|
أيها السعوديّون: إذا كنتم تعتقدون أن قوةَ (أنصار الله) تكمن في طائراتهم المسيَّرة أَو صواريخهم البالستية أَو أي شيءٍ من هذا القبيل، فأنتم مخطئون.. وواهمون أَيْـضاً..
قوة (أنصار الله) الحقيقية الفاعلة -يا أغبياء- إنما تكمن في هذا المشروع الذي يحملونه!
المشروع القرآني الذي استكثرتم على أنفسكم يوماً حتى مُجَـرّد الالتفات أَو النظر إليه، ناهيك عن محاولة استيعابه وفهمه.
المشروع الذي لم تتقبلوا يوماً، ولو للحظة واحدة، فكرة القبول به أَو حتى وجوده أصلاً!
المشروع الذي حكمتم عليه سلفاً بالإعدام شنقاً أَو رمياً بالرصاص حتى الموت من دون أن تحاكموه أَو حتى أن تمنحوه فرصة الدفاع عن نفسه!
المشروع الذي ظننتم لوهلة غروراً وحمقاً أنكم قادرون على سحقه ووأده بمُجَـرّد فقط أن تخلعوا عليه زوراً وبهتاناً بعض الألقاب أَو الأوصاف الطائفية والإثنية المقيتة كالمجوسية مثلاً أَو الرافضية أو…!
استهدفتموه، فلم يزده استهدافكم له ومحاولات النيل منه إلا (منعةً) وَ(متانةً) وَ(قوةً)!
طعنتم وشككتم فيه، فلم تفلح معه، وعلى امتداد أكثر من عقدٍ ونصف العقد من الزمان، كُـلّ محاولات الطعن أَو التشكيك أَو التشهير به شيئاً..
افتعلتم في طريقه كُـلّ أنواع العراقيل والحواجز والعقبات رغبةً في محاصرته وتطويقه.
فلم يزده ذلك إلا توسعاً وانتشارا ومقدرةً على اختراق وتجاوز كُـلّ الحدود!
ألصقتم به تُهم الانغلاق والانكفاء على المذهب الواحد والأيديولوجية الواحدة والمنطقة الواحدة والسلالة والعرق الواحد،
فلم يسعه ذلك إلا أن ينطلق ويصبح أكثر احتواء وانفتاحاً على كُـلّ ألوان الطيف الديني والسياسي والاجتماعي والثقافي!
هذا باختصار هو مشروع أنصار الله وسلاحهم الفتاك الذي عجزتم عن مواجهته وفشلتم في سحقه ووأده كما كنتم تحلمون!
المشروع الذي استطاع اليوم -ورغم ما انفقتم- تجيش معظم الشعب اليمني ضدكم..
وهو نفسه القادر غداً على الوصول والتغلغل في أوساط شعبكم السعوديّ وغيره من الشعوب العربية والإسلامية وتجييشهم جميعاً ضدكم أَيْـضاً.
فهل علمتم أين تكمن قوة أنصار الله؟!
لذلك أنصحكم أن تعيدوا حساباتكم وتغيروا من نظرتكم المزدرية والمعادية لهذا المشروع القرآني الصاعد والقادم بقوة..
الآن.. وقبل فوات الأوان.
أنصحكم أن تسالموه وتتصالحوا معه كي لا يأتي عليكم يوم وقد تسلل من حَيثُ لا تدرون وقد تغلغل في أوساط شعبكم ووصل إلى قصوركم!
عندها فقط لن يجديكم نفعاً البكاء كالنساء على ضياع ملكٍ لم تحافظوا عليه كالرجال.
أنصحكم، وللمرة الأخيرة، التوقف والكف عن الاستمرار بالمجازفة بحياة هذه الجرة التي بأيديكم، فليس في كُـلّ مرة تسلم الجرة أَو كما يقولون.
أنصحكم.. وإني لكم لمن الناصحين.
في السبت 03 يونيو-حزيران 2023 09:16:51 م