|
في المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث فيها حول عملية اختبار الله سبحانه وتعالى للإنسان، ومنها اختبار الغنى والفقر وسعة الرزق وتقدير الرزق، ولله حكمة في الاختبار وهو التكامل بين الناس، ونعم ومواهب الله لخلقه واسعة، وسنة الله هي أن يتكامل الناس ويحتاج بعضهم لبعض، فكل هذه النعم مسؤوليات، والجانب الآخر ولأن الله هو الخبير بعباده ولما سيترتب على غناء الناس كلهم أنهم سوف يفسدون في الأرض ويبغون فيها، وفي اطار الظروف الحياتية والمعيشية، فهناك نظام في الإسلام يخفف بؤس الناس، منه الزكاة والصدقة، وحمل الأغنياء مسؤوليات تجاه ذلك، وجانب آخر ان الله يعطي الأمل اذا استجابوا له، بالإضافة إلى الإنسان الصابر يمنحه الله القناعة ويبعد عنه الطمع، وحالة الطمع حالة رهيبة جدا، والإسلام يرشد للاقتصاد والحذر والترف، والإسلام يرشد إلى أن تكون دوافع الناس باهتماماتهم المالية من جانب المسؤولية في بناء القوة والنهي عن المنكر، والبناء الاقتصادي لتحقيق الذاتي حتى لا يكون قوتهم بيد عدوهم، وتتزكى أنفسهم عن الترف بالشهوات الرغبات، وفي مسألة الاختبار الإلهي في هذه الجزئية فإنها مسؤولية كبيرة..
إن النظرة الخاطئة هي الاعتقاد بأن الله يعطي شخصا ما ويمنع عن الشخص الآخر، والنظرة الحقيقة هي أن هناك اختباراً، وركز القرآن على حسابات المسؤولية، والله سبحانه ينبهنا كيف تتوجه إرادتنا اليه واستجابة له، وإذا كان اهتمام الإنسان هو التوجه نحو زينة الدنيا فقط وعدم الالتفات نحو الآخرة، فهذا حساباته أخرى، ومن كانت كل أرادته نحو شهوات الدنيا وليس له اهتمام بالآخرة فإنه يخسر خسارة فادحة، وكل أعمال الدنيا مرتبطة بالآخرة، والله يقدم للإنسان العرض في الدنيا والآخرة، وإذا اتجهت رغبات الإنسان في الدنيا على حساب الآخرة، فهنا مكمن الخطورة، فالآخرة خير وأبقى، ففي الدنيا الكثير من المفاسد، ومنها شراء الدين مقابل الدنيا، ومنها الوقوف في صف الباطل والصد عن سبيل الله، مقابل مصالح الدنيا، إعلاميا أو ثقافيا أو عسكريا، وتزييف الحقائق لدعم الباطل مثل علماء السوء، وتبرير جرائم أهل الباطل مقابل مراكمة مبالغ مالية، آخرها مشكلة أموال السديس في السعودية، ومن الحالات الخطيرة في بيع الدين بالدنيا عندما تكون المصالح المادية هي السقف عند الإنسان، والله سبحانه وتعالى حذر من هذا، من يصد عن سبيل الله مقابل المصالح المادية ويؤيد الباطل، وراء كل هذا جهنم والعياذ بالله..
إن الاتجاه نحو الترف والمصالح المادية مقابل بيع الدين وكتمان حق ودعم باطل، خسارته كبيرة، فهؤلاء لا يكلمهم الله ولا يزكيهم، وخسارة رضوان الجنة وشراء النار، وخسارة الشرف والقيمة، ومن المفاسد جرائم القتل من أجل الحصول على شيء من الدنيا، مثلما هو حال الكثير ممن يتجندون مع الباطل والعدوان، وهي جريمة ومحذرور رهيب، القتل ظلما وعدوانا وأخذ مال الحرام جريمة كبيرة وعظيمة، ومن المفاسد أيضا في الطمع الغناء هو الظلم في الإرث وأكل مال اليتيم، وخاصة إرث النساء ونتيجة الطمع، بأسلوب الاحراج وأسلوب التهديد، وأسلوب الاحراج لا يبرئ الذمة ابدا، وعندما يكون هناك يتامى فلا يجوز استبدال أموالهم وهو استبدال الخبيث بالطيب ، فذلك إثم شنيع وقبيح، والوزر فيه مضاعف، والعقاب هنا هو جهنم والعياذ بالله، وعلى الإنسان أن يحذر لأن المسألة خطيرة جدا..
في الأحد 23 إبريل-نيسان 2023 11:09:49 م