|
ها نحن في الثلث الأول من شهر رمضان المبارك.. وقد بدأ التجار بتعليق اللافتات القماشية التي تدغدغ عواطف الناس بالتخفيضات الوهمية، وكأن التجار يقومون بالتخفيضات ابتغاء مرضاة الله، أو كأن رمضان يجعلهم أرق قلوباً وألين أفئدة!
تمرُّ في وسط السوق فتسمع منادياً ينادي بالمايكروفون ويعلن عن تخفيضات بنسبة خمسين بالمائة، وهو يعرض منتجات لا نعرفها في البقالات التي نرتادها، لأنها منتجات لا توجد إلا في الـمُولات الراقية، ولا يستهلكها إلا كلُّ ذي حظٍّ عظيم.. منتجات ومعلَّبات فاخرة، لا يعرف الأكثرية عن محتواها شيئاً.
فالبعض من الناس لا يعرف معنى كلمة “مايونيز”، ولا يعرف الـ”هوت دوغ”، وحين يرى المواطن العادي هذه المنتجات يسيل لعابه عليها ويشتريها، وهو يعلم أن تاريخها قد أوشك على الانتهاء.
يعمد الكثير من التجار إلى كتابة الأسعار السابقة وعليها علامة “إكس”، وبجانبها السعر الجديد، وهم يعلمون علم اليقين أنهم يكذبون، كما يعلم المواطن هذا أيضاً، ولكن الأمل في أن يجدوا تاجراً صادقاً يحدوهم إلى التصديق دائماً.. فإذا كان التخفيض بمناسبة رمضان خمسين بالمائة، فكم كان يربح هذا التاجر الجشع قبل رمضان في هذه السلع التي يقوم بالإعلان عن تخفيضها؟
رمضان يعتبره التجار موسماً مُربحاً أكثر من غيره، وحين يطلُّ موسم التسوُّق تبرز أنيابهم التي يعضُّون بها جيوب الناس وعرق جبينهم وقوت أطفالهم، وشعارهم: “القانون لا يحمي المغفلين”، وهو شعارٌ تافه.. فإن كان القانون لا يحمي المغفلين، فمن يحمي إذن؟!
وحين تقول للتاجر اتقّ الله، سيبتسم في وجهك ويقول لك: البيع والشراء حرب المؤمنين!
* نقلا عن : لا ميديا
في الإثنين 03 إبريل-نيسان 2023 12:22:01 ص