لم يَمُت الخيواني ..
حسن حمود شرف الدين
حسن حمود شرف الدين

 

* مشاركة في فعالية الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال الشهيد عبدالكريم الخيواني

بسم الله الرحمن الرحيم

الزملاء.. الزميلات.. أسرة الشهيد الأستاذ عبدالكريم الخيواني.. الحضور جميعاً كلٌ باسمهِ وصفتهِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اليوم نُحيِي الذكرى الثالثة لاستشهاد أستاذ الإعلام اليمني والأديب الأستاذ عبدالكريم الخيواني.

في مثلِ هذا اليومِ قَبلُ ثَلاثةِ أعوامٍ بَدأَ العدُ التنازُليُ الفعليُ للعدوان.. إذ أعقَبَ اغتيال الشهيد الخيوانياستهداف المُصَلين في جامعي بدرٍ والحشحوش.. تلاها بأيامٍ إعلان التحالفِ بقيادة السعودية من واشنطن بِدءَ عملياتهِ العدوانيةِ على اليمن.

الشهيدُ الخيواني كانَ ولا يزالُ مرجعية الحقوقيين والباحثين عن الحريةِ.. فقد دفعَ ثَمَنَ صرخاتهِ ومناهضتهِ للفسادِ المالي والإداري والسياسي، وزُجَّ بهِ في مُعتقلات النظام السابق، وتحملَ جسدُهُ المنهك بالتعبِ التعذيبَ وواجهَ الترهيبَ بكلِّ صَبرٍ وحِنكةٍ.

دائماً ما يستشعرُ أعداءُ الأمةِ الإسلاميةِ والمتمثلة في اليهودِ والنصارى الخطرَ القادم من الأفكارِ المتحررةِ والمطالبة بالحريةِ والاستقلالِ السياسي والاقتصادي والتي يكون مرجعيتها دستور الإسلام “القرآن الكريم”، فيسارعون إلى استهدافهِ وتصفيتهِ.

والشهيدُ الخيواني كان أحد هذه الشخصيات التي كانت تُهدِّدُ طموحات وأهداف العدو في دولِ المنطقة.. إذ كان الخيواني يقومُ بتعريةِ النظامِ وفضحِ مخططات العدوِ بقلمهِ وتصريحاتهِ وتحذيراتهِ عبرَ مختلفِ وسائلِ الإعلامِ المقروءة والمسموعة والمرئية، وكذلكَ عبرَ الندوات وفي المحافل الدولية.

لم يَمُت الخيواني
فهو حيٌ في قلبِ كلِ إعلاميٍ حُر، 
حيٌ في قلبِ كلِ حقوقيٍ حُر، 
حيٌ في قلبِ كلِ مناهضٍ للعدوان ومطالبٌ بدولةٍ يمنيةٍ حقيقيةٍ مستقلةٍ ذات سيادة وحرة في كافةِ قراراتها وتوجهاتها السياسية ومعتمدة على نفسها في مختلف المجالات.

باستشهاد الأستاذ الخيواني استطاعَ العدوُ تغييبَ أبرزِ رجالِ إعلامِ اليمن ومثقفيه.. وما لم يعلمه العدوُ أن الخيواني لم يَكُن ذلكَ الشخص الذي يُؤثِرُ على نفسهِ عِلمَهُ وقدراته.. إذ تخرجَ على يديهِ المئات من الإعلاميين والحقوقيين.. انتهجوا نفسَ نهجهِ وحملوا نفسَ القضية التي كان يحملها.. فلو كان في أوساطنا اليوم لكانَ أولَ المعادين لأمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات وحلفائِهم.. وأول من يدافعُ عن الأرضِ اليمنية.

وهنا نقولُ للمُزايدين الذين يُحاولون استثمارَ دمِ الشهيدِ الخيواني لتحقيقِ أهدافٍ شخصيةٍ أو سياسيةٍ إن الشهيدَ الخيواني أرقى وأجَّلُ من أن يُستثمر في سوقٍ للنخاسة لأشخاصٍ يبيعونَ أنفسَهم وأرضَهم مقابلَ أموالٍ مدنسةٍ تأتي من عدوٍ يدمِّرُ البيوتَ على رؤوسِ ساكنيها من الأطفالِ والنساءِ والآمنين ويستهدفُ كافةَ المؤسسات والهيئات الخدمية والبنى التحتية.

وهنا أؤكدُ أننا في اتحاد الإعلاميين اليمنيين قيادةً وأعضاءً مستمرونَ في النضالِ ضدَ أعداءِ الأمةِ حتى الانتصار وطرد الاحتلال الجديد.

أخيراً بالغُ عزائِنا للأُسرةِ الإعلامية وأهلِه وأصدقائِه ومحبيه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.. وحسبُنا الله ونعم الوكيل.

في الإثنين 19 مارس - آذار 2018 09:29:26 ص

تجد هذا المقال في الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره
http://cfca-ye.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://cfca-ye.com/articles.php?id=827