|
في المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول فجور النفس وتقواها، فيما عرفه الله الإنسان وما ميز له (النجدين)، والإنسان إذا اتجه في طريق الخير نمت فيه عناصر الخير واتجهت ميوله نحو الخير وزكت نفسه ويحظى برعاية الله في هذا الاتجاه العظيم، ينفر من طريق الشر ويكره الجرائم والتصرفات السيئة، وتتعزز عنده التقوى أمام هوى النفس، وتترسخ فيه عوامل الخير، وهذا يجعله في موقف المتماسك أمام هوى النفس، فينهى النفس عن الاتجاه في المعصية، ويكتسب الإنسان المنعة تجاه وساوس الشيطان ويتحرر من سلطان الشيطان، وإذا زل يرجع بسرعة، وإذا استمر الإنسان بالاتجاه السيئ والانحرافات، تكبر أهواؤه السيئة والاتجاه السيئ والتصرفات السيئة، وإذا استمر الإنسان أكثر يصل إلى درجة الخبث والزيغ متبعا لأهواء نفسه، والإنسان عندما يصل قلبه إلى الزيغ عن الحق، يخذله الله والعياذ بالله، وكلما تمادى الإنسان في كثرة انحرافاته كلما تراكم الخبث في نفسه أكثر، ولذلك في نجد في كلا الإتجاهين، اتجاه التقوى والإيمان والصلاح والخير واتجاه هوى النفس والشر والسوء يصل الحال بالفريقين إلى حالتين، الأولى أن تطيب نفوسهم والثانية أن تخبث نفوسهم..
في الحالة التي تخبث فيها نفس الإنسان، وهو الاتجاه السيئ يبرز عند صاحبها هوى النفس وهنا يبرز دور الشيطان في توجيهه إلى طريق الشر ووساوس الشيطان وإغوائه، والشيطان هو رمز للشر والفجور والكفر، وما أكثر حالة الغفلة عن دور الشيطان في سعيه لاستهدافهم، وهذا كله حتى لا يتذكر البعض أن وعد الله حق لا شك ولا ريب فيه، والشيطان عدو مبين، حاقد عليكم ويسعى لخسارتكم ومضرتكم، والكثير لا يتخد الشيطان عدواً، والذين استجابوا للشيطان وسعوا في الاتجاه السيئ ممن ينشرون الفساد ويضلون عباد الله هم حزب الشيطان الذي وعد الله أنهم من أصحاب السعير وقعر جهنم وأكبر العذاب والخسران ، اذا كان هذا حال الشيطان مع حزبه، ولا يوجد حالة أكبر ضرراً منها غير إيصال الإنسان إلى جهنم، ولهذا الشيطان عدو شديد العداء للإنسان، وبداية العداء مع الشيطان بدأت منذ بداية الخليقة للبشر في الأرض، برفضه أوامر الله بالسجود لآدم عليه السلام، وما حدث له نتيجة تكبره واستكباره وغروره ورفضه أمر الله وطرد مذموما مدحورا ، فحقد أشد الحقد على الإنسان وعلى آدم وذريته حتى آخر إنسان، ويسعى فيها لإضلال كل البشر..
يسعى الشيطان الرجيم في التأثير على الإنسان وإغوائه عن طريق الوسوسة، كما في قصة آدم وحواء، والوسوسة هي طريقة خفية لإحداث الخطر في التفكير الذهني والنفسي في تلبية أهواء ورغبات وشهوات نفس الإنسان، وفي حضور هذه الوسوسة يحث الشيطان للتوجه نحو العمل السيئ، والشيطان يتدخل كعامل إضافي لتوجيه ذلك التفكير السيئ، وخاصة عندما يفصل الإنسان عن واقع الإيمان والتقوى، والشيطان كتلة من الحالة السلبية والسيئة، والتي تزيد من انفعاله تفاعله مع التفكير السيئ، في حالات الرغبة المخاوف والغضب، هنا ينظم إليه شياطين الجن وأدواتهم ..
في الأربعاء 10 مايو 2023 09:52:20 م