|
في المحاضرة الرمضانية الثالثة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، استمر في الحديث عن أهمية التقوى وثمرته ونتائجه في الدنيا والآخرة ، وآثار عمل الإنسان محسوبة في الخير والشر، والإنسان اذا استشعر انه سوف يبعث وان البعث مسألة قريبة ويحسب حساب نفسه في اليوم الآخر ، سوف يحسب حساب أعماله وأنه سوف يجزى عليها، وحالة نسيان يوم القيامة و الغفلة عنه، حالة خطيرة جدا، والقرآن في حديثه عن يوم القيامة ويوم الحساب، حدد لها سوراً كثيرة ومن السور القرآنية التي عرضت عرضا تفصيلا ليوم القيامة وأهوال يوم الحساب هي سورة الواقعة، والواقعة هي القيامة التي يتغير فيها واقع الكون، ولا أحد يستطيع أن يغير هذه الحقيقة الواقعة لا محالة، وهو يوم عظيم ويوم فصل لا مجال فيه لتغيير الحقائق ولا للتحسر والبكاء والتضرع، ويبقى مصير الإنسان مرتبطاً بأعماله، من أهم ما في يوم القيامة هي أنها (خافضة رافعة) وجميع من كانت أحوالهم في الدنيا مرتفعة وهم متجبرين وظالمين تجدهم أذلاء منكسرين وخاشعين مليئين بالندم والضعف أمام الله..
وكذلك جميع من كانت أحوالهم مستضعفة يبعثون معززين مكرمين محظيين بالاحترام والطمأنينة وأعلى قدرا من حال أي إنسان في الدنيا كان في ارفع مقام وأحوال الناس تقاس في يوم القيامة بأعمالهم و تصرفاتهم وأقوالهم، ومن يحارب ويعاند الحق ويستكبر على الحق ويرتاح لمحاربة الحق سوف يجد نفسه يوم القيامة في حالة من الذلة والهوان ناكس الرأس وخاشعة أبصارهم ولن يفيده ذلك في شيء ، وهذا يترافق معه ويلحق به من بقية الأمور مما يؤدي العذاب في جهنم، أما في حالة المؤمنين وما يلحق بهم من السعادة الأبدية، وتأتي واقعة القيامة التي لا بد منها، بزلزال عظيم يدمر الأرض بكلها، ويغير كل معالمها ، وهذا الهول الرهيب تأتي فيه أهوال البشر عندما يحشر الناس في يوم المحشر، ويتحول في تصنيفهم إلى ثلاثة أصناف، والكل سائر في هذا الاتجاه والأعمال والأقوال والأفعال هي من تحدد الصنف..
الصنف الأول هم أصحاب الميمنة أصحاب الخير واليُمن والبركة والسعادة وآثروا هدى الله واتبعوه، الفائزين بالمستقبل الأبدي الدائم بما في الجنة من الحظ النعيم ، الصنف الثاني هم أصحاب المشأمة وهم أصحاب الشقاء والحسرة والندم وعذاب عظيم، والصنف الثالث هم السابقون السابقون وهؤلاء ارفع شأنا، السبق إلى طاعة الله، والسبق في الأعمال العظيمة لاتباع، الله والسبق للأعمال الصالحة المهمة الكبيرة التي ترضي الله، الانطلاقة في سبيل الله والإنفاق في سبيل الله، والتباطؤ والتثاقل تؤثر على الإنسان وتفوت عليه أجرا عظيما وكبيرا، والسبق فضيلة عظيمة، وشأن السابقين هو انهم يحظون بتكريم كبير عند الله وفي الجنة، وفي مقدمة النعيم هو التكريم المعنوي ، والدرجة الرفيعة مع النعيم المادي، وجنات فيها كل أنواع النعم التي ينعم بها الإنسان، وثلة من الأولين فازوا في السبق من الزمن الأول وقليل من الآخرين..
في الجمعة 31 مارس - آذار 2023 04:14:04 ص