصلحة كل دول المنطقة ، ومن شأنه خلق حالة من الاستقرار وتجاوز حالة التوتر القائمة ، ووحدهما الأمريكان والكيان الصهيوني والمرتزقة هم الخاسر الأكبر من هذا التقارب الذي سيدخلهم في حالة من الهسترة والتوتر ، كونه سيعمل على خلط أوراقهم والتأثير على مصالحهم وسيربك حساباتهم ويحبط مخططاتهم ومؤامراتهم التي ظلوا يشتغلون عليها لسنوات عديدة ، وما نأمله أن تكلل الجهود الصينية بالنجاح وأن لا تسمح للأمريكان بالتدخل لإعاقتها وعرقلتها كما في السابق ، والعمل على ترجمة مضامين الإتفاق على أرض الواقع ، وطي صفحات القطيعة وتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين من جديد ، والإسهام في ترميم جسد الأمة العربية المتهالك .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .


في الثلاثاء 21 مارس - آذار 2023 10:26:13 م

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=7642