|
إلى نجرانَ كم تهفو الحنايا
ويهفو الشّعرُ تسرقهُ الحكايا
وكم ذاب الفؤادُ جوىً وشوقا
إلى نـجرانَ فاشتعلتْ دمايـا
ومن نجرانَ بعضُ دمي وأهلي
وفي نـجرانَ تـُسندني يــدايــا
وفي نــجرانَ جُرحٌ للهُـويّــة
ولكنَّ الهــوى يـبـقى هوايــا
لأنّ الأرضُ تعرفني وتدري
بأن سماءها، أيضا، سـمايــا
لصوتِ (يغوثَ)* يمرحُ في رُباها،
يناجي التـلَّ، تـشتـاق الصّـبايـا
وتشتاقُ البطولةُ وقعَ خيله
كما اشتاقَ الغناءُ إلى أسـايـا
وما في التلّ والصبواتِ غيري
وما في الشوقِ من أحدٍ سوايا
وتشتاقُ الحروبُ إلى أبيها
(أبا حربٍ)، فترتعدُ المنايا!
إلى (سوق الجنابي) سوف أمضي
لتنطقَ سرَّها، تجلو الخفايا
وتكتبَ في مقام الصّبر جُرحا
أسال الرعبَ في ليل الضحايا
وفي (قصر الإمارة) هل سيأتي
زمانٌ طاهرٌ يمحو الخطايا؟
إلى (الأخدود) يأخذني زمانٌ
فأخشى الذّلَ، لا أخشى الرزايا
ولا أخشى الطغاة ولا لظاها
وأخشى الموت في مكر النوايا
على الألواح نقش حميريٌّ
يدل ذوي الضلال إلى هُدايا
ويكتب بالزبور إباء شعب
من التاريخ يغرف لي إبايا
فتخفق والعلا رايات قومي
وللأمجاد تنسبنا السجايا
وتخشاني دروب الموت حتما
أنا الأيمان يمشي في خطايا
دروب العز تنبتها ضلوعي
ويعزفها دمي عودا ونايا
فيرقص في الوغى أبناء قلبي
وينكسر العدا مثل المرايا
وتنبجس البطولة من ترابي
ويرتجل الجنود ليَ الهدايا
يسقّون البلاد دما زكيا
وينهمرون بحرا من عطايا
أسير ومجدهم ينساب حولي
فتتبع ضوءهم ليلا خُطايا
إلى نجران حيث النبض يرسو
وحيث الحق بعض من رؤايا
إلى نجران نتبع الرسولا
ونمضي في خطى خير البرايا
•يغوث هو شاعر نجران وفارسها عبد يغوث الحارثي صاحب القصيدة المشهورة ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا.. ويقول فيها: وتضحك مني شيخة عبشمية... كأنْ لم تر قبلي أسيرا يمانيا!
في الخميس 22 فبراير-شباط 2018 09:25:21 م