يا أمة أشقى الورى أشقاها
علي محمد النعمي (أبوزيد)
علي محمد النعمي (أبوزيد)

يا أمة أشقى الورى أشقاها
طالت مآسيها وطال عزاها

وبسيفها قتلت عليا وهو من
بعد النبي المصطفى مولاها

أقصته والقرآن مقرون به
فانظر عن القرآن ما أقصاها

أنموذج الإسلام معجزة الهدى
في شخصه ارتسمت ولاح سناها

هارون من موسى بنص محمد
الا النبوة بعده استثناها

نفس الرسول وصنوه ووصيه
باب المدينة والمدينة طه

هو شاهد يتلوه منه وصورة
لجلالة الإسلام ما أبهاها

زوج البتول ويغضب الباري اذا
غضبت ويرضى ربنا لرضاها

المؤمنون بحبه عرفوا كما
شيع النفاق دليلها بغضاها

علم الهدى بحر الندى رمز التقى
بطل الفدى ليث الوغى وفتاها

فبعلمه كم حل معضلة وكم
بحسامه من كربة جلاها

ولكم حديث في فضائله وكم
من أية فيه الرسول تلاها

حسدا وخوفا حاولوا كتمانها
لكنها كالشمس لاح ضياها

هو خير خلق الله بعد محمد
وله الخلافة وهو قطب رحاها

وهو المصلي والمزكي راكعا
وله الولاية ربنا آتاها

من ذا يداني في الكمال مقامه
من ذا يسامي في السمات سماها

من في قرابته ومن في سبقه
من في طهارة نفسه وزكاها

من في عبادته وفي أخلاقه
من في عدالته التي أرساها

من في بصيرته ومن في وعيه
خير القلوب كما حكى أوعاها

من في شجاعته وشدة بأسه
من في سماحة كفه وسخاها

سل هل أتى في (هل أتى) الا له
ذاك الجزاء وشكرها وثناها

حاز الفضائل والمكارم عن يد
ومن البلاغة والبيان مداها

من في المبيت فدى النبي بنفسه
سمحا بمرضات الإله شراها

ومن الذي في يوم بدر يا ترى
قالوا تولى النصف من قتلاها

من كان في أحد وقد فر الألى
يلقى الكتائب لا يهاب لقاها

واسى الرسول بنفسه مستبسلا
حتى حكى جبريل عنه وباها

إذ هاجت الهيجا وآساد الشرى
تركت رسول الله في أخراها

وهناك في الأحزاب حين قلوبهم
بلغت حناجرهم لدى بلواها

من ذا من الأبطال قال أنا له
حين ابن ودٍ للبراز دعاها

فقضى عليه بضربة علوية
ما زال يستمع الزمان صداها

وبخيبر إذ فر تيم في الوغى
وأخو عدي مثله سواها

ولدى مواجهة اليهود كلاهما
قد عاد منهزما فما معناها

قال النبي لهم سأعطيها غدا
من بينكم رجلا يحب الله

رجلا يكر ولا يفر برايتي
والى علي بعدهم أعطاها

فمضى بها الكرار يأنح فاتحا
أبواب خيبر حازها وحواها

واسأل حنينا من أباد كماتها
ضربا ومن كأس المنون سقاها

وبيوم خم يا له من مشهد
ورواية كل الرواة رواها

فمن الذي ولاه رب العرش أم
يد رسول الله قد أعلاها

ولاه رب العالمين ولاية
ومحمد عن ربه أداها

إذ قال بلغ أو فما بلغت يا
طه رسالته التي أوحاها

جمع الحجيج وقام يخطب رافعا
يد حيدر حيث الجميع يراها

من كنت مولاه فذا مولى له
أولى به من نفسه مولاها

ومن الذي من بعد خير الأنبيا
صان الرسالة والهدى وفداها

كم ذا أعدد من فضائله وكم
ومن الذي في العد قد أحصاها

في الكعبة الغراء مولده وفي
محرابه لاقى التي يهواها

خير الأماكن سيف أشقى الأشقيا
بوليدها وشهيدها أبكاها

يا رحلة الفوز العظيم تقدست
خير البقاع من الدنا طرفاها

بين الولادة والشهادة سيرة
بجمالها دين الهدى يتباهي

فبسيرة الكرار يا أتباعه
طبوا القلوب وطيبوا الأفواها

واستلهموه هداية وعدالة
وولاية فيها الكمال تناهى

ومسيرة رسم الإله طريقها
فهي الهداية والضلال سواها

ولتجعلوا الكرار مدرسة لكم
وتشرفوا بجمالها وبهاها

وكفى عمى يا أمة بعد الهدى
جثم العمى في وعيها ورؤاها

بمصارع العظماء في ساحاتها
عظمت خسارتها وطال شقاها

واليوم إذ رفضت ولاية حيدر
منحت خنازير اليهود ولاها

رضيت بهم في ذلة ومهانة
وقد استباحوا عرضها ودماها

ولو انها والت عليا كان في
تلك الولاية عزها وعلاها

يا أمة شقيت ولما تلتفت
يوما لتصلح وضعها وخطاها

وعن الهداية كلما طال المدى
بعدت وزادت حيرة ومتاها

يا أمة داس اليهود أنوفها
ولهم وفيهم سارعت زعماها

يكفي مجاملة لأسباب الشقا
يا أمة أشقى الورى أشقاها

آن الأوان لأن نصحح وضعنا
من حيث شط الإنحراف وتاها

بالله فاعتصموا جميعا واذكروا
يا قوم نعمته التي أسداها

وتمسكوا بالآل والقرآن هم
أهلوه والآيات هم قرناها

إذ لا بديل سوى اليهود وإننا
نأبى إمامتهم ولن نرضاها

قولوا لإسرائيل نحن زوالها
المحتوم والموت الذي يغشاها

قولوا لأمريكا بأنا أمة
وقيادة رب السما ولاها

إن بايع الأعراب أمريكا وإن
هم قدسوها نحن قد دسناها

بولاء حيدرة قهرنا حلفها
ومع ابن بدر الدين واجهناها

وله برغم الكفر أخلصنا الولا
كفرا بأمريكا ومن والالها

فولاؤه والإتباع هو الولا
والإتباع لحيدر ولطه

هو وارث القرآن صفوة ربنا
علم الهداية شمسها وضحاها

يدعو الى القرآن أمة جده
مستبسلا ومجاهدا لعداها

لك حبنا الواعي ومحض ولائنا
وعهودنا بالدم عمدناها

فاضرب بنا أنى تشاء ومن تشا
فنفوسنا لله قد بعناها.
#إتحاد_الشعراء_والمنشدين


في الجمعة 14 إبريل-نيسان 2023 01:53:30 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=7906