|
بينما تحول العالم أو يكاد إلى قرية واحدة صغيرة، ما تزال اليمن قرى متباعدة كثيرة!
يمكنك أن تسافر من صنعاء إلى القاهرة خلال 3 ساعات، بينما يلزمك للوصول من صنعاء إلى بعض قراها أكثر من ذلك!
ليست خارطة اليمن أكبر مساحة من العالم؛ لكنها تبدو وستظل كذلك، طالما مكتوب عليها بالخط اليمني العريض: «ربنا باعد بين أسفارنا»!
هل يمكنك مثلا أن تسكن في الحديدة، وتذهب يوميا إلى مقر عملك، أو بيع بضاعتك، في صنعاء أو العكس؟! لم لا، إن كان الذهاب والإياب سيستغرق منك ساعتين فقط وبكلفة مالية يسيرة؟! ولم لا إن كانت هذه أفضل فرصك لتحقيق دخل أعلى وحياة أكرم؟!
لا يمكنك تغيير الجغرافيا، وجعل المدن والقرى أقرب إلى بعضها؛ لكن يمكنك زيادة سهولة وسرعة التنقل، فتقل المسافات حد التلاشي!
وكما تقل المسافات بين المناطق، تقل أيضا بين الهويات القبلية والطائفية والجهوية الصغيرة، ويحدث الاندماج المجتمعي الكبير، ويصبح الوطن قريبا وواحدا كما لم يكن من قبل.
لن يتوحد اليمن، شمالا شمالا، وجنوبا جنوبا، وشمالا جنوبا، بالسياسة والحروب، قدر توحده بالاقتصاد، تبادلا وتداخلا وتتاما وتكاملا. وهذا يتطلب التفكير بجدية في مشروع استراتيجي نهضوي «لربطه» بشبكة طرقات برية حديثة وسريعة، وشبكة قطارات عصرية لنقل الركاب والبضائع، وربما لاحقا أسطول جوي وبحري داخلي، وصولا للخارجي!
اليمن، يا سادة، لا يعيش عزلته عن العالم فقط، بل وعن نفسه، لو كنتم تعلمون!
* نقلا عن : لا ميديا
في الأربعاء 31 مايو 2023 07:15:44 م